ما علاقة الديموقراطيين بالصحافة وعودة ترامب للسلطة؟
يتولي دونالد ترامب السلطة في 20 يناير عام 2025، وذلك بعد فوزه في انتخابات 2024، وتتجدد المخاوف بشأن مستقبل حرية الصحافة في الولايات المتحدة، خاصة في ظل التاريخ المتوتر لعلاقته بوسائل الإعلام خلال فترة رئاسته الأولى.
من المتوقع أن تؤثر عودة ترامب إلى السلطة بشكل كبير على مناخ حرية الصحافة، خصوصًا مع الخطاب العدائي الذي اتبعه تجاه الصحفيين ووسائل الإعلام، بين عامي 2017 و2021، وشهدت العلاقة بين ترامب والإعلام تصاعدًا في التوتر، حيث وصف وسائل الإعلام المعادية له بأنها أعداء الشعب الأمريكي، واستخدم مصطلحات جارحة ضد الصحفيين، ما أدى إلى تدهور هذه العلاقة.
حوادث بارزة
وتعتبر حادثة جيم أكوستا من أبرز الحوادث الصحفيين، حيث تم سحب تصريحه من دخول البيت الأبيض، ووصل به الحالة إلى نزاع قضائي وانتهى لصاللحه بإعادة التصريح له بالدخول، كما منع بعض الصحفيين من قنوات مثل CNN وAP من دخول البيت أيضًا.
الخطاب المعادي للإعلام
مع مرور الوقت، تصاعد الخطاب المعادي للإعلام على لسان ترامب، حيث وصف الصحفيين بالكاذبين والمروجين للأخبار المزيفة، معتبرًا الصحافة أحد أعداء النظام الديمقراطي، وهدد بسحب تراخيص البث من القنوات التي لم تدعمه، ما أثار قلقًا عالميًا بشأن الحريات الإعلامية.
الملاحقات القضائية
لم يكن الوضع مقتصرًا على الخطاب العدائي فقط، بل شهدت فترة حكمه ملاحقات قضائية ضد الصحفيين، حيث زادت الاتهامات بالتهجم على الصحافة خلال حملة 2020.
وأثار تقرير لجنة حماية الصحفيين في 2020 قلقًا دوليًا بشأن استخدام ترامب للملاحقات القضائية كوسيلة لتخويف الصحفيين، ما يعكس استغلال السلطة لفرض رقابة على الإعلام.
تحديات جديدة تواجه حرية الصحافة مع عودة ترامب
وفي ظل العودة المتوقعة لدونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، يرى بعض المراقبين أن الصحفيين والمنافذ الإعلامية التي تعرضت للاستهداف خلال فترة حكمه السابقة تواجه تحديات كبيرة، وتتزايد المخاوف من احتمالات الضغط المباشر من قبل الحكومة على وسائل الإعلام.
ضرورة حماية الصحافة
وعلى الرغم من هذه المخاوف، يعتبر العديد من الخبراء أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في كيفية حماية الصحافة من الضغوط السياسية، ويُشدد على ضرورة سن تشريعات جديدة تضمن حماية الصحفيين من الملاحقات القضائية وتوفير بيئة أكثر أمانًا لحرية الإعلام في الولايات المتحدة.
تأثير ترامب على حرية الصحافة
وفي هذا السياق، يقول الإعلامي البارز "توفيق قويدر" إن علاقة ترامب مع الإعلام لم تكن مجرد توتر، بل شهدت تطورات دراماتيكية أثرت بشكل عميق على حرية الصحافة، اتخذ ترامب من الصحفيين هدفًا لهجومه المتواصل، متهمًا إياهم بالكذب ومقللًا من مصداقية وسائل الإعلام الكبرى مثل سي إن إن ونيويورك تايمز، إذا عاد ترامب إلى الرئاسة، من المحتمل أن يعمق هذه السياسة، مما يطرح تساؤلات حول قدرة الصحافة على العمل بحرية تحت الضغوط المتزايدة.
تهديد للمبادئ الديمقراطية
وأكد قويدر أن تصريحات ترامب تشكل تهديدًا مباشرًا للمبادئ الديمقراطية التي تقوم عليها الولايات المتحدة، فالصحافة ليست مجرد ناقل للأخبار، بل تلعب دورًا رقابيًا حيويًا على السلطة التنفيذية، عندما تُحارب السلطة الإعلام بهذه الطريقة، فإن استقلالية الصحافة تتعرض للخطر، ما يقلل من قدرتها على أداء دورها في أي نظام ديمقراطي.
ممارسات قمعية
وأشار قويدر إلى أن أسلوب ترامب في الهجوم على وسائل الإعلام لا يقتصر على التصريحات الكلامية، بل يمتد إلى ممارسات فعلية مثل منع الصحفيين من دخول البيت الأبيض، هذه الإجراءات رغم ندرتها في الأنظمة الديمقراطية، أصبحت شبه اعتيادية تحت حكم ترامب، ومع تزايد الهجمات على الصحافة، تتجه الأمور نحو مزيد من القمع والتضييق على وسائل الإعلام المستقلة.