في العام ٢٠٠٥م أي منذ عشرين عاما، صدر لنا كتاب تحت عنوان: ( النزاعات السياسيه وحروب التغيير الإستراتيجي) عن مركز الأهرام للترجمه والنشر، بمؤسسة الأهرام العريقه، وكانت المنطقه تعاني من رياح التغيير كان من أهم سماتها:
- بلورة محور للمقاومه الصلبه ضد إسرائيل تقوده إيران، وهو محور شيعي بالأساس تغول على الدور السني في هذا الإتجاه، أي أنه أتخذ من المقاومه ذريعة للافتئات على الدور العربي المقاوم، وقد بدا هذا الهلال الشيعي ممتدا من حزب الله في جنوب لبنان إلى حركة حماس في غزه، إلى الحوثيين في اليمن، ثم العلويين في سوريا ، والمنطقه الشرقيه في السعوديه، والبحرين.
- بداية نشوء استراتبجية تفكيك الجيوش العربيه، وتسريح منتسبيها، مثلما هي حالة الجيش العراقي، وسرقة العتاد والأسلحه على تنوعها، وجعلها نهبا بيد الفواعل المسلحه من غير الدول لبدء دورة ابتزاز جديده ودفع الأنظمه الناشئة على توفيق أوضاعها لدى المجمع الصناعي الأمريكي.
- التركيز الغربي على تحالف إسرائيلي- تركي يتولى أمر إستثمار الاستقطاب السني- الشيعي، واستغلال رغبة كلا من تل أبيب، وأنقره في أحلام التوسع، والقيادة الإقليمية للشرق الأوسط، وقد وصفنا مثل هذه النزاعات في دراسة لنا تحت عنوان:(نزاع الدور والقياده والهيمنه في الشرق الأوسط).
- إنطلاق مشروع شيرلي برنارد عن تفريغ الاحتقان المزخوم به تيارات الإسلام السياسي الراديكالي، وإعادة ضبط توجيهه بعيدا عن استهداف المصالح الغربيه، في أعقاب هجمات ١١سبتمبر ٢٠٠١م، والهجوم على السفاره الأمريكيه في نيروبي ودار السلام، أي مساعده العنف الأصولي العقيدي على توجيه الضربه إلى صدره هو ذاته.
- إنطلاق مشروع الفوضى الأمريكيه الخلاقه لوزيرة الخارجية ثم مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس: والذي يهدف بحسب التعريف الإجرائي لها إلى: (إحداث هزة عنيفة في المجتمعات الشرق أوسطية للتعرف على الأوزان الحقيقيه للقوى الداخليه) وهذه الخطه هي الجانب التطبيقي من مشروع برنارد لويس، وبريجنسكي عن تفكيك الدولة القوميه إلى اثنيات، ومذهبيات، وجهويات طوائفيه متناحره ومتصارعه، الأمر الذي دعانا إلى إصدار دراسة لنا تحت عنوان:(الحرب على الفوضى الخلاقة، النزعة المركزيه في الثورات العربية المعولمه، دراسة في صناعة المستقبل) وقد صدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عام ٢٠١٢م، والمستغرب في مثل هذا التوجه أن الفوضى التي فشلت سياسيا في بعض الدول(التفكيك من أعلى) قد تم تنفيذها بنجاح اقتصاديا عن طريق صندوق النقد الدولي ( التفكيك من أسفل)....!!!
ماذا حدث خلال ربع القرن الذي مضى من كل هذه المسارات ؟
كان العام ٢٠٢٤م هو عام العواصف، وتسونامي الشرق الأوسط السياسي، كان عاماً فارقاً صعدنا فيه من حدة التفكير وكتبنا مجموعة مقالات في الأشهر الأخيرة منه عبر هذه النافذه لهاثا: (وراء الحدث)، حدثا تلو الحدث في سلسلة منفصلة متصله، وجاءت تضاريس الخريطه الجيوسياسيه في الشرق الأوسط مع بداية العام ٢٠٢٥م على النحو التالي:
أولا : سقوط محور الممانعة، والمقاومة على وقع نظرية الدومينو بالتداعي منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م عندما قررت حركة حماس تذكير العالم بالقضية الفلسطينية، في محاولة لاستجلاب دورة مساعدات واغاثه جديده من الدول العربيه في الخليج، فقد استمرأت الحركة العيش على الإستثمار في القضيه ، وكانت ترى أن مشاريع التطبيع الإسرائيلية الباديه في الأفق مع السعوديه بعد البحرين والإمارات وقطر من شأنها أن تجفف منابع المورد المالي الضخم من هذه الدول ، فكانت أن قدمت للمشروع اليهودي أكبر خدمه في تاريخه، إعطائه المبرر لإطلاق موجة توسع كبرى في الإقليم، وتحطيم أوهام المقاومه والممانعه فكان السقوط المرير لكل من: (حركة حماس- حزب الله اللبناني- نظام بشار الأسد في سوريا) ثم المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المباشرة فإنهار المشروع الشيعي فيما خص قدرته على مقاومة العدوان الإسرائيلي. ولايزال يعاني من عدم قدرته على التماسك في العراق، والبحرين، والمنطقة الشرقيه في السعوديه،،
ثانيا: على طريقة مطرقة نيتشه فإن ما أصاب الشق السياسي من تفكيك البنى من أعلى، كانت إستراتيجية تحطيم الجيوش العربيه القوة الصلبة، والكتلة التاريخيه الحرجه بمثابة معركة تكسير العظم ، بنفس طريقة الجيش العراقي وقرار لويس بول بريمر الثالث ثاني رئيس أجنبي للعراق بوصفة قائد سلطة التحالف بتفكيك وتسريح الجيش العراقي، حدث الشئ ذاته في سوريا، ومن يصعب تفكيكه، ويستعصي، يتم تشتيته، وانهاكه في معارك داخليه داميه، وطاحنة وطويلة الأمد مثلما هي الحاله السودانية، والليبيه، واليمنيه، ليبقى سؤال المنهج :
ما الذي يستفيده الغرب من تفكيك الجيوش العربيه؟
يستفيد الغرب، وأميركا تحديدا ما يلي:
- إحداث خلل جسيم في ميزان القوى والحط من قدر توازن الردع، والنيل من التكافؤ العنيف، لمصلحة إسرائيل على حساب كل الدول العربيه.
- أن الأسلحة والعتاد مصدرها وجهة واحدة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الأوروبيين، ولديهم جميعا مصانع كبرى وعملاقه يتحكم في إدارة اقتصادياتها المجمع الصناعي الأمريكي الذي يأتي بالرؤساء ويمول حملاتهم الانتخابية لتنفيذ أجنداته، فالمجمع لايريد أن يرى نفسه وقد أصبح بلا عمل لابد من جعل إقتصادي دائم لا يجده إلا في حروب ونزاعات الشرق الأوسط وتفكيك جيوشه وإعادة تركيبها، وهكذا تستمر المناوره، واللهو مع التاريخ...
- تسريح الجيوش ينهي عمليا مركزية الدولة القوميه وتماسكها، ومن ثم مركزية القرار السياسي ،وبحسب مخططات برنارد لويس وبريجنسكي، بل وحتى المقولات التراثيه (فرق تسد) يجد التقسيم طريقة إلى التنفيذ بلا أي تعقيدات أو عقبات.
ثالثا: على مدى ربع القرن الأخير عاشت منطقة الشرق الأوسط صراع المشاريع:
- مشروع الخلافه العثمانية، ومحاولات إعادة سيطرة أردوغان على ما يعتقده العالم التركي القديم، وكانت وسيلته الجاهزه في ذلك هي تيارات الإسلام السياسي الراديكالي في كل البلدان العربية، حالما بتنصيب نفسه خليفة على عموم المناطق التي قد يسيطر عليها الفصائل العنيفه ،فأعد العده، وأعاد أزياء التشريفه العثمانيه إلى الحرس الرئاسي وأعلنها صريحة:(نعم نحن العثمانيين الجدد) .
- مشروع الدوله اليهوديه التوسعيه الكبرى من النيل إلى الفرات ، في الوقت الذي بنت فيه إسرائيل الجدار العازل، ولا يعرف على وجه اليقين: كيف سيحدث ذلك؟! فالمنعزل لايتوسع، كما أن القوة الديموغرافية لا تسمح بانتشار يهودي في كل الجغرافيه العربيه كما أن الدول العربية لن تسمح بذلك!!
- مشروع اللعنه كما وصفه نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في وصفه لخرائط المنطقه، وهو الهلال الشيعي الذي تلقى صدمه إستراتيجية كبرى بعد عقود من الإعداد والإنفاق المبالغ فيه في مناطقه التي وصل إليها، وكان إغتيال قاسم سليماني هو نقطة التحول الكبرى في هذا المخطط الكبير.
- مشروع التمدد الإبراهيمي و(خرائط النعيم) عبر الدبلوماسيه الروحيه، عندما أراد الغرب وأميركا تحديدا تحييد العالم السني في المراحل الأولى، فأعلن عن وثيقة الأخوه الإيمانيه (الانسانيه) بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، ومن ثم تكون مصر قد علمت بهذا التوجه، ثم إتفاق ابراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وعلى الطريق كانت السودان والسعوديه حيث توقف قطار التطبيع على الأقل في العلن منذ اندلاع طوفان الأقصى، وحرب السيوف الحديديه ، وفي هذا المحور من التجاذبات قدر ما به من التناقضات، ويلاحظ في هذا الإتجاه حرص المملكه العربيه السعوديه على دور متقدم في هذا الإتجاه ففي الوقت الذي تداعت فيه الوفود الإقليمية إلى الإدارة الجديده في سوريا، حرصت الرياض على أن تكون مقصدا لهذه الجماعه وأن تأتي هي إلى المملكه للتعرف على تصوراتها المستقبلية.
هذه المشاريع كان العام ٢٠٢٤م عاماً محورياً فيها على النحو الذي يبعث على الظن بأن الصراع القادم سيكون بين إسرائيل وتركيا بالنظر إلى الانكسار الحاد والعنيف في المشروع الإيراني التي ستعود إلى سيرتها الأولى من الكمون الإستراتيجي طويل الأمد وانتظار الإستثمار في إخفاقات الأخرين ،هذا فضلا عن الشواغل الإقتصادية العنيفه في محور الاعتدال ، حيث تمثل عودة رونالد ترامب إلى البيت الأبيض بداية دورة ابتزاز مادي جديده على غرار قانون جاستا، وتوقيعه من قبل للاتفاق التعويضي الكبير عن ضحايا ١١ سبتمبر ٢٠٠١م ، فضلا عن مواجهة مصر لمخططات الفوضى الإقتصادية الخلاقه المفروضة عليها من الخارج عبر ( أزمة كورونا- الحرب الروسيه الأوكرانية- حزام جغرافي ملتهب بالصراعات- تهديدات البحر الأحمر والتأثير على كفاءة التجاره عبر قناة السويس- عودة موجات جديده من الهجمات السيبرانيه إستغلالا للحالة السوريه....الخ ) من هنا كانت لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي في مبنى الأوكتاجون بالقيادات الأمنية وبعض رجال الإعلام لدراسة الأوضاع الإقليمية.
رابعا: نحن لا نزال في مرحلة دراسة: كيف نجحت مراكز الأبحاث الفاعله والرئيسه في الولايات المتحدة الأمريكية مثل:(كارنيجي..راند...ستانفورد.. مجلس العلاقات الخارجيه.. مجلة الشؤون الخارجية) في خداع العالم الإسلامي بفكرة القبول بالإسلام الليبرالي المعتدل عوضا عن الأصولي الراديكالي المتطرف؟؟؟
وهي الفكره التي تم تجريبها في تركيا من خلال حزب العدالة والتنمية، الذي استطاع التوائم مع الحداثه، والانفتاح على اقتصاديات العولمه، ولم يصدر إرهابيين إلى الغرب بل تحولت تركيا إلى ترانسفير العنف الديني، أي مركزا لإعادة هيكلة مشاريع الإسلام السياسي، وإعدادها وتعليمها وفق النموذج التركي لتكون أكثر قبولا لدى شعوبها، والحد من غلواء التخوف حيالها ،فإذا ما عادت وتسيدت في بلدانها تعود هذه الفصائل إلى سيرتها الأولى من القتل على الهوية بأسم الدين، مدفوعة برغبة الإنتقام الشرس مثلما هو حادث في الوقت الراهن: (فجر ليبيا في طرابلس .. فتح الشام في سوريا.. حركة حماس في فلسطين .. ومن قبل كل هؤلاء الإخوان في مصر)
المشكله الأن في وصول فتح الشام (جبهة النصره) إلى السلطه في سوريا، وهو موضوع دونه تعقيدات لوجيستيه وأيديولوجيه عميقة الجذور والتأثير منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:-
- أن عقلية وذهنية تنظيمات انشقت بالأصل والأساس عن القاعده، وداعش لا تقبل بالرأي الأخر مهما تلقت من تدريبات وتحذيرات بعدم التعصب أو الانحياز للتنظيم، سرعان ما تعود سيرتها الأولى من الإقصاء، والاستحواز على السلطه والنفوذ ،وتمارس ديكتاتورية، وحكم المتغلب !!!
- أن الحج الدبلوماسي المبالغ فيه، وذهاب المسؤولين إلى دمشق للتعرف على توجهات الحكم الجديد، والاطمئنان على مستقبل سوريا، ظاهرة مستهجنه، وعقيمه، لأن المسؤول ليس بأعلم من السائل، هؤلاء في النهايه مجموعه من الجهاديين عاشوا في البراري والقفار، ولايعلمون عن الحكم والسياسه وإدارة شؤون الدول شيئا، وبالكاد يحاولون تقليد الآخرين والاستعانة بالخبرات الخارجيه الطامعه أصلا في سوريا !!!
- كيف يكون تحرير الشام من بشار الأسد ونظامه أهم من تحريره من الإحتلال الإسرائيلي، والسماح للعدو بتحطيم وقصف القدرات العسكريه، ومنصات الصواريخ وكافة التجهيزات الدفاعية السوريه إلا أن تكون الإدارة الجديده مجموعة من المغامرين والهواه في عالم السياسه، لايحركون ساكنا تجاه المختلفين معهم في العقيده .
خامسا: الفوضى الأمريكيه الخلاقه ليست نسقا لتفكيك، وتفجير الدول من الداخل فحسب، وإن كان هذا هو الهدف القريب ،والوسيله الأنجع، وإنما هي الإستراتيجيه الأعم والأشمل للتصورات النهائية عن شكل الشرق الأوسط الجديد، أي فكفكته وإعادة تركيبه، وبعد عقدين من الطحن السياسي والعسكري العنيف بدت الخريطه الجيو- سياسيه على النحو التالي:-
- دول مقسمه إلى سلطويات جهويه ومرجعيات طوائفيه، ومذهبية مثل: (العراق- سوريا- لبنان- اليمن- ليبيا- السودان) لا توجد بها دوله موحده وسلطه مركزيه، وتتعدد بها اللاعبين الدوليين، وتعاني من الانهاك الإقتصادي المرير، ولا يمكن أن تمد المؤسسات الأقتصاديه يدها إليها بالمساعده، لأنها في عداد الدول الفاشله التي لا تعد بشئ، سوى المزيد من الانزلاق....!!!!
- التغير الكاسح في موازين القوى، والانكسار الحاد في التوازن الإستراتيجي، بعد إخراج إيران من محور دول القيادة، وتعرض مشروعها إلى الإهانة، والتنكيل المرير، واختراق الموساد لقيادات حزب الله بل والرئاسة الإيرانية، ليبدو مجلس تشخيص مصلحة النظام عاجزا عن تحديد أي رؤى مستقبليه....!!!
- صعود تركيا كلاعب إقليمي ووكيلا عن الناتو والأمريكان إلى الحد الذي لم يخفي فيه رونالد ترامب إعجابه بالرئيس التركي أردوغان، ما يعني إعطاء الأخير قوة دفع جديده للمزيد من الرعايه بمشروعات التقسيم والتجزئة للدول المستهدفه بحسب مخططات برنارد لويس وبريجنسكي، كما أن تركيا قد أبانت عن نواياها بالتخريب المتعمد للمصالح المصريه في ليبيا، والصومال، وحتى في سوريا عندما رعت ومررت ،ومولت تكنولوجيا جماعات وتنظيمات راديكاليه من بينهم مصريون مطلوبون للعدالة،،،،
- يبقى أن كلا من مصر والإمارات والسعوديه ، بحاجة ماسه إلى ضرورة البحث عن صيغ للتعاون الإستراتيجي يتجاوز أنساق مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، لأن الأخطار والهجمات السيبرانيه على الدول الثلاث بادية في الأفق دون أدنى مواربه، بوصف الدول الثلاث هي المركز الصلب في القوميه العربيه، بعد أن ضاعت سوريا ، وذهبت إلى غياهب المجهول، وتفككت لبنان، والسودان، والعراق المفدرل،،،
- أن التجمعات الاقتصاديه الإقليمية مثل:( تجمع البريكس- وتجمع الدول الثماني الإسلاميه) لا تستطيع أن تعمل بكفاءة في ظل هذه الاستقطابات الحاده والعنيفه، من هنا كان إعلان السعوديه عن مراجعة تواجدها في البريكس، وكان عدم قدرة دول كبرى مثل الصين وروسيا عن فعل أي شئ لحلفائهم، بل تركوهم نهبا للأطماع الغربيه.....
كان العام ٢٠٢٤م هو عام الحصاد المر عن سنوات عجاف من الاحتقان المزخوم بالعنف والتغيير، المأمول أن يكون عام ٢٠٢٥م هو عام عودة الإستقرار والهدوء بعد العاصفه، عاما تكون فيه الدول قد تعبت من الحروب، عام يعود فيه التفكير في الإنسانية المعذبه، اللاهثة دون إرادة منها وراء لقمة العيش، فلا تجدها إلا وهي مخضبة بالدماء، عام يعود فيه الرشد لذهنية العقل الإمبريالي المادي الذي تقتات عولمته المتوحشه على جماجم الناس، عام تعود فيه الوسطية للشرق، لا أن يستمر قدره شرقا أوسط بين المطرقه والسندان، عالم تعود فيه الأخلاق، والقيم ،وقوة الضمير، وقوة الحق ....!!!!