ads
الأحد 12 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

حيثيات سجن المضيفة التونسية: اعترافاتها صحيحة.. وأفكارها واهية ولديها خزعبلات

المضيفة التونسية
المضيفة التونسية

استندت محكمة جنايات القاهرة في حيثيات حكمها على المضيفة التونسية أميرة بنت حمد بالسجن المشدد ١٥ سنة لقيامها بانهاء حياة طفلتها بايعاز شيطاني، لما جاء باعترافها في التحقيقات.

قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار وجيه شقوير وعضوية المستشارين سامح عبد الغني العنتبلي و شريف سامي السعيد بحضور عمرو أحمد وكيل النيابة بأمانة سر وائل فراج ومحمود عبد الرشيد، بأنها كانت تعمل مضيفة بالطيران الإماراتي وتزوجت من مهندس مصري وحدثت لها يقظة روحية حتى أصبحت مستنيرة وتحدث لها هواتف تعلي من طاقتها ورأت سيدنا موسى وسيدنا عيسي وأخبراها بأنها مريم العذراء وعالجت بالطاقة أناس كثر حتي يتخلصوا من نفوسهم الشريرة مقابل مبلغ مالي ضئيل وأوحى إليها بأنها قد أتمت رسالتها وأصبحت مستنيرة وحان وقت الذهاب إلى الرفيق الأعلى وبرفقتها ابنتها تارا وقد وافقت في الحال وبدأت في تنفيذ الأمر الصادر لها بأن أحضرت مقص وقصت يد حقيبتها القماش وأعملتها في عنق ابنتها حتى فارقت الحياة وحاولت الانتحار إلا أن زوجها سيطر عليها وتم تداركها بالعلاج.

اعتراف

وبجلسة المحاكمة اعترفت المتهمة بقتلها نجلتها وفقاً لأوامر أتت إليها من السماء، وقررت المحكمة إيداع المتهمة أميرة بنت حمدة بريك إحدى محال الصحة النفسية لمدة ثلاثون يوماً وندب لجنة خماسية على أن تكون برئاسة أحد أساتذة الطب النفسي بالجامعة وأربعة أطباء استشاريين بالطب النفسي لفحص حالة المتهمة العقلية والنفسية وانتهي التقرير إلي أن المتهمة سليمة ولا تعاني من ثمة أمراض نفسية أو عقلية، وقدم الدفاع عدد عشر حوافظ مستندات حوت صور ضوئية من أحكام قضائية وتقارير طبية وميموري كارت (فلاشة) واستمعت المحكمة إلي الأطباء النفسين القائمين بإعداد التقريرين الطبيين الصادرين من مستشفى الأمراض النفسية وشهد كل منهم بأن المتهمة لا تعاني من ثمة أمراض نفسية أو عقلية في الوقت الحالي أو وقت ارتكاب الجريمة وبأنها مسئولة عن أفعالها كما استمعت المحكمة إلي شاهدي نفي كطلب الدفاع وقررت كل منهن أن المتهمة جارتهما في السكن وأنها اجتماعية وعلاقتها بجيرانها طيبة وكانت سرحانة قبل الفترة الأخيرة ولم تكن تتعاطى مواد.

رد المحكمة

 والدفاع الحاضر مع المتهمة رد المحكمة وقد تأجلت المحكمة الدعوى لاتخاذ إجراءات الرد، وقضي في طلب الرد بعدم قبوله وأعيد نظر الدعوي أمام المحكمة وطلبت المحكمة من الدفاع المرافعة إلا أنه ماطل واستأجلت الدعوى أجال عدة للمرافعة إلا أن الدفاع ماطل لإطالة أمد التقاضي الأمر الذي حدا بالمحكمة إلى تأجيل الدعوي وانتداب محاميان من الجدول للحضور مع المتهمة والدفاع عنها.

وبالجلسة المحددة حضر الدفاع المنتدب سماح فوزي المحامية وشرح ظروف الدعوي وملابساتها ودفع بانتفاء أركان جريمة القتل العمد بركنيها المادي والمعنوي وتعديل القيد والوصف باعتبار الواقعة ضرب أفضى إلى موت كما دفع بعدم معقولية تصوير الواقعة وتناقض أقوال الشهود وبطلان الاعتراف الوارد علي لسان المتهمة وعدم توافر ظرف سبق الإصرار والترصد وعدم جدية تحريات الشرطة ومكتبيتها وانتهي الدفاع إلى طلب الحكم ببراءة المتهة مما أسند إليها.

بطلان الاعتراف

 وحيث إنه عن الدفع المبدي ببطلان اعتراف المتهمة فمن المقرر أن الاعتراف في المسائل الجنائية من العناصر التي تمتلك محكمة الموضوع كامل الحرية في تقدير صحتها وقيمتها في الإثبات، ومتي تحقق أن الاعتراف سليم مما يشوبه واطمأنت إليه المحكمة كان لها أن تأخذ بما لا معقب عليها ولها أن تأخذ باعتراف المتهم في أي دور من أدوار التحقيق متي أطمأنت إلي صحته ومطابقته للواقع ولو عدل عنه ولا يلزم في الأدلة التي يعتمد عليها الحكم أن ينبئ كل دليل منها ويقطع في كل جزء من جزئيات الدعوي لأن الأدلة الجنائية متساندة تكون بعضها بعض ومنها مجتمعة تتكون عقيدة القاضي ومن ثم فلا ينظر إلى دليل بعينة لمناقشته علي حدة دون باقي الأدلة إذ يكفي أن تكون الأدلة في مجموعها كوحدة واحدة مؤدية إلي ما قصد منها الحكم ومنتجة في اطمئنان المحكمة إلى ما انتهت إليه.. وكان الثابت من التحقيقات وكافة أوراق الدعوى أن الاعتراف الصادر من المتهمة بالتحقيقات وجلسات المحاكمة قد جاء شارحاً للجرم الذي ارتكبته المتهمة بحق المجني عليها ابنتها" والتي لم تبلغ من العمر عامان فقد اعترفت بأنها قد أحضرت حقيبة من القماش خاصتها ثم أحضرت مقص وقصت يد الحقيبة من الجانبين حتى أصبحت حبلاً وتوجهت لنجلتها النائمة وأعملتها في رقبها وضغطت علي عنقها حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها وعللت جرمها بأسباب واهية بأنها تنفذ أوامر أتت إليها من السماء فقد رأت سيدنا موسي وسيدنا عيسي وهي مستيقظة وأخبراها بأنها مريم العذراء وأمراها بقتل نجلتها ونفسها والصعود للسماء ونفذت ذلك بأن قتلت نجلتها وحاولت الانتحار بطعن نفسها بسكين وتم علاجها، وقد خلصت المحكمة إلى أن ذلك الاعتراف بريء من أي شائبة وظلت المتهمة متمسكة به طوال مراحل التحقيق والمحاكمة الأمر الذي ينبئ إلى صدور الاعتراف من المتهمة عن حرية وإدراك كاملين دون أي إكراه أو تحت أي ضغط ومتفقاً وماديات وملابسات واقعة الدعوي، وتطرح المحكمة الأفكار الواهية والخزعبلات التي تناولتها المتهمة في أقوالها لدي تعليلها للجرم الذي ارتكبته لاسيما وأن التقارير الفنية الصادرة من الأطباء النفسيين قد انتهت إلى أن المتهمة الآن ووقت ارتكاب الواقعة مسئولة عن

أفعالها وخالية من ثمة أمراض نفسية أو عقلية ومن ثم فإن المحكمة تطمئن تمام الاطمئنان إلى صحة اعتراف المتهمة وتأخذ به وتلتفت عن الدفع المبدى ولا تعول عليه. 

تم نسخ الرابط