ads
الأحد 12 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الدولار يهدد اقتصادات أسيا واستقرار عملاتها، القصة؟

الدولار
الدولار

أدى الارتفاع المستمر للدولار الأمريكي إلى تراجع ملحوظ في العملات الآسيوية مثل الين الياباني والوون الكوري الجنوبي واليوان الصيني والروبية الهندية، حيث وصلت هذه العملات إلى أدنى مستويات لها منذ سنوات أمام الدولار.

وذكر محللون أنه رغم أن تراجع قيمة العملات قد يعزز من تنافسية الصادرات، خاصة مع التهديدات بفرض تعريفات جمركية من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلا أنه يتعين على البنوك المركزية الأسيوية مراعاة تأثير ذلك على التضخم المستورد وتفادي المضاربات على ضعف مستدام لعملاتها، ما قد يعيق جهود صانعي السياسات.

 

ارتفاع الدولار بعد فوز ترامب

ووفقًا لموقع "CNBC"، شهد الدولار ارتفاعًا حادًا منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث سجل زيادة بنحو 5.39% منذ الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر.

ويرجع جزء من قوة الدولار إلى السياسات التي تعهد ترامب بتطبيقها، مثل فرض الرسوم الجمركية وتخفيض الضرائب، والتي قد تؤدي إلى زيادة معدلات التضخم.

الاحتياطي الفيدرالي يعرب عن قلقه من التضخم

وأعرب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم في ديسمبر عن قلقهم من التضخم وتأثير سياسات ترامب، مشيرين إلى إمكانية اتخاذهم خطوات بطيئة تجاه خفض أسعار الفائدة بسبب حالة عدم اليقين.

كما ساهم اتساع الفجوة في عائدات السندات بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الآسيوية في تقليل جاذبية الأصول ذات العوائد المنخفضة، ما أدى إلى تراجع العملات الآسيوية ودفع بعض البنوك المركزية، مثل بنك اليابان والبنك المركزي الهندي، للتدخل لدعم عملاتها.

تأثير قوة الدولار

وأوضح جيمس أوي، استراتيجي السوق في شركة "Tiger Brokers"، أن قوة الدولار قد تعقد مهمة البنوك المركزية الآسيوية في إدارة اقتصاداتها، حيث تزيد من الضغوط التضخمية نتيجة ارتفاع تكاليف الواردات.

تأثير الدولار على دول أسيا

أما بالنسبة للصين، فقد وصل اليوان إلى أدنى مستوياته منذ 16 شهرًا، ما قد يؤثر على قدرة بنك الشعب الصيني "البنك المركزي الصيني" على خفض أسعار الفائدة.

البنك المركزي الصيني

وفي اليابان، أنفقت الحكومة أكثر من 15.32 تريليون ين لدعم الين، الذي لا يزال ضعيفًا بعد هبوطه لأدنى مستوى له منذ عقود، ما يضيف ضغوطًا على بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة.

أما في كوريا الجنوبية، فقد انخفض الوون بشكل حاد، ما دفع البنك المركزي للتدخل لدعمه، ومع ذلك يركز بنك كوريا على تحفيز النمو المحلي.

وفي الهند، تراجعت الروبية إلى مستويات قياسية جديدة، متأثرة بضغط الدولار ومبيعات المستثمرين الأجانب، في وقت تواجه فيه البلاد تباطؤًا في النمو، وقد أبقى البنك المركزي الهندي أسعار الفائدة دون تغيير، مع استعداد للتعامل مع أي تدفق مفاجئ للأموال الأجنبية.

 

تم نسخ الرابط