ads
الخميس 30 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

** كنا نتوقع أن تكون مباراة اليوم بين الأهلي -متصدر الدوري- وفاركو -القابع في المركز العاشر- خروجا للأحمر من عنق الزجاجة، بعد تراجع واضح في المستوى مؤخرا وصل بالفريق (البطل) إلى هزيمة إفريقية مستحقة من قراصنة جنوب إفريقيا ذات تأثير مضاعف لأنها على أرضنا وبين جماهير غفيرة تطلعت لخبر سعيد (تصدر الأهلي المجموعة)، لكنه ام يحدث وتحول الأمل إلى سراب يحمل من علامات الاستفهام الكثير والكثير.
** على الأقل كان هذا الظن يحمله الأهلاوية الأوفياء الذين حضروا إلى  برج العرب بالإسكندرية والبعض ظن أنها رحلة صيد إلى شاطىء المالح يصطاد الأهلي سمكة فاركو الثمينة ويعزز صدارته الهشة للدوري الاستثنائي هذا العام.
**لكن دائما ما تأتي الرياح -مع التخاذل والعشوائية- بما لا تشتهي السفن، فانقلب السحر على الساحر ولم يستحق لاعبو الأهلي الذهب الذي ترمز إليه فانلات اللقاء، فقد افتقدوا -ببساطة- روح الفانلة الحمراء التي ذهبت -هذه المرة- إلى فاركو الشجاع المكافح المحترم  مرتدي الفانلات الحمراء!
**اخطأ الخواجة كولر فهم عبارة (الأهلي بمن حضر) فاستثمر عذرا مفترضا(غياب ٩ مصابين عن المباراة بعد إنضم الفتى الذهبي وسام أبو علي إلى قائمة مستشفى الأهلي) فيما نراه نحن الجماهير أمرا مستغربا غير مفهوم ونكتفي اليوم بمجرد سؤال: لماذا تأتي الإصابات صراعا بالجملة إلى لاعبي الأهلي، الذين هم في تقدير الإدارة والنقاد والجماهير يفترض أنهم درر غالية وثروات تساوي الملايين؟؟؟
**هذا ليس عذرا لكولر الذي كان عليه -على الأقل- كما ألمحت استوديوهات التحليل أن يراعي المراكز المفضلة لهؤلاء اللاعبين، وأيضا يكون مستيقظا خلال أحداث المباراة -هذه المرة- يتحرى نواحي النقص وسوء الأداء بتغييرات فورية تكشف عن خبرته الفنية والتدريبية والتي من أجلها تعاقد معه الأهلي ونال هذا الشرف الكبير.
**بدأ الشوط الأول باستحواذ خادع لمصلحة الأهلي(٢:١) ولكن في نفس الوقت بدا أن لاعبي فاركو ينفذون خطة مدربهم الوطني بامتصاص النوات الأهلاوية بإغلاق مفاتيح اللعب والتحرك الملموس والدفاع المستميت أمام منطقة العمليات، يسعون إلى التعادل مع البطل وإن أمكن ينتهزون فرصة لحصد ال٣ نقاط.
**وكأنها قبلة الحياة، لمسنا نشاطا أهلاويا في أول دقائق المباراة توج بضربة جزاء رآها الحكم ثم تراجع عنها بعد مشاهدة الفار وبعدها انقلب لاعبو فاركو إلى شياطين حمر استحقوا بجدارة تشجيع الجماهير الأهلاوية، ونظر إليهم لاعبو الأهلي نظرة إعجاب، انتهت بهدف جميل للاعبي فاركو من تسديدة من خارج منطقة الجزاء للاعبهم المغربي ولم يراها الحارس الشناوي الخبير إلا وهي تزغرد داخل شباك الأهلي، وسط فرحة جمهور فاركو القليل وتعجب ممزوج بالحزن من الجماهير الأهلاوية الوفية !
**ينجح لاعبو فاركو -بعد الهدف- في نيل تعاطف مستحق من المشاهدين في الملعب والمقاهي والبيوت وقبل نهاية الشوط الأول يأتي الفرج من السماء في ضربة جزاء مستحقة حصل عليها عمر كمال عبد الواحد ووسط التوتر الشديد نجح إمام عاشور في تسجيلها لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
**مع بداية الشوط الثاني نتوقع يقظة مبكرة محتملة من الخواجة السويسري -على الأقل بتغييرات ضرورية لتصويب مراكز اللاعبين الباقين- خاصة وأن فريق الأهلي على البساط الأخضر كان تحت لافتة " سمك-لبن- تمر هندي " التي تنذر بخطر فقدان ال٣ نقاط وبالتالي استمرار الفريق في بئر التراجع المرفوض.
**وحتى عندما حدثت التغييرات في الدقيقة ٦٥ بتغيير ثلاثي بنزول أفشة والناشئين سمير محمد و محمد عبد الله -ونأمل أن نراهما في مباريات قادمة وظروف أفضل- وهكذا لم يتغير الوضع كثيرا، وشعر من في الملعب أن أقدام لاعبي الأهلي تحولت إلى كتل اسمنتية وأن عقولهم مشغولة بأمور مجهولة، بالإضافة إلى سوء حظ في فترة نشاط قليلة ممثلة في عدة ركنيات غير موفقة بسبب العشوائية وعدم التركيز.
**تمر الدقائق بطيئة على الجميع بينما تدعو الجماهير من القلوب أن تنتهي المباراة بالتعادل لحفظ ماء الوجه ولتجدد الآمال بتحسن مأمول ومطلوب وضروري للأهلي في لقائه الأحد القادم أمام بيراميدز على قمة الدوري وهو الفريق المنتعش افريقيا وكاد أن يحدد صدارة مجموعته لولا مقارنة نتيجة اللقاء المباشر مع الترجي التونسي وانتهت لصالح الفريق التونسي..
**وهكذا نستطيع ان نضيف تخوف كولر من لقاء الأحد كأحد الأسباب التي تحالفت ليكون لقاء فاركو نقطة سوداء في مسيرة النسر الأحمر ودعونا ننتظر ماذا سيقدم الخواجة وكيف ستنهى إدارة الأهلي مشكلة المصابين وملف التدعيمات الذي أخذ من الدراسة الكثير ونأمل أن يكون القادمون إلى الأهلي على المستوى المطلوب.

تم نسخ الرابط