"مستجير والهندسة الجينية".. ندوة تكرم عالما استثنائيا بمعرض الكتاب
احتضنت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "مستجير والهندسة الجينية"، تكريمًا للعالم الراحل الدكتور أحمد مستجير، الذي تم اختياره شخصية المعرض هذا العام، وذلك في إطار فعاليات اليوم الثالث لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
أدارت الندوة الإعلامية آية عبدالرحمن، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين.
استهل الدكتور جمال مصطفى السعيد، أستاذ الجراحة بجامعة القاهرة، حديثه عن تأثيرات الهندسة الوراثية، مشيرا إلى قدرتها على تسريع التحور الوراثي الطبيعي، مما قد يؤدي إلى ظهور إنسان فائق قبل أوانه.
وذكر السعيد أن الدكتور مستجير كان دائمًا يحذر من استغلال نجاحات الهندسة الوراثية لإحياء أفكار تحسين النسل، التي شاعت في القرن العشرين.
كما أشار إلى ردود فعل الدكتور مستجير المتوجسة عقب استنساخ النعجة "دوللي"، واصفًا إياه بالعلمي المتأمل الذي يجمع بين التحليل الدقيق والحس الإنساني.
علواني: مستجير أحد رواد الهندسة الوراثية والزراعية في مصر
من جانبه، أكد الدكتور رضا علواني، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، أن الدكتور مستجير هو أحد رواد الهندسة الوراثية والزراعة في مصر.
وأشار إلى أن مركز الهندسة الوراثية بجامعة القاهرة، الذي ساهم مستجير في تطويره، نفذ مشروعات بارزة، منها إنتاج نباتات مقاومة للجفاف.
وأوضح أن مساهماته العلمية تضمنت مؤلفات وأبحاث رائدة، مثل التحسين الوراثي للحيوانات والدواجن، التي تعد مرجعًا أساسيًا للأجيال الحالية.
عبد الحميد: مستجير جهوده في تهجين الأبقار باستخدام تقنيات التلقيح الصناعي لا تنكر
أما الكاتب والمفكر الدكتور مصطفى عبدالحميد، فقد سلط الضوء على جهود مستجير في تطبيقات الهندسة الوراثية، خاصة في تهجين الأبقار باستخدام تقنيات التلقيح الصناعي، في وقت كان علم الجينات في بداياته.
كما أشار إلى إنتاجه الأدبي والعلمي المميز، سواء من خلال تأليفه كتبًا مثل "التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة"، أو ترجماته لأعمال علمية بارزة مثل "اللولب المزدوج" و"عصر الجينات والإلكترونيات".
أكد المتحدثون أن الدكتور أحمد مستجير يمثل نموذجًا متفردًا للعالم الموسوعي، الذي جمع بين التفوق العلمي والوعي الثقافي. ترك إرثًا ثمينًا من المعرفة والتطبيقات العلمية التي تسهم في تطوير الزراعة والهندسة الوراثية، وتجعل منه رمزًا يستحق التكريم في هذا المحفل الثقافي الكبير.