بالفيديو| مشهد نادر لأم كلثوم تتلو القرآن في فيلم سلامة

بالفيديو| مشهد نادر لأم كلثوم تتلو القرآن في فيلم سلامة 

يُعد صوت أم كلثوم من أعظم الأصوات التي شهدها العالم العربي، فقد تمكنت بصوتها القوي وإحساسها العميق من تخليد إرث موسيقي فريد، إلا أن كثيرين قد لا يعلمون أنها لم تقتصر على الغناء الطربي فقط، بل امتد تأثيرها إلى التواشيح الدينية وحتى تلاوة القرآن الكريم، وهو ما تجلى بوضوح في أحد مشاهد فيلم "سلّامة"، الذي عُرض عام 1945.

أم كلثوم وتجربة السينما في فيلم "سلّامة"

رغم قلة الأعمال السينمائية التي قدمتها كوكب الشرق، فإن أفلامها كانت محطات هامة في تاريخ السينما المصرية. 

ويعد فيلم "سلّامة" من أبرز هذه المحطات، حيث لعبت فيه دور فتاة جميلة تدعى سلّامة، التي تواجه صراعات الحياة بصبر وإيمان، مما دفعها للجوء إلى الغناء والتواشيح الدينية كوسيلة للتعبير عن مشاعرها العميقة.

الفيلم من إخراج توجو مزراحي، وشارك فيه نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، مثل يحيى شاهين وعبد الوارث عسر. وهو مستوحى من قصة حب تاريخية بين سلّامة المغنية والخليفة هشام بن عبد الملك. 

ورغم أن الفيلم يمزج بين الدراما والرومانسية، فإنه تميز أيضًا بجوانب دينية واضحة، من بينها المشهد الذي ظهرت فيه أم كلثوم تتلو القرآن الكريم.

المشهد الذي أدهش الجمهور: أم كلثوم تتلو القرآن الكريم

يعتبر مشهد تلاوة أم كلثوم للقرآن الكريم في الفيلم من أندر اللحظات السينمائية التي جسدت ارتباط الفن بالتعبير الديني.

 في هذا المشهد، ظهرت أم كلثوم بوقار وهي تتلو آيات من سورة إبراهيم، مستعينة بصوتها العذب وتقنيات الأداء التي كانت تميزها في الغناء.

 وقد أبرز المشهد مدى تأثرها بالتجويد وأحكام التلاوة الصحيحة، حيث نشأت منذ صغرها على قراءة القرآن وحفظه، ما انعكس لاحقًا على أسلوبها الغنائي.

كانت أم كلثوم قد بدأت مشوارها الفني بإنشاد التواشيح الدينية، وكان والدها شيخًا يحفظ القرآن، مما ساعدها على إتقان مخارج الحروف وتحقيق تناغم فريد بين التجويد والغناء ،وقد ظهر هذا التأثير بشكل واضح في أدائها للأغاني الدينية مثل "ولد الهدى" ونهج البردة".

كيف أثرت التلاوة القرآنية في غناء أم كلثوم؟

تميزت أم كلثوم بأسلوب غنائي مستوحى من قواعد التجويد القرآني، حيث كان صوتها يتميز بـ:

1. وضوح النطق والتشكيل الصحيح للحروف، ما جعل كلمات أغانيها مفهومة لدى كل المستمعين.

2. التنغيم والتدرج الصوتي المدروس، والذي كان يشبه المقامات المستخدمة في التلاوة.

3. القدرة على التحكم في النفس وتمديد الحروف بمهارة، وهي تقنية أساسية في التجويد.

كل هذه العوامل جعلتها تتربع على عرش الغناء العربي لعقود طويلة، حيث كان الجمهور يستمتع ليس فقط بكلمات الأغاني، ولكن أيضًا بالموسيقى الصوتية التي كانت تبثها حنجرتها الفريدة.

لماذا لا تزال هذه اللحظة مهمة حتى اليوم؟

لا تزال تلاوة أم كلثوم للقرآن الكريم في فيلم "سلّامة" محط اهتمام عشاق الفن الأصيل والباحثين في الموسيقى العربية، حيث توثق لحظة نادرة تُظهر تقاطع الفن مع التقاليد الدينية.

 ويبحث الكثيرون عن هذا المشهد على الإنترنت، إذ يعتبر دليلاً على قدرة أم كلثوم الفريدة على إضفاء روحانية خاصة على أي نص تلقيه، سواء كان أغنية أو آيات قرآنية.