أهالي الجبيرات بسوهاج يحيون ليلة النصف من شعبان باحتفال روحاني مميز
في مشهد روحاني مهيب، اجتمع الآلاف من أهالي قرية الجبيرات بمحافظة سوهاج، مساء ليلة النصف من شعبان، لإحياء هذه المناسبة المباركة في أحضان الطبيعة، حيث اعتاد الأهالي على إقامة هذه الفعالية سنويًا بالقرب من سفح الجبل الغربي، وسط أجواء إيمانية يعمها الذكر والابتهالات.
خطبة وعظية وصلوات جماعية
مع اقتراب وقت المغرب، احتشد الرجال والنساء والأطفال في المكان، حيث استمعوا إلى خطبة وعظية تناولت فضل ليلة النصف من شعبان وأهميتها الدينية، تبعها دعاء جماعي وابتهالات، ثم أدى الجميع صلاة المغرب في جماعة، مما أضفى طابعًا إيمانيًا قويًا على الأجواء.
موائد كرم وضيافة مفتوحة للجميع
تميز الاحتفال بعادات الكرم والسخاء التي يشتهر بها أهالي الصعيد، حيث قام العديد من السكان بتوزيع التمر والمياه والعصائر على الحاضرين قبل الإفطار، بينما أقيمت موائد عامرة بأنواع مختلفة من الطعام والفاكهة، والتي شارك فيها الجميع في أجواء من المحبة والتآخي. كما فتحت العديد من بيوت القرية أبوابها لاستقبال الضيوف وتقديم الضيافة لهم.
المزمار البلدي والتحطيب لإحياء التراث
لم يقتصر الاحتفال على الطقوس الدينية فحسب، بل شهدت الشوارع عروضًا فنية تراثية أبرزها الطبل البلدي والمزمار، حيث تراقص المواطنون على أنغامها في أجواء احتفالية رائعة، كما أقيمت مباريات التحطيب، وهي إحدى الفنون القتالية التقليدية التي تبرز مهارات الشباب والشيوخ في استخدام العصي بأسلوب فني يعكس التراث الثقافي لمحافظة سوهاج.
تعزيز الروابط الاجتماعية وإحياء الموروث الديني داخل الجبيرات
تُعد هذه الاحتفالية فرصة سنوية لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأهالي، حيث يجتمع الجميع في مناسبة دينية تذكرهم بقيم التسامح والمحبة، كما تسهم في الحفاظ على العادات والتقاليد التي ورثها السكان عن أجدادهم، مما يجعلها إحدى الفعاليات المميزة التي تجمع بين البعد الديني والتراثي في آنٍ واحد.
أجواء احتفالية إيمانية وبهجة تخيم على الجميع
بهذه الأجواء المفعمة بالإيمان والبهجة، يختتم أهالي الجبيرات احتفالهم بليلة النصف من شعبان، حاملين في قلوبهم الأمل والتفاؤل بشهر رمضان المبارك الذي يقترب سريعًا، ومؤكدين على أهمية الحفاظ على هذه العادات التي تعكس هوية وتراث المجتمع الصعيدي العريق.
