على نسق مكتب قوات حفظ السلام الدولية التابع للأمم المتحدة، وفى ظل هذا الظرف العصيب الذي يمر به العالم واحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة لو استمرت الدول الاستعمارية الكبرى الداعمة لإسرائيل - التى هى قاعدتهم العسكرية فى الشرق الأوسط - على ما هى عليه من الضرب بعرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية وبانتهاك كافة حقوق الإنسان؛ فإنه يجب أن تفكر منظمة الأمم المتحدة في حلول تتصدى بها لحق الفيتو الذي يُفشل كل قراراتها والذي أصبح مهددًا للجدوى من هذه المنظمة إذ باتت الأمم المتحدة عاجزة فى ظل حق الفيتو الغاشم عن اتخاذ أي قرار من شأنه حفظ السلام والأمن الدوليين والحقوق الإنسانية وحماية المدنيين، بل عاجزة عن منع نشوب حرب عالمية ثالثة على الرغم من أن هذه المنظمة نشأت فى الأساس لمنع التحارب العالمي بعد ما ذاقه العالم من ويلات الحروب إبان الحرب العالمية الثانية وفشل عصبة الأمم فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وفى هذه الأيام اتضح جليًا للعالم أجمع أن منظمة الأمم المتحدة قد باتت عاجزة عن تحقيق المبادئ التى نشأت من أجلها، وهى الآن إن لم تجد حلولا للأسباب التى تمنعها من القيام بتحقيق مبادئها فستسقط وتزول كما سقطت عصبة الأمم من قبل بعد فشلها فى منع الحرب العالمية الثانية.
لذا يجب على المجتمع الدولى أن يسعى جاهدًا لبقاء هذه المنظمة ومنع انهيارها بالتصدي بإيجاد آليات مناسبة ومتوزانة تقبل من جميع الدول ولا تستطيع رفضها أي دولة من الدول الاستعمارية المتغطرسة إذ ستتعرض حين ذلك للعزلة العالمية، ومن هذه الآليات المقترحة أن تضيف الأمم المتحدة لبنة جديدة إلى كيانها بإنشاء مكتب تابع لها يُسمى مكتب "دعاة السلام وإحياء الإنسانية "، يختص هذا المكتب بإرساء السلام بآليات جادة وفعالة منها توجيه الدعوة لكل محبي السلام من جميع شعوب العالم، ويمنح من يتطوع منهم تأشيرات بالسفر والتجمع في بؤر الصراعات وفي المناطق التى يعمل فيها أعداء الإنسانية ومنتهكو حقوق الإنسان وكافة الأعراف الدولية على الإبادة العرقية والتهجير القسري للمدنيين.
على أن تكون مجموعة "دعاة السلام وإحياء الإنسانية" قوات لا تقل عن المليون شخص هذه القوات لا تكون مسلحة على الإطلاق وإنما هى دروع بشرية فقط تقيم فى مناطق الدمار والإبادة كحائط صد لتحمي المدنيين وتُحيي الإنسانية وتعلي حقوق الإنسان ولا تحمل إلا رايات بيضاء وشعارات تدعو إلى السلم والسلام والبناء والإعمار وإحياء الإنسانية. ولن تستطيع أي دولة مهما كانت قوتها وغطرستها الوقوف أمام هذه القوات وضربها بالسلاح أو إبادتها لأنها بذلك تكون قد أعلنت حربها مع العالم أجمع.
ومن الآليات المقترحة لضمان تنفيذ المنظمة لمبادئها التى أُنشئت من أجلها - بدون تعرضها أثناء القيام بممارسة اختصاصاتها لتهديد من الولايات المتحدة الأمريكة بوقف الدعم والإنفاق عليها بحكم أنها دولة المقر الرئيسي للمنظمة - أنه ينبغي على الدول الأعضاء فى المنظمة اتخاذ قرار بإنشاء مقر رئيسي آخر في قارة أخرى في إحدى الدول العظمى من الدول غير الاستعمارية ، إذ ثبت لشعوب العالم أجمع بالدليل القاطع وبما لا يدع مجالا للشك أو الجدال أن الولايات المتحدة الأمريكية هى الدولة العظمى التى نشأت على جثامين الهنود الحمر فأبادت عرقهم ، فمن يوم نشأتها وحتى الآن لم تتغير فهي الدولة الراعية للإبادة العرقية والتهجير القسري وإسرائيل ما هي إلا ذراع لها لتدمير المنطقة العربية، والاستيلاء على مقدراتها، ومحو هويتها الدينية والثقافية، بل إن الولايات المتحدة هي الدولة الراعية للحرب على الإسلام إذ لا يجب أن ننسى ما أعلنه جورج بوش الابن في يوم 11 سبتمبر 2001 حيث قال: ( هذه الحملة الصليبية، هذه الحرب على الإرهاب ستأخذ بعض الوقت ) فكل مقاوم لغزوهم ومدافع عن أرضه وعرضه ومقدساته ما هو إلا " إرهابي " هذه الكلمة التي يتذرعون بها ليرتكبوا كل جرائم الحروب التى لا يقرها القانون ولا العرف الدولى، وما نشأ الإرهاب في العالم قط إلا بتدبيرهم وصنعهم، وما رعاه فى العالم أجمع إلا هم ، وما موله سواهم، وما كفاهم ذلك إرهابًا فراحوا يبيدون بإرهابهم دولة كاملة وشعب أعزل ليرهبوا العالم أجمع! فهل يا ترى ستظل دول العالم خاضعة ذليلة لوطأة هذا الإرهاب والإرجاف ؟ وإلى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟