لا تختار الاسره لنفسها هذا المصير البائس وقد لا يعرف الزوجين عواقف هذا السجن الزوجي الذي فرضاه على نفسهما وعلى اطفالهما وقد يكون هذا النوع من الطلاق هو الحل الذي تجبر عليه الزوجه والزوج خوفا من الطلاق الشرعي وعدم رغبه كلا منهما في انهاء العلاقه الزوجيه خوفا على حيات ومستقبل الاطفال من التفكك الاسرى،
"ظنا منهم بانهم يفعلان ما هو الافضل لاطفال هم " أو خوفاً من لقب مطلق أو مطلقة، وخصوصاً لقب مطلقة للزوجة؛ وذلك لنظرة مجتمعنا القاصرة للمطلقات. وهذه الحالة قد لا يعلم بها أحد خارج الزوجين، أمام العائلة والأصدقاء؛ يكونان وكأنهم أكثر الأزواج تفاهما على الإطلاق، ولكن في خلوتهما؛ يخلعان قناع العائلة،ثم يعودان إلى الفراق والصمت .
يستخدم احيانا الازواج النرجسيون هذا الأسلوب ويبدأ بالصمت العقابى كسلاح ليشعروا الزوجه (الضحيه) بالشك في النفس وقله تقدير الذات ولكن "الصمت لغه الضعفاء".
لا يخلو اي بيت من اختلاف وجهات النظر التي قد تؤدي الى مشكلات وخلافات اسريه وان كان كثير من هذه المشكلات التي تواجهها الاسره يمكن حلها وتجاوز اثرها بما يكون بين طرفيه الزوج والزوجه الا ان بعض الخلافات قد تستفحل بين افراد الاسره الامر الذي يستدعى تدخل من احد الاطراف وهنا يبرز اهميه جلسات الارشاد الاسري التي تهدف لمعالجه المشاكل الاسريه باسلوب علمي يساعد الاسره على فهم الحياه الاسريه ومسؤوليتها من اجل تحقيق التوافق داخل الاسره.
غياب التفاهم وعدم وجود لغه حوار واختلاف الاهتمامات احد الاسباب التى تؤدى الى الطلاق
الصامت هذا النوع اللعين من العلاقات الذى نشأ في مجتمعاتنا مؤخراً، وهو أخطر وأشد فتكا على الأسرة من الطلاق الشرعى ، ففي هذه الحالة لا يكون هناك طلاق، بل يبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين، ولكن كلاً منهما يعيش بمعزل عن الآخر في كل مناحي حياته ،وتظهر هذه الحالة عند غياب المودة والرحمة والمحبة، التي تبنى عليها البيوت، تنزع هذه الخصال الحميدة من قلوب الزوجين؛ ولا يبقى لها إلا واجب التواجد سوياً.
جاءتني سيده في إحدى الجلسات تقول اشعر دائما بعدم الاستقرار اشعر بتخبط روحي وعدم ارتياحها الذي يصل لحد الاختناق!
كل شيء في مكانه في البيت اقوم بكل واجباتي انجز كل شيء بعينيه كل شيء وفي وضع الاستقرار الا روحى....
وهو يستمر في الذهاب الى عمله والتكفل بمصاريف المنزل يخرج برفقاتنا في بعض الاحتفالات العائليه والاجتماعيه قد نبدو للاخرين اسعد الازواج ولكن اشعر اننا اجساد خاليه من المشاعر ينام كل منا في غرفه منفصله عن الاخر لا يعرف احد منا ما يدور في داخل الاخر لا يعرف ما يدور فى داخلى ولا اعرف ماذا يفكرفردين.. غريبين.
وتقول زوجه أخرى الآن مر ما يزيد على السنوات العشرة بعد زواجها ، و أسفر الزواج عن ثلاثة صغار متعاقبين، لا يتجاوز عمر أكبرهم تسعة أعوام، بدأت تشعر أن الأمر غير قابل للإصلاح أو التقارب، لا اتصال نفسي أو فكري يربطها بزوجها.
لا يتحدثون طوال سنوات زواجهما في شيء سوى إعداد الغداء، ومدارس الصغار، والمناسبات التي تخص عائلته أو عائلتها، ولا يتشاركون في شيء سوى وجبة الغداء والنوم متجاورين على السرير في نهاية كل يوم، حتى التلفاز لا يفضلون مشاهدة الأشياء نفسها، مما يجعل كلا منهما يشاهده في وقت مستقل عن الآخر، لا يستغرقهما موضوع يتحدثون فيه، ولا يشعران بعاطفة تجاه بعضهما بعضا تهون عليهم وطأة الحياة، ولا يدفع أحد منهما الآخر إلى إنجاز أي شيء في حياته أو التطور في تفكيره.
لا يحاول الزوج أن يشركها في أخبار عمله، ولا يحاول أن يكون بينهما أي حديث مشترك يخصها، وعندما تحاول هي أن تفعل ذلك لا تجد أي استجابة تذكر منه، ولا تجد لديه استعدادا من الأساس، ولم يكن هذا أبدا ما تأمله من زواجها، كل هذه الأمور كانت تدور في ذهنها بشكل يومي، لا تستطيع تجاهلها، رغم محاولتها التأقلم.
"عيشى عشان العيال" ، متعرفيش تعيشى ؟!
جمله مميته نفسيا للمرأه.....
كان ذلك الرد كافيا لجعلها لا تحاول التحدث مرة أخرى امام أهلها ، لتصبح واحدة من آلاف الحالات التي تحيا طلاقا صامتا، هي منفصلة عاطفيا بشكل كامل ،وربما كارهة للزوج الذي يجاورها على السرير، وربما يتشاركان العلاقة الحميمية، لأنها لا تستطيع أن تعلن رفضها للأمر!
وفي النهاية يجدر بالأزواج معرفة أن إقامة بيت على أسس سليمة وصحيحة يتطلب جهدًا من الطرفين وتضحيات للعمل على إنجاح العلاقة والسير بها نحو المودة والرحمة والخير، حيث قال تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) وإن تعذر الاستمرار في الحياة بين الشريكين قد يوجب التوجه للحل النهائي والأخير؛ وهو الانفصال، منعًا لأي سوء أو ضرر قد يتأثر به الأطراف، فقال تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) فالأصل في العلاقة أن تكون مصدرًا للحب والألفة والعطاء، ففي حال عجز العلاقة عن تأمين هذه الاحتياجات فالأولى إنهاؤها.