الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لعل زيارة الرئيس مؤخرا للصين وتجديد التأكيد على أهمية بناء الإنسان جعلتني أتوقف قليلا أمام دولة تمر 10سنوات على علاقتنا الاستراتيجية معها هذه الأيام وهي الصين لأنقل تجربتي التي أثرت خاطري وفكري عند زيارتي لها.
نعلم جميعاً أن دولة الصين تصنف من الدول العظمى ؛ كنت أعتقد قبل سفري لدولة الصين أنها صنفت هكذا نظرا لتطورها في كافة المجالات من زراعة وصناعة وتجارة ولديها اقتصاد قوي لكن في حقيقة الأمر بخلاف تلك الأسباب التي يعيها الجميع ؛ فهناك أسباب من وجهة نظري هي سبب تصنيفها هكذا ؛ بداية سوف اتكلم عن شعب دولة الصين الذي يتسم بالجدية والنظام والعملية وأيضاً يعرف كيف يستمتع بحياته بهدوء فشاهدت كل ذلك في أغلب المدن التي ذهبت إليها ؛ شاهدت أيضاً اعتزاز الشعب الصيني باللغة الصينية فلم اشاهد قط شخص واحد يتحدث لغة أخرى غير الصينية بخلاف تشبسهم بذلك وذلك يعكس الهوية الوطنية لديهم ورفضهم التحدث بأي لغة أخرى غير الصينية ؛ ويعكس أيضاً انتمائهم الوطني لوطنهم واعتبار سؤالهم هل تتحدث اللغة الانجليزية إهانة! ناهيك عن تجولي في الدولة ولك أشاهد قط منتج غير صيني ! فاعتمادهم على التصنيع المحلي هو ما أضفى على دولة الصين العظيمة تابع خاص لم اشاهده في أي دولة أخرى حتى لو تم تصنيفها دولة عظمى! فهم يعتمدوا على الإنتاج المحلى في كافة المجالات من زراعة وصناعة وتجارة ؛ بخلاف ذلك اقتصاديين من الدرجة الأولى ويدركوا جيداً قيمة كل شيء واول شيء الوقت ؛ فشاهدت في الأسواق كيف كل مواطن يقوم بشراء ما يكفيه فقط ؛ حتى ولو كانت ثمرة فاكهة ! والأجدر من ذلك شاهدت ثمرة فاكهة يتقاسمها أكثر من شخص مثل البطيخ فيقوم المواطن بأخد ربع او اقل ويقوم بتغليفها ؛ لتصبح في نهاية الأمر بطيخة واحدة تقاسمها أكثر من ٨ أشخاص! بخلاف طاولة الطعام التي بها ترشيد واضح فكمية قليلة من كل صنف وعندما جلست على تلك الطاولة قد يبدو من للوهلة الأولى أن الطعام قليل ولكن في حقيقة الأمر الطعام كافي ولم يتبقى منه شيئاً!
هل علمتم الان سر تقدم دولة الصين ؟! هل علمتم الان ما نحن بحاجة إليه ؟! نحن بحاجة إلى بناء الإنسان وتغيير فكر وثقافة وسلوك الشعب هذا بحق ما نحن بحاجة إليه الآن ! 
فنحن نفتقد سياسة الإرشاد وسوف اتقدم بمناقشة سياسة الحكومة تجاه توعية المواطن بثقافة الترشيد في كل شيء ؛ حتى نكف عن سياسة التخزين ؛ فنشاهد في المطاعم والكافيهات وأيضاً الفنادق كل شخص لديه كمية تكفي العالم وينتهي من الطعام ومازالت الطاولة كما هي لينتهي الأمر بالقاء ذلك الطعام في سلة المهملات !
ينقصنا بحق الاعتزاز بالهوية الوطنية واللغة المصرية ؛ فالجيل الحالي أغلبه يعتز باجادة جميع اللغات ماعدا اللغة العربية ؛ لا اعلم القى اللوم عليه ام على أسرته ؟! فنشاهد بعض الآباء والأمهات يلوم الطفل أن تحدث بالعربية بل ويصل الأمر إلى عقابه عند التحدث بلغة وطنه ! فيكبر الطفل وهو يشعر أن تحدثه اللغة العربية أمر خاطيء ! بخلاف العادات والتقاليد والأفكار الخاطئة التي تنتقل من جيل إلى جيل مما تسببت في إصابة البعض بالمرض النفسي ؛ فقد حان الوقت أن يصبح ملف بناء الإنسان من أهم الملفات وبها سوف تصبح دولة عظمى فما يصنع الدولة العظمى هو الشعب بعاداته وتقاليده وأفكاره .

تم نسخ الرابط