الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

النيابة في قضية جنيت بطرس: نار الشهوة أنهت حياة الفراشة بدم بارد

خلف الحدث

واصلت محكمة جنايات القاهرة، سماع مرافعة النيابة العامة في قضية انهاء حياة الطفلة السودانية جنيت بطرس، عقب خطفها وهتك عرضها بالقوة، والتي قررت فيها إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، جراء ما اقترفته يداه.

وصف محمود عادل وكيل النائب العام، المجني عليها جنيت بطرس قائلا" وأما عن المجني عليها، فهي الرضيعة التي لم تكمل عامها الأول، طفلة في كنف والديها، لا حول لها ولا قوة، لم تنطق بعد، فهي في المهد صبية، لا تستطيع صراخا ولا تملك حراكا تدفع به أذى عن نفسها، تركها أبواها تلهو مع أختها ككل فراشة تلهو بين الزهور، عادا فوجد نار شيطان أحرقت جسدها وجدا فراشتهما مقتولة منتهك جسدها ملقاة عارية على قارعة الطريق.

النيابة: من منا لم يرق قلبه لطفله رضيعة باسمه

تساءل محمود عادل وكيل النيابة الكلية قائلا" أي نار تلك التي أحرقت جسد الفراشة؟!.. ثم عاد ليجيب قائلا" إنها نار شهوة المتهم الدنيئة البربرية التي هبطت به إلى أحط ما تكون عليه أدنى النفوس البشرية.

أكد ممثل النيابة، قائلا  أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار سيد عبد العزيز توني وعضوية المستشارين بولس رفعت ومحمد عاطف بركات، بأمانة سر عادل الشيخ، أن قضية انهاء حياة الطفلة جنيت بطرس، هي قضية انتهاك جسد فراشة العشرة أشهر، والتي تم قتلها بدم بارد، أتى بها أبويها أملا في مستقبل مشرق، لكن المتهم أبى إلا أن تغيب الشمس عن تلك الفراشة.

شدد محمود عادل وكيل النيابة، على أن المتهم، أتى أحط وأبشع ما تأتي نفس إنسانية، أتى ما تقشعر له الأبدان حين هتك عرض الرضيعة ثم قتلها، وتساءل قائلا" بربكم.. من أي صنوف الحجر قد هذا القلب.. فمن منا لا يرق قلبه لطفلة رضيعة باسمه؟!.

من منا حين رأي رضيعا لم يسع لنيل ابتسامه منه؟!.. من منا لم يسمع ويعي" ليس منا من لم يرحم صغيرنا".

استطرد ممثل النيابة قائلا بأن واقعات الدعوى، ما أقساها وما أقصاها، فأما الأولى إنما لقسوتها على القلوب، وأما الثانية فهي لبعدها عما ربيت عليه المجتمعات والأمم بل وكل كائنات الوجود.

ممثل النيابة لحظة المرافعة 

كشف محمود عادل وكيل النائب العام، تفاصيل انهاء حياة الطفلة جنيت بطرس قائلا" لتسمحوا لي أن أقص عليكم نبأها، فأعود لأمد ليس ببعيد، وذلك حين أذن الله لـ جمعه بطرس، ومريم عثمان بشير بالزواج ومن عليهما سبحانه بمولوة أسمياها" جنيت" وتعنى هدية الله، هدية ودا أن يكرماها ويصوناها، ود أبويها لو يجعلا حياته بستانا مزينا بالحب والحنان، فكانت تسعد لقربهما منها وتقر أعينهم بسعادتها تلك إلى أن بلغت شهرها العاشر لا تعرف من الحياة سوى الرضاعة من لبان المحبة، حضر بها أبويها من بلادهم الجارة القريبة، يحملون معهم الأحلام والآمال وطفلتين أخرتين وقنينة عطر، وزجاجة ماء ملآها من النيل، النيل الذي يمر ببلادهم كشريان يحمل عبء ذلك القلب المنكسر ويداويه هنا عند مصبه العظيم.

أوضح ممثل النيابة، أن الأقدار ألقت بهم للعيش هنا في بناية يقيم بها المتهم الذي هو شاب جاوز العشرين من العمر بقليل، في مرحلة الفتوة وهبه الله العقل والقوة لكنه كفر بنعمة ربه، وبدلها فبددها في الموبقات، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وبدل فطرة الله التي فطر الناس عليها، فهتك العرض وانتهك براءة طفلة لم يكتمل لها جسدا ولم يكن لها من نصيب في لذة الجثمان.

ذكر ممثل النيابة، أن بناية سكنية واحدة، كالدنيا جمعت الخير والحب والتسامح والبراءة، بالشر والبغي وتبديل الفطرة، مرت الأيام بحلوها ومرها، ومرت حياة ككل حياة مغتربين، جاءوا ينشدون الأفضل لهم ولذويهم إلى أن جاء اليوم المشئوم، يوم الواقعة الأليم، يوم التاسع عشر من شهر إبريل الماضي، ذلك اليوم الذي رافقت فيه الطفلة جنيت أختها بطابق البناية السكنية للعب واللهو، بادلت الأطفال حينها بابتسامات فبادلوها بضحكات، لم يكونوا يعلموا أنه اللقاء الأخير، إذ ستقتل البسمة والبراءة والضحكات، على السواء بغير ذنب أو جريرة، وبينما هي في لهوها وجدت على حين غفلة يدا تحملها، فظنته أباها، فالتفتت نحوه فلم تره ووجدت من يحملها هو هذا الذئب.

استرجع محمود عادل وكيل النائب العام، تلك اللحظات التي عاشتها الطفلة الرضيعة قائلا" ذئب يحملها يفترس جسدها الضئيل، لم تفهم النظرات، فهي لم تعي معنى الشر بعد، لم تعي معنى الغدر، حملها لمكان قصي عن أختها، وليس لها من أمرها خيار، ثم اختلى بها بحديقة جاورت البناية بالطريق العام، وأشار ممثل النيابة قائلا" هنا أرقدها وكبها على وجهها، ونزع حفاضها، وعر ثيابها، ثم اغتصـ ـبها هاتكا عرضها، فلما صرخت، كتم أنفاسها، قاصدا إزهاق روحها، تراكا بالحديقة جثمانها.

تم نسخ الرابط