ads
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م حيث إنعقاد مؤتمر: (حكاية وطن) بالعاصمة الإدارية الجديدة ، استسهد رئيس الوزراء  الدكتور مصطفى مدبولي بالكتاب الموسوم ب : ( لماذا تفشل الأمم ؟!) ، وهو الكتاب الذي فاز بجائزة نوبل في الإقتصاد للعام ٢٠٢٤م ، فقد أعلنت الأكاديمية الملكيه السويدية للعلوم الإثنين الموافق ٢٠٢٤/١٠/١٤م عن فوز كلا من: دارون عجم أوغلو (أميركا/تركيا) ، وسايمون جونسون (أميركا/بريطانيا) ، وجيمس روبنسون ( أميركا/ بريطانيا) بجائزة نوبل في الإقتصاد لأبحاثهم في إنعدام المساواة في توزيع الثروات بين الدول، وكانت عناوين مؤلفاتهم الفائزه، ومع أخرين  هي كالتالي : 

- (  لماذا تفشل الأمم... أصول السلطه، والازدهار، والفقر ) وهو عباره عن ١٥ فصل

- (١٣ مصرفيا...الاستيلاء على وول ستريت، والانهيار المالي التالي)

- ( القوه والتقدم ..صراعنا الذي دام ألف عام حول التكنولوجيا والازدهار ).

إن الباحث المدقق بإمكانه تقسيم تجربة الإقتصاد المصري مع جوائز نوبل على النحو التالي:

 أولا:- مؤلفات تحدثت مباشرة عن تاريخ وتجربة  الإقتصاد المصري:

استشهد  رئيس الوزراء بمقولات  من هذا الكتاب...( لماذا تفشل الأمم ) الصادر عام ٢٠١٢م بأن الدول تحتاج عشرين عاما حتى تظهر بها نتائج التنميه ،  وقد أشار مؤلفا الكتاب إلى أن الأكاديميين المصريين قد أرجعوا أسباب الفقر في مصر إلى العوامل التاليه :

١- الطبيعه الجغرافيه حيث الصحراء الشاسعه، 

٢- أنماط وتقاليد العمل 

٣- الحاله السلفيه/الدينيه التي ترفض التعامل مع الحداثه

،ومع ذلك فقد أضاف كلا من أوغلو و روبتسون اللذين زارا ميدان التحرير في ٢٥ يناير ٢٠١١م سببا آخر لازدهار الأمم أو فقرها، وهو طبيعة الحكم السياسي لأي دولة بوصفه المحدد الأساسي ،

غير أن مقارنة الكتابه بين الحاله المصريه ، وحالة الولايات المتحده الامريكيه،  لم تكن مقارنة عادله عند أي مستوى من التحليل ، وأيا كان تساهلنا في إستخدام المقاربات ، للوقوف على معدل دخل الفرد في البلدين،  وببساطة شديده، وضع دولة المركز ، ودولة من الأطراف على منصة التقييم لا يعد سلوكا منهجيا سليما ، للاختلاف في كل شئ :( مصادر الإنتاج- قوانين العمل - نمط الإقتصاد- الأسواق- الاعتمادات المتبادله مع الدول-.....إلخ ) بل يكفي القول أن أميركا قد قرصنت ،واختزلت  كل فرص العولمه ، ومؤسساتها ، وأحالتها من كيانات كوزموباليتيه إلى قطاعات أميركيه صرفه تعمل وفق المصالح الأمريكيه فحسب حيث يدار من "وول ^ستريت" المعمار المالي العالمي عبر الثالوث المقدس في عالم الإقتصاد (صندوق النقد- البنك الدولي- منظمة التجاره العالميه).

ثانيا:- مؤلفات وكتاب مصريون أخذ عنها الحاصلين على جوائز نوبل في الإقتصاد 

لا يكاد كتاب من الكتب الثلاث المذكوره أعلاه، وغيرها يتحدث عن الحاله المصريه إلا وقد رجع إلى الكتاب الشوامخ، والأعلام من مفكري علم الإقتصاد في مصر ، وهم بالتحديد كالتالي:-

- سمير أمين (١٩٣١-٢٠١٨م)، وهو من أهم مؤسسي نظرية المنظومات العالميه، ومصطلح ومفهوم (المركزيه الأوربيه) ، وكان رائدا في نظرية التبعيه، وأن التقدم الرأسمالي لايقتات إلا على اقتصاديات التخلف في الأطراف،  وقد صك مصطلحات خاصه به مثل : ( الاحتيال البرئ كحقيقة من حقائق اقتصاديات هذا الزمان) عندما يتنازل الأفراد والدول والمؤسسات عن أموالهم بمحض إرادتهم عن طريق المضاربات ،والأسهم،  والمزادات ،وغيرها.

- رمزي زكي (١٩٤١-٢٠٠٩م) وقد عمل مستشارا لوزارة التخطيط الكويتيه، وبالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP  من أهم مؤلفاته التي يتم الرجوع إليها:( التاريخ النقدي للتخلف...دراسة في أثر النقد الدولي على التكوين التاريخي للتخلف بدول العالم الثالث) ،وكذا كتابه عن:( الليبرالية المتوحشة..ملاحظات حول التوجهات الجديده للرأسماليه المعاصرة ) .

- فؤاد مرسي (١٩٢٥-١٩٩٠م) كان وزيرا للتموين والتجارة الداخليه في وزارة عزيز صدقي ١٩٧٢م من أهم مؤلفاته التي يتم الرجوع إليها: ( الرأسماليه تجدد نفسها ) الصادر عن عالم المعرفه الكويتيه عام ١٩٩٠م ، وقد ركز فيه على النتائج الاجتماعيه للثورة العلميه والتكنولوجيه،  والقدرة على التكيف،  والتخطيط كألية للتصحيح. 

ثالثا؛- مؤلفات أجنبيه/غربيه تناولت التجربه المصريه وترشحوا لجائزة نوبل في الإقتصاد ولم يتحصلوا عليها،

على مدى عقود طويله كانت التجربه المصريه في الشرق الأوسط هي مركز التأثير والفاعليه ، ونموذجا للدرس ، والاستقصاء، والتحليل لما يوفره السوق المصري ، ومعرض القاهره الدولي للكتاب من فرصة نادرة واستثنائيه تلخص أفريقيا والعالم العربي ،فضلا عن التقدم الإعلامي المصري، ومن ثم كان الحرص دائما على الاشاره إلى الحاله المصريه ممن ترشحوا لجائزة نوبل في الإقتصاد ولم يتحصلوا عليها ومنهم مايلي:- 

- نورينا هيرتس في كتابه عن:( السيطره الصامته... الرأسماليه العالميه وموت الديمقراطيه )، كما أشار إليها أيضا: أرنست فولف في كتابه عن : ( صندوق النقد الدولي ..قوة عظمى في الساحه العالميه) وهنا تحدث الاثنان عن صلابة تبديها الدولة المصريه في مواجهة التحديات الاقتصاديه .

-  مجموعة مؤلفات العولمه، وتطبيقاتها على النموذج المصري، ويطالعنا في ذلك : تيمونز  روبرتس في حديثه عن.. "من الحداثه إلى العولمه.. في قضية التطور والتغير الإجتماعي " ثم ذهب كلا من: هانز بيتر مارتن ، وهارالد شومان في كتابهماعن..." فخ العولمه.. الإعتداء على الديمقراطيه والرفاهية " الصادر عام ١٩٩٦م، إلى نجاح مصر في الإفلات من قبضة العولمه المتوحشة الخبيثة بتعبير عبد الوهاب المسيري  ، ثم كتاب هورست افهيلد عن: " إقتصاد يغدق فقرا ... من دولة التكافل الإجتماعي إلى المجتمع المنقسم على نفسه"

حاصل هذه المؤلفات جميعها أن التجربه المصريه في دراسات الفكر الإقتصادي الغربي المتعاملين دائما مع الجوائز العالمية وتحديدا نوبل ، قد شكلت ثراءا معرفيا، فهي الدوله التي يقاس عليها عربيا ،وأفريقيا، وشرق اوسطيا ، هي الدولة التي قاومت الإحتلال البريطاني ، وتأثرت بتجربته في الإقتصاد، وهي الدوله التي انتعش فيها اليسار في حقبة الفكر القومي، والتأميم، والاتحاد الاشتراكي، وهي الدوله التي ترعرع في سمائها الانفتاح ، والرأسمالية ، وأليات السوق ، وهي الدوله التي تحاول في الراهن الخروج من عنق الزجاجه ، وفتح أفاق جديده غير تقليدية في الاستثمار الأجنبي المباشر ،ولديها مع الحكومه الجديده مجموعة استحقاقات للإستثمار الداخلي ، وتشجيع الصناعات المحليه ،والبحث عن زيادة الانتاج، وتنويع الصادرات، والحد من الاستيراد قدر المستطاع .

رابعا:- شخصيات مصريه فازت بجوائز نوبل في مجالات غير الإقتصاد، لكن كان لفوزهم مردود اقتصادي كبير :-

وهم قد أثروا حياتنا السياسيه، والأدبية ، والعلميه، حيث:

- فاز الزعيم الراحل محمد انور السادات بجائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٨م ، بعد توقيع إتفاق كامب ديفيد للسلام مع الجانب الإسرائيلي، وجنب مصر لعقود طويله النزف الإقتصادي الذي عانت منه على مدى نصف قرن سابق على الإتفاق ما سمح للدوله للقيام بمشروعات تنمويه كبيره.

- فوز الأديب العالمي نجيب محفوظ عام ١٩٨٨م بجائزة نوبل في الآداب، ماساهم في الإقبال العالمي على مؤلفاته شخصيا ، والانفتاح العالمي على الأدب المصري، والعربي ، ومردود ذلك الإقتصادي الكبير.

- فوز العالم المصري أحمد زويل عام ١٩٩٩م بجائزة نوبل في الكيمياء ، ما ساهم في التركيز العالمي على علماء مصر واستقطابهم للعمل في أرقى الجامعات وأهمها، وكل ذلك له نتائج اقتصادية طويلة الأمد،،،،

هذه هي حكاية مصر مع جوائز نوبل في الإقتصاد !!!!

تم نسخ الرابط