من الشرطة إلى الفن: قصة حياة صلاح ذو الفقار وزواجه الأسطوري بشادية
يحل علينا اليوم ذكرى ميلاد نجم الشاشة المصرية الراحل صلاح ذو الفقار، وُلد الفنان صلاح ذو الفقار يوم 18 يناير 1926 بمدينة المحلة الكبرى، لعائلة عريقة كانت تهوى الفن، حيث كان شقيقًا لكلٍ من عز الدين ومحمود ذو الفقار، وهما من أبرز الأسماء في مجال الإخراج والتمثيل.
بداية الشغف بالفن
بدأ شغفه بالفن منذ طفولته، وشارك في فيلم "حبابة" وهو في التاسعة من عمره، ورغم هذا الحب المبكر للفن، التحق بكلية الشرطة تنفيذًا لرغبة والده، الذي كان أحد كبار رجال الشرطة المصرية.
بين الشرطة والفن: قرار مصيري
بعد تخرجه من كلية الشرطة، عمل ذو الفقار كمدرس وارتقى سريعًا في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة رائد، وحقق نجاحًا كبيرًا في عمله.
ولكنه ظل يعاني من صراع داخلي بين استمراره كضابط وبين شغفه بالفن. وفي تسجيل إذاعي نادر بعنوان "حديث الذكريات"، وصف ذو الفقار هذه المرحلة بأنها "أصعب ثلاثة أيام في حياته" قال: "كانت أجمل سنة لي كضابط ومدرس، لكني شعرت أن مكاني الحقيقي هو في عالم الفن".
تحول فني كبير في حياة صلاح ذو الفقار
بدأ ذو الفقار مسيرته الفنية بأدوار الفتى الرومانسي والشاب الشقي صانع البهجة، ومع عام 1962 قرر الخروج من هذه الأدوار التقليدية والبحث عن أعمال أكثر عمقًا.
جاءت نقطة التحول من خلال فيلم "أغلى من حياتي"، الذي استوحيت قصته من رواية "الشارع الخلفي" للكاتبة فاني هيرست. كتب ذو الفقار سيناريو الفيلم بنفسه بمساعدة الكاتب محمد أبو يوسف، وحقق العمل نجاحًا كبيرًا عند عرضه عام 1965.
الفيلم أضاف له ثقة كبيرة في قدراته التمثيلية، خاصة أنه جسّد فيه مراحل عمرية مختلفة ،وشارك في بطولته الفنانة شادية، وحسين رياض، وسناء مظهر، وكان من إخراج شقيقه محمود ذو الفقار.
قصة حب لا تُنسى
كان فيلم "أغلى من حياتي" بداية لقصة حب فريدة جمعت بين صلاح ذو الفقار والفنانة شادية.
و تحدثت ابنته منى ذو الفقار عن هذا الحب قائلة إنه بدأ خلال تصوير الفيلم، واستمر حتى الزواج.
شكل الثنائي واحدًا من أنجح الأزواج في تاريخ السينما، وقدما معًا عدة أعمال ناجحة، أبرزها:
مراتي مدير عام (1966)
كرامة زوجتي (1967)
عفريت مراتي (1968)
غيرة وشروط غريبة
لم تكن العلاقة خالية من التحديات، إذ كشف ذو الفقار في تصريحات سابقة عن مشكلة الغيرة التي أثرت على زواجهما قال: "كانت الغيرة مشكلة كبيرة بيننا، وكنت أغار حتى من أدوارها مع زملائها في الوسط الفني".
للتغلب على هذه المشكلة، اقترح ذو الفقار عقدًا غريبًا ينص على أن يمتنع كلاهما عن تقديم مشاهد رومانسية مع ممثلين آخرين.
لكن هذا الاتفاق انهار عندما شارك ذو الفقار في فيلم مع الفنانة ميرفت مين، ما أدى إلى خلاف كبير مع شادية.
خصام وسفر.. ولكن الحب ينتصر
يحكي ذو الفقار عن خلاف كبير بينهما دفع شادية إلى السفر إلى الإسكندرية غاضب قائلاً: "اتصلت بي من محطة القطار وقالت إنها ستسافر لم أستطع الانتظار، فتوجهت إلى المحطة ووجدتها تبحث عني احتضنتها وعدنا معًا، لكننا نسينا حقائبنا في لحظة اللقاء".
الحب وحده لم يكن كافيًا
رغم الحب الكبير، انتهى زواجهما بالطلاق و يتذكر ذو الفقار: "طلقتها في المرة التي تلت ذلك، وكان طلاقًا لا رجعة فيه لكننا بقينا أصدقاء".
حتى بعد الطلاق، استمرت العلاقة الودية بينهما تحدث ذو الفقار: "عندما سافرت إلى بيروت، أوصتني شادية بشراء دواء لها كان أول شيء اشتريته".