ads
السبت 16 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في اليوم العالمي للتسامح..دعوة من الأزهر لتحقيق السلام والتعايش

الأزهر الشريف
الأزهر الشريف

في اليوم العالمي للتسامح، أكد الأزهر الشريف أن الإسلام حثَّ على التسامح والعفو بين الناس بوصفهما من أعظم القيم التي تعزز العلاقات الإنسانية وتُسهم في بناء مجتمع يسوده التعاون والمحبة.

وأشار عبر صفحته الرسمية" الفيس بوك": أن التسامح في الإسلام ليس مجرد فضيلة شخصية، بل هو أحد الركائز الأساسية لتحقيق السلام الاجتماعي والمجتمعي، وقد جاءت العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التسامح والعفو كسبيل لتهذيب النفوس وتهدئة الأجواء بين الأفراد.

واستشهد  بعدة آيات قرآنية ومنها قوله تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر: 85]، دعوة واضحة للمؤمنين إلى التسامح الجميل الذي لا يتوقع مقابلاً له من المسيء.


وأوضح: كما يوصي القرآن الكريم بالعفو ويعتبره أقرب طريق إلى التقوى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237]. وأكد في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40] أن العفو هو طريق إلى الإصلاح والمصالحة، وهو أمر محبب إلى الله.

وقال: يشير القرآن إلى أن المعاملة الطيبة والمسامحة هي الطريقة المثلى لإزالة العداوة بين الناس، بل وتحويلها إلى علاقة محبة وإخاء، كما جاء في قوله: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].

وأكمل: ويجعل الإسلام العفو والتسامح سببًا رئيسيًا في نيل رضا الله وغفرانه، بل ويُعدُّ من أعظم الأسباب التي توصل العبد إلى الجنة، فقد قال الله تعالى في سورة النور: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 22]، مُبينًا أن العفو عن الناس يفتح أبواب المغفرة الإلهية.

وتابع:  وفي الحديث الشريف، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا" (صحيح مسلم)، مما يُظهر أن العفو يزيد من رفعة الشخص وسمو مكانته في الدنيا والآخرة.

 

نداء الأزهر التكاتف والعمل المشترك لمكافحة العنف

 

وفي اليوم الدولي للتسامح، الذي يُحتفل به سنويًا لتعزيز قيم التسامح في جميع أنحاء العالم، يعبر الأزهر الشريف عن أسفه الشديد لما تشهده العديد من المناطق من ظلم واعتداءات على الضعفاء، وخاصة ما يرتكبه الكيان الصهيوني في فلسطين من أعمال عنف وتطرف تستهدف المدنيين الأبرياء، من نساء وأطفال.

وفي هذا السياق، يوجه الأزهر نداءً عالميًا للتكاتف والعمل المشترك من أجل مكافحة جميع أشكال العنف والتطرف العنصري والإرهاب، وخاصة تلك التي تمارسها القوى التي تستغل قوتها لتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما يُشير الأزهر إلى أن العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى العودة إلى قيم التسامح والعدالة والمساواة، وأنه إذا كنا حقًا نتمسك بإنسانيتنا، فلا بد من الوقوف صفًا واحدًا ضد جميع أشكال الظلم والقهر، والعمل على نشر ثقافة العفو والتسامح في جميع أنحاء العالم.

وبذلك، يُصبح التسامح ليس فقط فضيلة فردية، بل ضرورة اجتماعية وسياسية لتهيئة بيئة سلمية ومستقرة للجميع، بعيدًا عن كل مظاهر الكراهية والعنف التي تفرق بين البشر وتؤدي إلى تدمير المجتمعات.

تم نسخ الرابط