قرار سعودي مفاجئ يُعيد الأسماك اليمنية للأسواق المحلية
أعلن مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إلى جانب عدد من التجار والمصدرين، أن السلطات السعودية قررت وقف استيراد الأسماك والأحياء البحرية اليمنية الطازجة مؤقتًا.
وقال مسؤول بارز في وزارة الثروة السمكية اليمنية، مشترطًا عدم الكشف عن اسمه، إن الوزارة تواصلت مع الجهات السعودية المعنية عبر وزارة الخارجية لمعرفة أسباب هذا القرار، لكنها لم تتلقَ أي رد حتى الآن.
وأفاد المسؤول أن ما ورد إلى الوزارة من شكاوى من الشركات والتجار يشير إلى أن القرار يعود لدواعٍ صحية مرتبطة بانتشار مرض الكوليرا في اليمن.
اقرأ أيضاً
وفاة الملحن محمد رحيم في ظروف غامضة.. سامي عبد الراضي يكشف التفاصيل
رفض الشحنات وتبريرات سعودية
أوضحت مصادر من هيئة المصائد السمكية اليمنية أن الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية رفضت، في وقت سابق من الشهر الجاري، دخول شاحنات مبردة محملة بأسماك طازجة عبر ميناء الوديعة البري بمحافظة حضرموت دون إشعار مسبق. وأكدت المصادر أن السعودية بررت قرارها بمخاوف تتعلق بسلامة الأسماك بسبب الكوليرا، إلى جانب غياب مختبرات الجودة المتخصصة وفق المعايير الدولية.
تعد السعودية أكبر مستورد للصادرات السمكية اليمنية، حيث يُقدر حجم الصادرات عبر منفذ الوديعة بنحو 40 ألف طن سنويًا. وتعتبر عائدات هذه الصادرات مصدرًا هامًا للعملات الأجنبية في اليمن، حيث يشكل القطاع السمكي المرتبة الثانية في الناتج المحلي الإجمالي بعد النفط.
تراجع الأسعار محليًا
أفاد تجار ومواطنون في عدن وحضرموت بأن الأسماك ذات الجودة العالية بدأت تعود إلى الأسواق المحلية، ما أدى إلى انخفاض أسعارها بعد أن كانت قد بلغت مستويات قياسية. وأشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار في السابق حرم آلاف اليمنيين من الحصول على هذا المنتج الغذائي الأساسي.
وأضاف التجار أن العامين الماضيين شهدا تراجعًا في تصدير الأسماك إلى السعودية بهدف تعزيز الكميات المتوفرة في السوق المحلي.
إنتاج وفير رغم التحديات
يمتلك اليمن شريطًا ساحليًا يزيد طوله على 2500 كيلومتر على البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، ويعد غنيًا بالثروة السمكية. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج اليمن السنوي من الأسماك كان يبلغ نحو 200 ألف طن قبل اندلاع الحرب في 2015، منها 40-50% كانت تُخصص للتصدير، ما أسهم بعائدات تقارب 300 مليون دولار سنويًا، ومع ذلك، أثرت الحرب والصعوبات اللوجستية على هذا القطاع الحيوي بشكل كبير.