ads
الأحد 24 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

من أكثر الحوادث دموية في التاريخ..أبرز المعلومات عن مذبحة الروضه في ذكراها السابعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كانت الأمور تسير على ما يرام، وكالعادة، في صباح يوم الجمعة، يخرج المصلون مبكرًا لأداء الصلاة، ويُملئ المسجد قبل صعود الإمام المنبر، واعتاد الرجال اصطحاب أطفالهم كما هو الحال في أي مكان آخر.

وكانت المفاجأة التي لم يكن أحد من أهل القرية التي تغنت بهدوئها وسكينتها يتوقع حدوثها.

 

بداية واقعة مذبحة الروضة

 

في سنة 2017 وبالتحديد  ظهر يوم الجمعة الموافق 24 نوفمبر،  وقعت مذبحة الروضة في سيناء،  ونتج عنه 309 شهداء و128 مصابًا، والتي تُعد من أكثر الحوادث دموية في تاريخ مصر الحديث، كان ذلك اليوم العصيب الذي هز قلوب المصريين، حيث كانت المذبحة بمثابة انتقام من قبيلة «الجريرات» السواركة، التي ينتمي معظم أبنائها إلى الطرق الصوفية.

يعيش أبو حماد، الذي يسكن بالقرب من المسجد، مأساة فقدان المئات من أبناء عشيرته وأهل قريته، ويقول واصفًا اللحظات الأولى بعد مغادرة الإرهابين مسرح الجريمةلـ «صوت القبائل العربية»: "عشنا يومًا مأساويًا"، حيث بدأ الخوف في التلاشي مما أعاد نوعًا من الطمأنينة إلى من بقوا أحياء، لكنهم صدموا بمشهد مئات الجثث المتناثرة، مما حول الرعب إلى حزن دفين، حول قرية الروضة إلى ما يشبه المأتم الجماعي.

أضاف أبو حماد أنه تم تشييع 309 جثامين في مقابر جماعية على 10 حفر رملية في مقابر قرية مزار، وسط إجراءات أمنية مشددة، مع إغلاق كافة الطرق في سيناء،  وخيمت أجواء الحزن على جميع مدن وقرى شمال سيناء.

 

المذبحة ذكرى مأساوية 

 

يستذكر سعيد زايد، ابن قبيلة الرميلات، المذبحة كذكرى مأساوية، حيث حضر متطوعًا للمساعدة في نقل الضحايا وتقديم الإسعافات، قائلاً:"معظم المصابين في تفجير مسجد الروضة نُقلوا إلى مستشفى بئر العبد، وبعضهم إلى مستشفى العريش العام".

وأوضح أن ساحات مستشفى العريش امتلأت بالمتبرعين بالدم بعد النداءات التي وجهتها مكبرات الصوت بالمساجد.

كما روى شهود عيان أن مجموعة مسلحة تقدر بنحو 40 مسلحًا استهدفت مسجد الروضة بعبوة ناسفة، ثم أطلقوا رصاصًا كثيفًا من جميع الاتجاهات.

وأشار الشهود، ممن كانوا خارج المسجد قبيل التفجير، إلى أنهم رأوا عدة مجموعات مسلحة تصل إلى المسجد باستخدام دراجات بخارية وسيارات، حيث زرعوا عبوات خارج المسجد وأطلقوا وابلاً من النيران على المصلين، مما تسبب في حالة من الهلع والذعر.

 

وقوع المذبحة واحتفالات الطريقة الجريرية الأحمدية 

 

وأكد شهود عيان أن استهداف المسجد جاء تزامنًا مع احتفالات الطريقة "الجريرية الأحمدية"، التي يُعتبر مسجد الروضة أحد مساجدها، يأتي المئات من المحتفلين من محافظات مصر، خاصة من محافظة الشرقية، لإقامة الاحتفالات.

أضاف بعض مواطني القرية أن الطريقة الجريرية الأحمدية هي إحدى الطرق الصوفية في مصر، التي تكفرها الجماعات المتشددة وتعتبر أتباعها مشركين، مما يحل قتلهم، كما تعتبر الجماعات المسلحة في سيناء أن الطريقة الجريرية من الطرق المبتدعة، وقد حدثت مناقشات سابقة بين الجماعات المسلحة وأفراد الطرق الصوفية، مما أدى إلى تكفير الجماعات الوهابية لأفراد الطريقة.

في الماضي، اختطفت الجماعات المسلحة عددًا من مريدي الطرق الصوفية جنوبي رفح والشيخ زويد، وأفرجت عنهم بعد استتابتهم.

يشهد مسجد الجريرات في قرية الروضة، الذي يعد المركز الرئيسي للطريقة الجريرية، تجمع معظم المنتمين لها يومي الخميس والجمعة، والأغلبية منهم من قبيلة السواركة، التي سُميت بذلك نسبة إلى الشيخ عيد أبو جرير مؤسس الطريقة.

 

قرية الروضة 

 

قرية الروضة، التي شهدت الحادث المروع، تتبع مركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء ويبلغ عدد سكانها نحو 2500 نسمة، وتقع غرب مدينة العريش على بعد 20 كيلومترًا. يعتبر المسجد الذي شهد الحادث هو المسجد الكبير، الذي يتميز بمئذنته العالية.

تشتهر قرية الروضة بأنها أحد معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، ويوجد داخل المسجد زاوية لمريدي هذه الطريقة. يعمل معظم سكان القرية في الزراعة وصناعة الملح، وتضم عددًا كبيرًا من قبيلة السواركة الذين نزحوا من جنوب الشيخ زويد.

أحيت محافظة شمال سيناء الذكرى السابعة لشهداء مذبحة الروضة بحضور وزير الأوقاف ومحافظ شمال سيناء والعديد من الشخصيات العامة.

تم نسخ الرابط