الحكمة تقول « قبل أن تفكّر كيف تعمل بذكاء، عليك أن تفكّر كيف تعمل بجد، والنجاح لا يأتي بالخجل ومشاهدة الناجحين فقط، لكنّهُ يأتي بالتركيز عليه والتخطيط له، والأهم من ذلك هو الفعل ولكي تنجح يجب أن تكون رغبتك في النجاح تفوق خوفك من الفشل».. والحقيقة منذ أن تولى الفريق كامل الوزير وزارتي النقل والصناعة ونشاهد طفرة في كلا الوزارتين؛ فشاهدنا طفرة في مجال النقل والمواصلات من طرق وكباري وقطارات وحافلات وأيضا تطور في قطاع الموانئ؛ وعلى الرغم من توليه وزارة الصناعة منذ أربعة شهور إلا أن الجميع شعر بالأمل منذ خبر عودة النصر للسيارات ودخول شركات عالمية في هذا المجال للعمل على أرض مصر، ضمن استراتيجية توطين صناعة السيارات.
كلنا نعلم لقيام الصناعة وعودتها مرة أخرى لابد من توافر عدَّة عوامل، منها وفرة رؤوس الأموال، والموارد الطبيعية، والتنظيم، وحسن الإدارة، والأيدي العاملة الفنية المدربة، بالإضافة إلى توافر الأسواق الداخلية والخارجية لتصريف المنتَجات بها، ولكن المهم أيضا أن يكون المسؤول على قدر المسؤولية ويعمل ليل نهار لتحقيق ما جاء من أجله.
فقد أدرك الفريق كامل سبب إغلاق مصانع مصر وبدأ بطريقة تدريجية في حل مشكلات شركة النصر للسيارات وإعادة تشغيلها؛ كما سوف يتم افتتاح مصنع "عز العرب السويدي" لإنتاج سيارات "بروتون" في مصر بطاقة إنتاجية تصل إلى 40 ألف سيارة سنويًا.
في البداية عمل على تحسين إدارة تلك المصانع كما عمل على التشجيع المعنوي للعاملين فعقد لقاءا موسعا مع العاملين بشركة النصر للمسبوكات، وذلك لحل كافة مشكلات الشركة المستمرة منذ عامين والنهوض بها وإعادة تشغيلها كصرح صناعي كبير داعم للاقتصاد القومي؛ كما أنه سيقوم بعمل زيارات دورية للاطمئنان على سير العمل بالشركة ولقاء العاملين بها.
أعتقد أن الفريق كامل الوزير أحيا عزيمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واستلهم رؤية محمد علي باشا للنهضة بالصناعة فعمل على إمداد الصناع بالمواد الخام اللازمة للصناعة بالثمن الذي تحدده الحكومة؛ رفع أسعار بيع المواد الخام للصّناع وخفض أسعار شراء منتجاتهم لتحقيق الربح المناسب؛ فقد تم توقيع اتفاق بين الشركة واتحاد العاملين المساهمين بالشركة ، يتضمن التزام الشركة بتوفير مصادر التمويل لعمل الصيانة اللازمة لخطوط الإنتاج، وشراء المواد الخام الأزمة، وضمان تحسين ظروف العاملين بالشركة من دفع مرتبات وحوافز وكافة الحقوق الأخرى للعاملين بصورة منتظمة من حصيلة بيع الأصول غير المستغلة؛ كما عمل على توفير كافة الخامات والمواد الأولية اللازمة لإعادة التشغيل المصنع لينطلق بكل قوة للإنتاج وتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير للخارج الذي سيوفر العملة الصعبة التي ستساهم في توفير المعدات والخامات الأولية من حصيلة التصدير بل وإقامة مصنع أخر مستقبلا للتوسع في تلبية احتياجات السوق المحلي والتوسع في التصدير للخارج وبما يساهم في توفير الآلاف من فرص العمل ودعم الاقتصاد الوطني.
عودة النصر للسيارات
كما أن عودة النصر للسيارات يساهم في توطين صناعة السيارات في مصر وعدم الحاجة إلى استيراد أتوبيسات من الخارج، والنهوض بقطاع الصناعة، وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي وتشغيل وسائل النقل البري.
عودة تشغيل شركة النصر للسيارات يمثل خطوة استراتيجية لإحياء حلم المصريين بامتلاك سيارات تحمل علامة "صنع في مصر"، مما يعزز الانتماء الوطني ويدعم الاقتصاد ويساهم في تحسين ميزان المدفوعات وتقوية العملة الوطنية ويخلق فرص عمل جديدة للشباب، مما يساهم في خفض معدلات البطالة وتحسين الأوضاع الاجتماعية؛ كما أن تعزيز الصناعة المحلية سيعود بالنفع على العديد من القطاعات الأخرى المرتبطة بصناعة السيارات، مثل قطع الغيار والنقل والخدمات اللوجستية..فالنهوض بالصناعات الوطنية هو الطريق الأمثل لتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاستقلال الاقتصادي.