المخدرات الرقمية.. ظاهرة جديدة تثير الجدل في الآونة الأخيرة
المخدرات الرقمية.. ظاهرة جديدة تثير الجدل في الآونة الأخيرة..
عند سماع كلمة "مخدرات"، يتبادر في أذهاننا عادة المخدرات التقليدية المعروفة مثل الكوكايين والقنب والأفيون ،لكن مع التطور التكنولوجي ظهرت مؤخرًا ظاهرة جديدة تُعرف بـ"المخدرات الرقمية"، والتي تُشكل تهديدًا نفسيًا واجتماعيًا في العديد من المجتمعات.
ما هي المخدرات الرقمية؟
تُعرف المخدرات الرقمية بأنها نوع من الإدمان الذي يعتمد على الاستماع إلى ترددات صوتية تُعرف بـ"الترددات الثنائية" (Binaural Beats) عبر سماعات الأذن. تُشبه التأثيرات الناتجة عن هذه الأصوات تأثير المخدرات التقليدية من حيث إدخال المستخدم في حالة من الاسترخاء، تغيير المزاج، أو حتى تجربة حالات ذهنية تُشبه تأثير المخدرات التقليدية.
تعود جذور المخدرات الرقمية إلى اكتشاف العالم الألماني هاينريش فيلهام دوف لها عام 1839م كأداة علاجية لبعض الحالات النفسية مثل القلق والاكتئاب. ومع التطور التكنولوجي، تطورت لتصبح ظاهرة تُؤثر على الصحة النفسية وتُظهر آثارًا سلبية مُتعددة.
نتائج دراسة جديدة تُبرز الآثار النفسية والعصبية
ووفقًا لما اطلع عليه "خلف الحدث"
فقد أجرت مجموعة من الباحثين تحليلًا مُفصلًا عبر المسح العالمي للمخدرات (GDS)، الذي يُنفذ سنويًا عبر الإنترنت. أظهرت النتائج أن نحو 5.3% من أصل 30,896 مشاركًا أشاروا إلى أنهم يستخدمون الترددات الثنائية في الأشهر الاثني عشر الماضية.
أبرز النتائج:
72.2% من المستخدمين يلجؤون إلى الترددات بهدف الاسترخاء والنوم.
34.7% يستخدمونها لتغيير حالتهم المزاجية.
11.7% من المشاركين يستخدمون الترددات لمحاكاة تأثير العقاقير الأخرى.
كما أظهرت الدراسة أن أعلى معدلات الاستخدام تُسجل في دول مثل الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل وبولندا.
التأثيرات العصبية والنفسية للترددات الثنائية
وفقًا لتحليل نُشر في قاعدة بيانات PubMed، أُجريت دراسة لتقييم الآثار العصبية والنفسية الناتجة عن الاستماع للترددات الثنائية باستخدام تقنيات تحليل النشاط الكهربائي للدماغ (EEG).
النتائج الرئيسية:
التنشيط العصبي (EEG): لم تُظهر البيانات اختلافات واضحة عند التعرض لتردد 7 هرتز.
التأثيرات النفسية: لوحظ ارتفاع ملحوظ في معدلات الاكتئاب لدى المجموعة التي استمعت للترددات مقارنة بالمجموعة الضابطة.
تأثيرها على الذاكرة: أُظهرت انخفاضات في الأداء على اختبارات الذاكرة السمعية اللفظية بعد الاستماع إلى الترددات الثنائية.
هذه النتائج تُظهر أهمية استمرار الدراسات حول المخاطر والتأثيرات المحتملة لهذه الأصوات.
الأرقام العالمية تُظهر مدى انتشار الظاهرة
في دراسة عالمية أُجريت عبر The Brief شملت أكثر من 22,000 مشارك من 22 دولة، أظهرت النتائج ما يلي:
72% من المستخدمين يستخدمون الترددات للاسترخاء والنوم.
35% يلجؤون لها لتغيير حالتهم المزاجية.
12% يستخدمونها لمحاكاة تأثير العقاقير التقليدية.
كما أظهرت البيانات أن الشباب في الولايات المتحدة هم الأكثر تفاعلًا مع هذه الظاهرة.
توجهات البحث في المستقبل: أداة علاجية أم مخاطر جديدة؟
بينما يأمل الباحثون في الاستفادة من الترددات الثنائية كعلاج لمشكلات مثل الأرق، التوتر، الألم، والإدمان، تُظهر البيانات أيضًا التأثيرات الجانبية المحتملة، مثل الاكتئاب وتراجع الأداء العقلي لدى بعض المستخدمين.
كما تُظهر الدراسات أهمية مواصلة الأبحاث لضمان الاستخدام الآمن لهذه التقنية.
الحكم الشرعي حول المخدرات الرقمية
في دراسة فقهية مقارنة حول "الحكم الشرعي للمخدرات الرقمية"، أوضحت الباحثة جيهان صبري من قسم الفقه المقارن في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بدمنهور بجامعة الأزهر، أن المخدرات الرقمية تُشكل من الناحية الشرعية تهديدًا كبيرًا للأفراد والمجتمعات.
وأشارت الدراسة إلى أن المخدرات الرقمية تعتمد على الترددات الثنائية (Binaural Beats) التي تُحاكي تأثير المخدرات التقليدية وتُستخدم لتحقيق الاسترخاء أو تغيير المزاج، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الهلاوس أو فقدان السيطرة الذهنية.
النتائج التي خلصت إليها الدراسة:
تُصنف المخدرات الرقمية ضمن الموسيقى من ناحية طبيعتها.
تُدرج أيضًا تحت بند المخدرات والمفترات من حيث الآثار النفسية الناتجة عنها.
التكييف القانوني لها يشمل الجرائم الإلكترونية بسبب الترويج لها.
التوصيات:
ضرورة إصدار قوانين تُجرم استخدام المخدرات الرقمية.
تعزيز حملات التوعية بمخاطرها وأضرارها على الأفراد والمجتمع.
حجب المواقع الإلكترونية التي تُروج لها.
تفعيل الأنشطة الشبابية للحد من العزلة الاجتماعية التي تُسهم في انتشار هذه الظاهرة.