● من أصول سورية .. ولد في السعودية
● شارك في مقاومة الغزو الأمريكي للعراق في صفوف تنظيم أبو مصعب الزرقاوي
●رفض الاندماج مع تنظيم" داعش "
● بايع الظواهري ثم انشق عنه
ربما لا يعرف البعض من هو محمد الجولاني زعيم تحالف فصائل المعارضة السورية الذي يقود العمليات العسكرية" ضد النظام السوري منذ 27 نوفمبر الماضي واستطاع في أيام قليلةالسيطرة على إدلب وحلب والتوغل في حماة.
ولد أحمد حسين الشرع -المعروف بأبو محمد الجولاني- في العاصمة السعودية الرياض عام 1982، ثم انتقل مع عائلته إلى سوريا وعمره آنذاك 7 سنين،
تعود أصول الجولاني إلى الجولان السوري المحتل، ونشأ في حي المزة في دمشق، ضمن طبقة متوسطة ذات توجهات ليبرالية، ووفقا لروايته تأثر في شبابه بالانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
كان الجولاني -وهو لا يزال طالبا في الجامعة- يأتي من دمشق إلى حلب لحضور خطب الجمعة التي كان يلقيها محمود قول آغاسي (أبو القعقاع) في "جامع العلاء بن الحضرمي" بالصاخور، وحين تعرض العراق للغزو الأميركي في مارس/ 2003، نادى آغاسي بضرورة مقاومة هذا الغزو، فكان الجولاني ضمن أوائل الملبّين لهذا النداء.
وصل الجولاني إلى العراق قبل بداية الغزو الأميركي عام 2003 بنحو أسبوعين، واقام في الموصل فترة، وعمل مقاتلا مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم التوحيد والجهاد انذاك ثم خلفائه من بعده، قبل أن تقبض عليه الولايات المتحدة الأميركية، وتودعه سجن أبو غريب، ومن هناك نقلته إلى سجن بوكا، ومن ثم سجن كروبر في مطار بغداد.
سلمته أميركا لاحقا إلى الحكومة العراقية، التي وضعته في سجن التاجي، ومن هناك أطلق سراحه عام 2008، وكان مجموع فترة اعتقاله 5 سنوات
استأنف الجولاني نشاطه العسكري في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في أكتوبر 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل.
تواصل الجولاني مع البغدادي في بداية اندلاع الثورة السورية عام 2011، واتفقا على أن يتولى الجولاني مسؤولية سوريا، ويؤسس فيها فرعا للتنظيم، وأمر بمقاتلة الحكومة السورية وإسقاط الرئيس بشار الأسد، وذهب إلى بلاده وفي غضون عام استطاع حشد 5 آلاف مقاتل، واستطاع الانتشار في مساحة كبيرة في البلاد.
وفي 24 يناير 2012 أصدر الجولاني بيانا أعلن فيه تشكيل "جبهة النصرة لأهل الشام" ، وعين المسؤول العام عنها، واتخذ من قرية الشحيل منطلقا لعمل هذه الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط الحكومة السورية.
وحين أعلن أبو بكر البغدادي -في 9 أبريل/نيسان 2013- إلغاء اسميْ "دولة العراق الإسلامية" و"جبهة النصرة" ودمج التنظيمين -باعتبارهما يمثلان القاعدة الأم- في كيان جديد يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، " داعش "رفض الجولاني هذا الأمر. وأعلن بعدها مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وقال إنه عمل وفق توجيهاته وإرشاداته حتى يوليو 2016 حين أعلن فك ارتباط تنظيمه بالقاعدة، وتغيير اسمه إلى "جبهة فتح الشام.
كانت المقابلة الإعلامية الأولى للجولاني هي تلك التي خص بها قناة الجزيرة وبُثت في حلقة من برنامج "لقاء اليوم" يوم 19 ديسمبر 2013، وفيها أعلن أنه لا يؤيد ما تذهب إليه تنظيمات إسلامية من إطلاق للتكفير، وقال "نحن لا نكفّر المسلمين، فتكفير المسلم بحاجة إلى فتوى لأنه من اختصاص أهل العلم، ولذلك نترك الأمر في الحكم بالتكفير للمحاكم الشرعية والعلماء، ليقرروه وفق ضوابط الشريعة الإسلامية
وقال في المقابلة التي أجراها مع الصحفي سميث عام 2021، إن انشقاقه عن تنظيم الدولة الإسلامية، كان بسبب سياسات التنظيم الخاطئة في إدارة الصراع وكيفية تعامله مع الأبرياء وقتلهم، مما أدى لخلافات داخلية وانقسامات، قرر على إثرها الجولاني تغيير بوصلته كما يصف، عبر الابتعاد عنهم.
ومع إعلان انشقاقه، أكد الجولاني أن أيديولوجية القاعدة وتعامله معها، كان لفترة زمنية انقضت، وأنه لا يدعم أي هجوم خارجي، سواء على الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا.
وعن نظرته للدعوة الإسلامية، يقول الجولاني "سابقا كنت أعتنق السلفية التكفيرية، والظروف وقتها دفعت الكثير من الشباب للمسير في ذاك الطريق"، لكنه يؤكد أن إدارة القاعدة ارتكبت أخطاء كبرى، وأن أحد أسباب انفصاله عنها، انحرافها عن القواعد والمعايير التي ناقشها سابقا في وثيقة سلمها للبغدادي قبل انتقاله لسوريا.
عقب إنشاء الجولاني جبهة النصرة عام 2011، وإعلانه مبايعة القاعدة وقيادتها عام 2013، صنّفت وزارة الخارجية الأميركية كيانه "منظمة إرهابية".
وفي مايو 2013، أعلنت الخارجية الأميركية الجولاني "إرهابيا عالميا"، وحجزت ممتلكاته الخاضعة لنطاق سلطتها،
واتخذت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قرارا بوضع الجولاني على "قائمة الإرهابيين الخاصة بها" ومنعته من السفر وحظرت تملكه للسلاح في 24 يوليو من العام ذاته.
وفي 10 مايو 2017، أعلن برنامج المكافأة من أجل العدالة، التابع للخارجية الأميركية، عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار أميركي مقابل معلومات تؤدي إلى التعرف عليه أو على مكان وجوده.
أطلقت فصائل المعارضة السورية المنتشرة في محافظة إدلب -المنضوية سابقا تحت ما يعرف بغرفة عمليات "الفتح المبين"- ابتداء عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر 2024، وشكلت من أجلها ما يسمى "إدارة العمليات العسكرية" التي ضمت كلا من هيئة تحرير الشام، وحركة أحرار الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، ومجموعات من الحزب التركستاني.
وعيّن الجولاني قائدا عاما لإدارة العمليات العسكرية، ومع تطور العمليات وتمكنت فصائل المعارضة من الاستيلاء على إدلب ثم حلب وبعدها التوغل في حماة، دعا المقاتلين إلى "التحلي بأخلاق النصر والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكذا القيم الإنسانية".
وقال في بيان له "نحن اليوم نواصل الليل بالنهار من أجل سوريا، المستقبل لسوريا التي ستكون بإذن الله بلدا للعدالة والكرامة والحرية لكل السوريين".
وفي بيان مصور له، يوم 5 ديسمبر 2024، حث الجولاني رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، على عدم السماح للحشد الشعبي بالتدخل في سوريا، محذرا من تصعيد التوتر بالمنطقة.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة CNN الأمريكية قال زعيم تحالف فصائل المعارضة السورية، أبو محمد الجولاني إن الهدف من التحركات الأخيرة في سوريا وانتزاع مدينة رئيسية تلو الأخرى من قبضة نظام بشار الأسد، هو في نهاية المطاف الإطاحة بالرئيس الأسد.