الإثنين 08 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

**الزميل الكبير ..الفارس الإعلامي الشهم حربي بيرم جاء من بلده منشأة سوهاج بالصعيد منذ أمد بعيد لينضم إلى بلاط صاحبة الجلالة واختار جريدة الجمهورية لأسباب منطقية : فقد وجدها الجريدة التي تناسب قدراته وتتمشى مع مبادئه وتحقق أحلامه في النجاح في الصحافة والحياة لأنها كما قال لي ذات مرة في حوار فريد :إنها يا صديقي جريدة الشعب العريض..محرروها يرتبطون بأواشج الود والحب تجاه المواطن البسيط ويرونه سندهم في الشهرة وهم داعموه في تحقيق المطالب وحل المشاكل واعتبر نفسه نسخة جديدة من فلاح مصر القديم "الفلاح الفصيح" صاحب الشكوى التي سجلها التاريخ والذي كان قادما أيضا من الصعيد.
**عرفته في عدة مراحل وتخصصات في عملنا في الجريدة ففي فترة كان يطل علينا في أمسيات ديسك الجريدة محملا بأحدث النكات..موزعا ابتساماته على المتعبين منذ أول النهار والساهرين الساعين لتخرج جريدتهم منذ الطبعة الأولى المبكرة مليئة بكل ما يرضي القارىء البسيط والشاب الحالم والفتاة المتطلعة لتكون من عظيمات مصر في المستقبل بإذن الله..
**بالإضافة لتلك الخدمة المميزة التي عرفت بها الجمهورية ومازالت تعمل بها ونعني بها المنظومة التعليمية لمساعدة الطلاب والمتوجة برحلة الأوائل ومازالت منارتها مضيئة شامخة حتى كتابة هذه السطور وسعدت بمزاملة الصعيدي الجدع حربي بيرم في إحدى هذه الرحلات وكان نعم الرفيق والمسئول المدرك لأهمية الرحلة ليس لمكافأة الأوائل فقط ولكن كمبادرة تضع أقدامهم على عالم لم يعرفوه من قبل من التنوير والتعليم. 
** عمل "حربي بيرم" في عدة أقسام بالجريدة ،استقر في نهايتها بقسم الأخبار، ممثلا لجريدة الجمهورية بمحافظة الجيزة أول محافظة في إقليم الصعيد وأقرب المحافظات للعاصمة..وكان نموذجا في العمل الصحفي إذ وطد علاقاته بالمصادر وكان حاضرا في جميع المناسبات واللحظات المثيرة وتمتع بصداقة مع المسئولين وصانعي الأخبار ،يندر  أن يحصل عليها صحفي أخر في موقعه بالمحافظة العريقة .
**ومع تغير الزمن فقد استمرت علاقتنا قوية بفعل نهر الود الذي ربط بيني وبين أخباره -وزميله الأستاذ مصطفى مشهور - القادمة من محافظة الجيزة وسعدت بأن ألقي عليها النظرة الأخيرة بديسك الجمهورية كلما جاءت - وأنا أشارك الزملاء من القيادات الشابة عملهم المميز في خدمة الوطن وأداء الرسالة الصحفية -
**وفي يوم الجمعة أحيانا كان يصمم على اللقاء في حديث ودي نتحدث فيه عن الولاد والعباد ولم أسمعه يشكو أبدا من علة او مرض او أزمة ألمت به بمحيط أسرته ، إذ كان رصيده من الحب كافيا للتعايش مع أحوال الدنيا واختباراتها
ولكن جاء القدر - الذي هو أقوى من الجميع - ليختطفه منه في ليلة مباركة و شهر مبارك..رحل راضيا مرضيا لأنه من القلائل ممن سوى دفاتره بكل نبل وإيثار قبل الموعد المحتوم..
**أحزن بشدة لعدم استطاعتي تشييع الجنازة ولكني -وغيري-  لن نتوانى عن الدعاء لحبيبنا الصعيدي الشهم بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم وعزاؤنا أننا ننتظر ابتسامته مستمرة وقادمة ترفرف بها روحه الطاهرة وإنا لله وإنا إليه لراجعون.

تم نسخ الرابط