احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية
إعلام الأزهر ينظم ندوة حول دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الثقافية
برعاية كريمة من الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، عقدت كلية الإعلام بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، ندوة تثقيفية بعنوان: «اللغة العربية والإعلام... الحفاظ على الهوية وتعزيز الحضور الثقافي»، حاضر فيها الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى ورئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، بحضور الدكتور رضا أمين، عميد الكلية، والدكتور عبد الراضي حمدي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور سامح عبد الغني، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر، وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية.
افتتحت الندوة بكلمة الدكتور رضا أمين، عميد كلية الإعلام، الذي رحب بالضيوف، ناقلًا لهم تحيات فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، مؤكدًا أهمية موضوع الندوة التي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
وأشار إلى مكانة وأهمية اللغة العربية كوسيط أساسي لنقل الرسالة الإعلامية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، مشددًا على أن الأزهر الشريف بكل قطاعاته التعليمية والدعوية يُعد حصنَ اللغة المدافع عنها ضد أي محاولات تغريب أو تجهيل.
وأكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، في كلمته على مكانة اللغة العربية وأهميتها، باعتبارها تمثل الهوية الإسلامية والعربية. ولفت إلى أن اللغة العربية خالدة ومحفوظة؛ فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، وشرفها الله بذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، داعيًا الطلاب إلى الحفاظ عليها باعتبارها الوسيلة الأساسية لنقل رسالة الإسلام، مؤكدًا أن غياب الوسيلة يؤدي إلى عدم تحقيق الغاية.
وأشار «المحرصاوي» إلى وجود حرب نفسية تحول دون تعلم اللغة العربية، تتمثل في وصمها بالصعوبة، موضحًا أن العربية من أسهل اللغات في تعلمها، بدليل بقائها حية لمئات السنين وزيادة متعلميها حول العالم. ولفت إلى أن اللغة تُكتسب بالسماع، وأن هناك من يتقنون التحدث بها دون معلم بفضل التلقي، مُلقيًا اللوم على وسائل الإعلام لمشاركتها في حدوث تلوث سمعي وتدنٍ في استخدام الألفاظ من خلال الدراما والسينما وبعض البرامج التلفزيونية.
وفي سياق متصل، أعرب الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، عن شكره وتقديره للأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر وعلمائه وأساتذته؛ لدورهم البارز في الحفاظ على اللغة العربية والهوية عبر تدريس علوم الشريعة واللغة العربية إلى جانب العلوم التطبيقية مثل الطب والهندسة والزراعة.
وأكد نقيب الإعلاميين اعتزازه باللغة العربية وحرصه على التحدث بها في مجلس الشيوخ، وهو ما ميزه في مداخلاته. وتحدث إلى الطلاب عن تجربته الشخصية في حب اللغة العربية وإتقانها، مشيرًا إلى أن ذلك كان سببًا رئيسًا في عمله في عدة وسائل إعلامية؛ منها إذاعة القرآن الكريم، وقنوات النيل المتخصصة، إضافة إلى تأسيسه لقناة المجد وإدارة مكتبها، إلى جانب عمله مراسلًا للتليفزيون السعودي.
ووجه نقيب الإعلاميين رسالة إلى طلاب كلية الإعلام داعيًا إياهم إلى الاعتزاز بانتمائهم لجامعة الأزهر، التي خرجت أعلامًا في اللغة والإعلام. كما انتقد الممارسات الإعلامية لبعض وسائل الإعلام التي تقدم أهل اللغة بطريقة ساخرة، مطالبًا الطلاب بالمشاركة الفعالة في تعليم الناس اللغة العربية الصحيحة عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة في التعليقات والكتابات، قائلًا: «كونوا مرجعية لتعليم الناس اللغة العربية في كتاباتكم وتعليقاتكم على الفضاء الإلكتروني».
وفي ختام الندوة، تلقى المتحدثون أسئلة الطلاب وأجابوا عنها، كما قامت إدارة الكلية بتكريم ضيفي الندوة والتقاط الصور التذكارية مع الطلاب.