في اليوم العالمي للغة العربية.. علماء ساهموا في إثراء لغة الضاد وتطويرها
تعد اللغة العربية من أبرز اللغات العالمية، حيث أدرجت كلغة رسمية سادسة في الأمم المتحدة عام 1973، ويبلغ عدد المتحدثين بها أكثر من 390 مليون شخص حول العالم.
كما أنها من أعظم اللغات والتي فضلها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، فضلاً عن أنها لا تزال لغة علم وأدب وشعر وهذا ما ساهم في نشر الثقافة العربية وتأثيرها في بقية أنحاء العالم.
حيث شهدت اللغة العربية عبر العصور ازدهارًا علميًا ومعرفيًا بفضل جهود نخبة من العلماء الذين أسهموا في تقعيد قواعدها وضبط مفرداتها وإبراز جمالياتها، هؤلاء العلماء لم يكتفوا بحفظ اللغة، بل أرسوا دعائم النحو والصرف والبلاغة، وجعلوا من العربية لغة علم وأدب.
كان لكل عالمٍ منهم بصمة خاصة، فمنهم من وضع النقاط على الحروف، ومنهم من ألف المعاجم، ومنهم من نظم القواعد في أبيات شعرية تسهل الحفظ والفهم، وقد ترك هؤلاء العلماء تراثًا علميًا غنيًا لا يزال مرجعًا أساسيًا لدارسي اللغة العربية في مختلف العصور.
وسيعرض لكم موقع "خلف الحدث" أبرز العلماء الذين ساهموا في تطوير اللغة العربية في التقرير التالي:-
أبرز علماء اللغة العربية وأهم إنجازاتهم
1. أبو الأسود الدؤلي
هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، ويُعتبر من أعلام اللغة العربية وأبرز أهل عصره فصاحةً وعقلًا، يُنسب إليه وضع أساس علم النحو، حيث يُقال إنه أول من أضاف النقاط على الحروف العربية وأول من وضع تشكيلًا للمصحف، مما أسهم في تسهيل القراءة الصحيحة للنصوص القرآنية. وله ديوان شعري جُمعت قصائده بعد وفاته. توفي سنة 69 هـ.
2. الأصمعي
عبد الملك بن قريب الباهلي، أحد أعلام اللغة والأدب، عُرف بحفظه الواسع للشعر العربي القديم. له أكثر من 60 مؤلفًا أبرزها "الأصمعيات"، وهي مجموعة من أشعار العرب التي حفظها وحقق فيها.
كان الأصمعي مرجعًا في اللغة والشعر، واشتهر بأنه لا يُغلب بالحجة في مسائل الأدب والنقد. توفي سنة 216 هـ.
3. ابن مالك الأندلسي
محمد بن عبد الله الطائي الجياني، إمام في علم النحو عاش في الأندلس قبل أن ينتقل إلى الشام. يعد كتابه "ألفية ابن مالك" من أبرز المراجع في النحو، إذ نال اهتمامًا واسعًا بين العلماء، واعتُمد في التدريس والحفظ. كما ألف كتبًا أخرى مثل "الكافية الشافية" و"تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد". توفي سنة 672 هـ.
4. الخليل بن أحمد الفراهيدي
أبو عبد الرحمن الفراهيدي، إمام المدرسة البصرية ومؤسس علم العروض، حيث استند إلى معرفته بالموسيقى والأوزان. وضع أول معجم في اللغة العربية، وهو "معجم العين"، وأدخل تحسينات على طريقة التشكيل في الكتابة. ومن كتبه أيضًا "كتاب العروض" و"كتاب الإيقاع". توفي في البصرة سنة 174 هـ.
5. الزمخشري
محمود بن عمر الزمخشري، أحد أعلام التفسير والنحو والبلاغة، ألف كتاب "أساس البلاغة"، وهو من أمهات كتب اللغة، كما ألّف تفسيره الشهير "الكشاف" الذي تناول فيه بلاغة القرآن الكريم. كان مرجعًا في علوم اللغة والأدب وله كتب أخرى مثل "ربيع الأبرار" و"الفائق في غريب الحديث". توفي سنة 538 هـ.
6. سيبويه
عمرو بن عثمان بن قنبر، من أبرز النحويين، وصاحب الكتاب الشهير "الكتاب"، الذي يعد المرجع الأساسي في علم النحو. قام بجمع قواعد النحو من علماء عصره وأضاف عليها قواعده الخاصة. رغم وفاته في سن الثلاثينيات، إلا أن أثره العلمي ظل خالدًا. توفي سنة 179 هـ.
7. ابن فارس
أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، كان فقيهًا وأديبًا ولغويًا. اشتهر بتأليفه "معجم مقاييس اللغة"، الذي اعتمد فيه على الأصول المشتركة للكلمات، وألف كتبًا أخرى منها "المجمل في اللغة" و"اختلاف النحويين". وكان أول من صاغ مصطلح "فقه اللغة". توفي سنة 394 هـ.
8. ابن جني
أبو الفتح عثمان بن جني، نحوي ولغوي بارع، عُرف بإسهاماته في علم الصرف. ألّف ما يزيد عن خمسين كتابًا، من أشهرها "الخصائص"، الذي تناول فيه الأصول اللغوية ودلالات الألفاظ، و"سر صناعة الإعراب". كان مقربًا من المتنبي، وشرح ديوانه، مما زاد من شهرته العلمية. توفي سنة 392 هـ.
9. المبرد
أبو العباس محمد بن يزيد، نحوي بصري وزعيم نحاة عصره، اشتهر بكتابه "الكامل"، الذي يُعد مرجعًا في الأدب والنقد، إلى جانب كتبه "المقتضب" و"طبقات النحويين". ورغم ضياع بعض مؤلفاته بسبب هجوم التتار، إلا أن ما وصلنا منه ظل مرجعًا للنحويين والأدباء. توفي سنة 284 هـ.
10. عبد القاهر الجرجاني
أبو بكر عبد القاهر الجرجاني، مؤسس علم البلاغة وصاحب نظرية "النظم" التي تُعد مرجعًا في النقد الأدبي، ألف كتابي "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة"، حيث وضح إعجاز القرآن من الناحية البلاغية. وله أيضًا "الرسالة الشافية في إعجاز القرآن". توفي سنة 470 هـ.
11. الكسائي
أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، إمام مدرسة النحو الكوفية وأحد القراء السبعة المشهورين. اشتُهر بكتبه "معاني القرآن" و"النوادر الكبير" و"مختصر في النحو". كان له تأثير كبير على طلاب العلم، وأُطلق عليه لقب "الكسائي" لأنه أحرم بكساء. توفي سنة 189 هـ.
هؤلاء العلماء أسهموا في حفظ اللغة العربية وصياغة قواعدها، وأعمالهم ما زالت مرجعًا أساسيًا في النحو والبلاغة واللغة حتى اليوم.