أقول: بين إفراط تَدَيُّن متشدد شاذ لا يعرفه الإسلام وتّفْرِيطِ منحل انخلع من خلق الدين متلذذا بالماديات ، بين هذا وذاك يكون التصوف الحق المنضبط بالكتاب والسنة ، والذي لا يعرف فسادا عقديا أو شذوذا فكريا أو انحرافا أخلاقيا ، يكون ذلك التصوف الصافي بَلْسَمَةً لنفس يُنْهِكُهُا ضعفها وماديات كثيرة مغرية ، و غِذاءً لرُوْح تجاهد تلك النفس لترقي بها وتعرج إلي مرتبة المراقبة الذاتية وأنس المشاهدة ولذة العبادة ،حيث تعبد الله -تعالى -كأنها تراه فإن لم تكن تراه فإنه - سبحانه - يراها.
* معنى التصوف وأصل نسبته:
أختلف العلماء في أصل هذه النسبة وإلى أي شيء تضاف فقيل : هي نسبة إلى أهل الصُفَّة ، وقيل : نسبة إلى الصفوة، وقيل : نسبة إلى الصف المقـدّم، وقيل : بل نسبة إلى صوفة بن بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية، قال ابن تيمية : " وكل هذا غلط ، وقيل - وهو المعروف - إنه نسبة إلى لبس الصوف ". ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً، وقال : إن القوم لم يعرفوا بلبس الصوف، وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ صار علما على طائفة بعينها، فاستغني بشهرته عن أصل نسبته.
هذا عن أصل النسبة، أما عن معنى التصوف فللقوم عبارات مختلفة في ذلك تصور مقام كل واحد في التصوف وتصوره له، فقال بعضهم في تعريف التصوف : «التصوف الدخول في كل خُلق سُني والخروج عن كل خلق دني» (القشيري، ص١٢٦).
معناه أن التصوف هو الاتِّصاف بأوصاف الكمال الديني والخلقي؛ أي أن يصبح التصوف صفة ملازمة للنفس لا مجرَّد رسم أو صورة.
وقيل : أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به في ذلك الوقت ، بمعنى أنه إن كان في وقت صلاة كان مصليا، وإن كان في وقت ذكر كان ذاكرا، وإن كان في وقت جهاد كان مجاهدا، لذلك قيل : الصوفي ابن وقته، وقيل في تعريف التصوف الأخذ بالحقائق، واليأس بما في أيدي الخلائق، وقيل التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب، وقيل غير ذلك.
* المنهج القويم للصوفية :
امتاز منهج المتقدمين في الجملة بالتعويل على الكتاب والسنة، واعتبارهما مصدري التلقي والاستدلال الوحيدين، ويروى عنهم نصوص كثيرة في ذلك، فمن ذلك ما قاله أبو القاسم الجنيد :" مذهبنا هذا مقيد بالأصول : الكتاب والسنة " وقال أيضا : " علمنا منوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به " وقال أبو سليمان الداراني :" ربما تقع في نفسي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة "، وقال سهل بن عبدالله التُّسْتَرِي :" مذهبنا مبني على ثلاثة أصول :" الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأعمال ".
والشيوخ الأكابر -الذين ذكرهم أبو عبد الرحمن السُّلَمي (ت ٤١٢هـ/١٠٢٣م) في "طبقات الصوفية" وأبو القاسم القُشَيري (ت ٤٦٥هـ/١٠٧٤م) في "الرسالة" كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب أهل الحديث، كالفُضْيل بن عياض (ت ١٨٧هـ/٨٠٣م)، والجُنَيْد بن محمد (البغدادي ت ٢٩٧هـ/٩١٠م)، وسهل بن عبد الله التُّـسْتَري (ت ٢٨٣هـ/٨٩٦م)، وعمرو بن عثمان المكي (ت بعد ٣٠٠هـ/٩١٢م)، وأبي عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي (ت ٣٧١هـ/٩٨٢م)، وغيرهم؛ وكلامُهم موجود في السُّنة وصنَّفوا فيها الكُتُبَ .
و تعد الصوفية منذ نهاية القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي الصوفية القويمة المنضبطة بالكتاب والسنة ، فكانت جزءا من صميم الإسلام وامتدادا لمعاني الزهد والتزكية -بمفهومهما الشرعي الإيجابي كسباً ونشاطاً والمتوازن روحاً ومادةً- التي نظَّر لها الإسلام منذ المرحلة المكية.
قال عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب : سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: " علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقّه، لا يُقْتَدى به " انتهى من " تاريخ الإسلام " (٢٢/ ٧٣) .
وقال حامد بْن إِبْرَاهِيم : قَالَ الجنيد بْن مُحَمَّد : " الطريق إِلَى اللَّه عز وجل مسدودة عَلَى خلق اللَّه تعالى إلا عَلَى المقتفين آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين لسنته ، كَمَا قَالَ اللَّه عز وجل: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) " انتهى من "تلبيس إبليس" (ص ١٢) .
وقال الْحُسَيْن النوري لبعض أصحابه : " من رأيته يدعي مَعَ اللَّه عز وجل حالة تخرجه عَنْ حد علم الشرع فلا تقربنه ، ومن رأيته يدعي حالة لا يدل عليها دليل ولا يشهد لها حفظ ظاهر فاتهمه عَلَى دينه " .
وعن الجريري قَالَ : " أمرنا هَذَا كله مجموع عَلَى فضل واحد هو أن تلزم قلبك المراقبة ويكون العلم عَلَى ظاهرك قائما " .
وعن أبي جَعْفَر قَالَ : " من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله بالكتاب والسنة ولم يتهم خاطره فلا تعده فِي ديوان الرجال " انتهى من "تلبيس إبليس" (ص ١٥١) .
ومن أقوال الأئمة الأربعة والعلماء -أيضا- في التصوف و الصوفية الآتي :
# الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن مرزُبان الكوفيّ (٨٠ هـ-١٥٠ هـ).
نقل الفقيه الحنفي صاحب الدر المختار: أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال: (أنا أخذت هذه الطريقة من أبي القاسم النصر اباذي، وقال أبوالقاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السَرِيُّ بنُ المُغَلَّسِ السَّقَطِي، وهومن معروف الكرخي، وهومن داود الطائي، وهوأخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة -رضي الله عنه-، وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله.” ثم قال صاحب الدر معلقا: ” فياعجباً لك يا أخي ! ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار؟ أكانوا متهمين في هذا الإقرار والافتخار، وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة والطريقة؟ ومن بعدهم في هذا الأمر فلهم تبع، وكل من خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع).
ولعلك تدهش عندما تسمع أن الإمام الكبير، أبا حنيفة النعمان رحمه- الله تعالى-، يعطي الطريقة لأمثال هؤلاء الأكابر من الأولياء والصالحين من الصوفية.
يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى، في حاشيته متحدثا عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، تعليقا على كلام صاحب الدر الآنف الذكر: (هوفارس هذا الميدان، فان مبنى علم الحقيقة على العلم والعمل وتصفية النفس، وقد وصفه بذلك عامة السلف، فقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في حقه: إنه كان من العلم والورع والزهد وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضرب بالسياط ليلي القضاء، فلم يفعل. وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: ليس أحد أحق من أن يقتدى به من أبي حنيفة، لأنه كان إماما تقيا نقيا ورعا عالما فقيها، كشف العلم كشفا لم يكشفه أحد ببصر وفهم وفطنة وتقى. وقال الثوري لمن قال له: جئت من عند أبي حنيفة: لقد جئت من عند أعبد أهل الأرض). وقال فيه الشافعي الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة.
# الإمام مالك (توفي ١٧٩ هـ):
يقول الإمام مالك- رحمه الله تعالى-: (من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق)
" انظر حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإمام الزرقاني على متن العزيه في الفقه المالكي. وشرح عين العلم وزين الحلم للإمام ملا علي قاري".
# الإمام الشافعي (توفي ٢٠٤ هـ):
يقول الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى-: (صحبت الصوفية فلم استفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات: قولهم: الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك، وقولهم: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وقولهم: العدم عصمة). انظر “تأييد الحقيقة العلية” للإمام جلال الدين السيوطي.
وقال الشافعي -أيضا-: (حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف) انظر: “كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الأحاديث علي ألسنة الناس” للإمام العجلوني.
# الإمام أحمد بن حنبل (توفي ٢٤١ هـ):
كان الإمام -رحمه الله تعالى- قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله- رحمه الله تعالى-: ( يا ولدي عليك بالحديث، وإياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فانهم ربما كان أحدهم جاهلا بأحكام دينه. فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة).انظر : “تنوير القلوب” للعلامة الشيخ أمين الكردي.
وقال العلامة محمد السفاريني الحنبلي- رحمه الله تعالى -عن إبراهيم بن عبد الله القلانسي -رحمه الله تعالى- :إن الامام أحمد- رحمه الله تعالى -قال عن الصوفية: (لا أعلم قوما أفضل منهم. قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة…). انظر:”غذاء الألباب شرح منظومة الآداب.
# الإمام أبو عبد الله الحارث المحاسبي (توفي سنة ٢٤٣ هـ) من كتابه “كتاب الوصايا” وهو من أمهات الكتب:
يقول الإمام المحاسبي- رحمه الله تعالى- متحدثا عن جهاده المرير للوصول إلى الحق حتى اهتدى إلى التصوف ورجاله: (…فقيض لي الرؤوف بعباده قوما وجدت فيهم دلائل التقوى وأعلام الورع وإيثار الآخرة على الدنيا، ووجدت إرشادهم ووصاياهم موافقة لأفاعيل ائمة الهدى. . . فأصبحت راغباً في مذهبهم مقتبساً من فوائدهم قابلاً لآدابهم محباً لطاعتهم، لا أعدل بهم شيئاً، ولا أوثر عليهم أحداً، ففتح الله لي علماً اتضح لي برهانه، وأنار لي فضله، ورجوت النجاة لمن أقرَّ به أو انتحله، وأيقنت بالغوث لمن عمل به، ورأيت الاعوجاج فيمن خالفه، ورأيت الرَّيْن متراكماً على قلب من جهله وجحده، ورأيت الحجة العظمى لمن فهمه، ورأيت انتحاله والعمل بحدوده واجباً عليَّ، فاعتقدته في سريرتي، وانطويت عليه بضميري، وجعلته أساس ديني، وبنيت عليه أعمالي، وتقلَّبْت فيه بأحوالي. وسألت الله عز وجل أن يوزِعَني شكرَ ما أنعم به عليَّ، وأن يقويني على القيام بحدود ما عرَّفني به، مع معرفتي بتقصيري في ذلك، وأني لا أدرك شكره أبداً).
# الإمام عبد القاهر البغدادي (توفي ٤٢٩ هـ):
يقول الإمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي- رحمه الله تعالى- في كتابه “الفرق بين الفرق”: (الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة. اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس:….والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسئول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدوا خير الإعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريقي العبارة والاشارة على سمت أهل الحديث دون من يشتري لهوالحديث، لا يعملون الخير رياء، ولا يتركونه حياء، دينهم التوحيد ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى، والتوكل عليه والتسليم لأمره، والقناعة بما رزقوا والإعراض عن الإعتراض عليه. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم).
# الإمام أبو القاسم القشيري (توفي سنة ٤٦٥ هـ).
يقول الإمام أبوالقاسم القشيري- رحمه الله تعالى- في مقدمة رسالته المشهورة “الرسالة القشيرية” متحدثا عن الصوفية: (جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه- صلوات الله وسلامه عليهم-، وجعل قلوبهم معادن أسراره، واختصهم من بين الأمة بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق. صفاهم من كدورات البشرية، ورقاهم إلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية، ووفقهم للقيام بآداب العبودية، وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية، فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف، وتحققوا بما منه -سبحانه- لهم من التقليب والتصريف، ثم رجعوا إلى الله -سبحانه وتعالى- بصدق الافتقار ونعت الانكسار، ولم يتكلوا على ما حصل منهم من الأعمال أوصفا لهم من الأحوال، علما بأنه جل وعلا يفعل ما يريد، ويختار من يشاء من العبيد، لايحكم عليه خلق، ولا يتوجه عليه لمخلوق حق، ثوابه ابتداء فضل وعذابه حكم بعدل، وأمره قضاء فصل).
ويقول -أيضاً- في “الرسالة القشيرية”: (اعلموا رحمكم الله، أن المسلمين بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتسمّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، إذ لا أفضلية فوقها، فقد قيل “الصحابة” ولما أدرك العصر الثاني، سمي من صحب الصحابة “التابعين” ورأوا ذلك أشرف تسمية، ثم قيل لمن بعدهم “أتباع التابعين” ثم اختلفت وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين “الزهاد والعباد” ثم ظهرت البدع وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا بأن منهم زهادا، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله تعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم “التصوف” واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر بعد المائتين للهجرة) .
# الإمام أبوحامد الغزالي (توفي سنة ٥٠٥ هـ. في طوس )
يتحدث حجة الإسلام الإمام أبوحامد الغزالي -رحمه الله تعالى - عن الصوفية وعن سلوكهم وطريقتهم الحقة الموصلة إلى الله تعالى فيقول:
(الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السلام) ["شرح الحكم" لابن عجيبة ج١/ص٧] وقال رحمه الله: (كنت في مبدأ أمري منكراً لأحوال الصالحين، ومقامات العارفين، حتى صحبت شيخي (يوسف النساج) فلم يزل يصقلني بالمجاهدة حتى حظيت بالواردات، فرأيت الله- تعالى- في المنام، فقال لي: يا أبا حامد، دع شواغلك، واصحب أقواماً جعلتُهم في أرضي محل نظري، وهم الذين باعوا الدارين بحبِّي، قلت: بعزتك إلا أذقتني بَرْدَ حُسْنِ الظن بهم، قال: قد فعلتُ، والقاطع بينك وبينهم تشاغُلُك بحب الدنيا، فاخْرُجْ منها مختاراً قبل أن تخرج منها صاغراً، فقد أفضتُ عليك أنواراً من جوار قدسي. فاستيقظتُ فرحاً مسروراً وجئت إلى شيخي (يوسف النساج) فقصصت عليه المنام، فتبسم وقال: يا أبا حامد هذه ألواحنا في البداية، بل إنْ صحبتني ستكحل بصيرتك بإِثمد التأييد... إلخ) ["شخصيات صوفية" لطه عبد الباقي سرور ص١٥٤. توفي سنة ١٣٨٢هـ بمصر] وقال أيضاً: (مما يجب في حق سالكِ طريق الحق أن يكون له مرشدٌ ومربٌّ ليدله على الطريق، ويرفع عنه الأخلاق المذمومة، ويضع مكانها الأخلاق المحمودة، ومعنى التربية أن يكون المربي كالزارع الذي يربي الزرع، فكلما رأى حجراً أو نباتاً مضراً بالزرع قلعه وطرحه خارجاً، ويسقي الزرع مراراً إلى أن ينمو ويتربى، ليكون أحسن من غيره ؛ وإذا علمت أن الزرع محتاج للمربي، علمت أنه لا بد للسالك من مرشد ألبتة، لأن الله تعالى أرسل الرسل- عليهم الصلاة والسلام- للخلق ليكونوا دليلاً لهم، ويرشدوهم إلى الطريق المستقيم ، وقبل انتقال المصطفى- عليه الصلاة والسلام- إلى الدار الآخرة قد جعل الخلفاء الراشدين نواباً عنه ليدلوا الخلق إلى طريق الله ، وهكذا إلى يوم القيامة، فالسالك لا يستغني عن المرشد ألبتة) ["خلاصة التصانيف في التصوف" لحجة الإسلام الغزالي ص١٨. ] ومن قوله: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة ليهديه إلى سواء السبيل؛ فإن سبيل الدين غامض، وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة فمن لم يكن له شيخ يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة. فمن سلك سبل البوادي المهلكة بغير خفير فقد خاطر بنفسه وأهلكها، ويكون المستقل بنفسه كالشجرةِ التي تنبت بنفسها فإنها تجف على القرب، وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر، فمعتَصَمُ المريد شيخُهُ، فليتمسك به) ["الإحياء" ج٣/ص٦٥] ويقول- أيضا-: (إن الله -عز وجل- إذا أراد بعبد خيراً بصَّره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخْفَ عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج. ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه.
# الإمام فخر الدين الرازي (توفي سنة ٦٠٦ هـ):
يقول الإمام فخر الدين الرازي- رحمه الله تعالى- في كتابه :(اعتقادات فرق المسلمين والمشركين) ( الباب الثامن في أحوال الصوفية): اعلم أن أكثر من حصر فرق الأمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ، لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إلى معرفة الله -تعالى- هوالتصفية والتجرد من العلائق البدنية، وهذا طريق حسن.. ، وقال- أيضا-: والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية، ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله- تعالى -في سائر تصرفاتهم وأعمالهم، منطبعون على كمال الأدب مع الله- عز وجل-، وهؤلاء هم خير فرق الآدميين
# الإمام العز بن عبد السلام (توفي سنة٦٦٠ هـ):
يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام -رحمه الله تعالى-: (قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى، وقعد غيرهم على الرسوم، مما يدلك على ذلك ما يقع على يد القوم من الكرامات وخوارق العادات، فانه فرع عن قربات الحق لهم، ورضاه عنهم، ولوكان العلم من غير عمل يرضي الحق تعالى كل الرضى لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم، ولولم يعملوا بعلمهم، هيهات هيهات”).
#-أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّيِّ بن حسن بن حسين بن محمد جمعة بن حِزام الحزامي النووي الشافعي (٦٣١هـ-١٢٣٣م /٦٧٦هـ-١٢٧٧م) المشهور باسم "النووي" هو مُحدّث وفقيه ولغوي مسلم، وأحد أبرز فُقهاء الشافعية، اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة في الفقه والحديث واللغة والتراجم، كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة، ويوصف بأنه محرِّر المذهب الشافعي ومهذّبه، ومنقّحه ومرتبه، حيث استقر العمل بين فقهاء الشافعية على ما يرجحه النووي. ويُلقب النووي بشيخ الشافعية، فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند الشافعية أُريد به النووي وأبو القاسم الرافعي القزويني.
يقول الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في رسالته “مقاصد الإمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف”:
أصول طريق التصوف خمسة:
١. تقوى الله في السر والعلانية.
٢. اتباع السنة في الأقوال والأفعال.
٣. الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار.
٤. الرضى عن الله في القليل والكثير.
٥. الرجوع إلى الله في السراء والضراء.
# الشيخ تاج الدين السبكي (توفي سنة ٧٧١ هـ):
يقول الشيخ تاج الدين عبد الوهاب السبكي -رحمه الله تعالى-: في كتابه “معيد النعم ومبيد النقم” تحت عنوان الصوفية: (حياهم الله وبياهم وجمعنا في الجنة نحن وإياهم. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعبا ناشئا عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها، بحيث قال الشيخ أبومحمد الجويني: لا يصح الوقف عليهم لأنه لا حد لهم. والصحيح صحته، وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة… ثم تحدث عن تعاريف التصوف إلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنا بهم).
# الإمام الشاطبي (توفي سنة ٧٩٠ هـ):
ذكرت “المسلم” مجلة العشيرة المحمدية تحت عنوان: الإمام الشاطبي صوفي سلفي للسيد أبي التقى أحمد خليل: يقول الإمام الشاطبي عن التصوف:
"إن كثيرا من الجهال يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الاتباع والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أويقولوا به. فأول شيء بنوا عليه طريقهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها، حتى زعم مذكرهم وحافظ مأخذهم وعمود نحلتهم أبوالقاسم القشيري: إنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع. فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة، إذ لا فضيلة فوقها، ثم سمي من يليهم التابعين، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية في الدين: الزهاد والعباد. قال: ثم ظهرت البدع وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا، فانفرد خواص أهل السنة، المراعون أنفسهم مع الله، والحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف، فتأمل تغنم، والله أعلم" المصدر عدد شهر ذي القعدة 1373 هـ من “المسلم” مجلة العشيرة المحمدية.
# عبد الرحمٰن بن مُحمَّد بن مُحمَّد بن خلدون الْحَضْرَمِيُّ الإِشبيلي "ابن خلدون" (ولد ١ رمضان ٧٣٢ / توفي٢٨ رمضان ٨٠٨ هـ):
يقول ابن خلدون - رحمه الله تعالى- في حديثه عن علم التصوف: (هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع الى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة. وكان ذلك عاما في الصحابة والسلف، فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية) "انظر مقدمة ابن خلدون".
# العلامة أبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ الشريف الجرجاني (ت: ٨١٦هـ)في (التعريفات) يقول:
(التصوف مذهب كله جد فلا يخلطونه بشيء من الهزل، وهو تصفية القلب عن مواقف البرية، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد صفات البشرية، ومجانبة الدعاوي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلق بعلوم الحقيقة واستعمال ما هو أولى على السرمدية، والنصح لجميع الأمة، والوفاء لله تعلى على الحقيقة، واتباع رسول الله- صلى الله عليه وسلم -في الشريعة".
# جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد ابن الشيخ همام الدين الخضيري السيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي، (القاهرة ٨٤٩ هـ/١٤٤٥م - القاهرة ٩١١ هـ/١٥٠٥م) إمام حافظ، ومفسر، ومؤرخ، وأديب، وفقيه شافعي.
يقول العلامة المشهور جلال الدين السيوطي -رحمه اله تعالى- في كتابه (تأييد الحقيقة العلية): إن التصوف في نفسه علم شريف، وإن مداره على اتباع السنة وترك البدع، والتبري من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها والتسليم لله والرضى به وبقضائه، وطلب محبته واحتقار ما سواه.. وعلمت أيضا أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع، فوجه أهل العلم للتمييز بين الصنفين ليعلم أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملت الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أر صوفيا محققا يقول بشيء منها، وإنما يقول بها أهل البدع والغلاة الذين ادعوا أنهم صوفية وليسوا منهم.
# القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري- رحمه الله- (٨٢٣- ٩٢٦هـ).
يقول عن التصوف: (هوعلم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصفية الأخلاق، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية).
# أحمد بن عجيبة (١١٦٢ - ١٢٢٤ هـ / ١٧٤٨ - ١٨٠٩ م)، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني عشر الهجري في المغرب قال:
(التصوف لب الإسلام، وهوعلم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم وأوسطه عمل وآخره موهبة. وأصله ” أي التصوف” أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة التابعين، ومن بعدهم طريقة الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة مال وجاه والانفراد عن الخلق، والخلوة للعبادة، وكان ذلك عاما في الصحابة والسلف، فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة، فمن هذه النصوص، يتبين لنا أن التصوف ليس أمرا مستحدثا جديدا، ولكنه مأخوذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة أصحابه الكرام، فالصحابة والتابعون وإن لم يتسموا باسم المتصوفين، كانوا صوفيين فعلا، وإن لم يكونوا كذلك اسما)
# الفقيه ابن عابدين (توفي سنة ١٢٥٢ هـ):
يقول شيخ المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين -رحمه الله تعالى- في كتابه المسمى “مجموعة رسائل ابن عابدين” الرسالة السابعة “شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل” عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات من قبل أشخاص تزيوا بزي العلم وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال:
(ولا كلام لنا مع الصدق من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلة ردية، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن إقواما يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله- تعالى- يفرحون، فانهم قوم قطعت الطريق أكبادهم، ومزق النصب فؤادهم، وضاقوا ذرعا، فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة لحالهم، ولوذقت مذاقهم عذرتهم في صياحهم).
# العلامة الشيخ محمد أمين الكردي (١٢٧٠ هـ - ١٣٤٦هـ) يقول:
(ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره قبل الشروع فيه ؛ ليكون على بصيرة فيه، ولا يحصل التصور إلا بمعرفة المبادئ العشرة المذكورة..
فحدّ التصوف: هوعلم يُعرف به أحوال النفس محمودها ومذمومها، وكيفية تطهيرها من المذموم منها، وتحليتها بالاتصاف بمحمودها، وكيفية السلوك والسير إلى الله تعالى، والفرار إليه..
وموضوعه: أفعال القلب والحواس من حيث التزكية والتصفية.
وثمرته: تهذيب القلوب، ومعرفة علام الغيوب ذوقاً ووجداناً، والنجاة في الآخرة، والفوز برضا الله تعالى، ونيل السعادة الأبدية، وتنوير القلب وصفاؤه بحيث ينكشف له أمور جليلة، ويشهد أحوالاً عجيبة، ويُعاينُ ما عميت عنه بصيرة غيره.
وفضله: أنه أشرف العلوم ؛ لتعلقه بمعرفة الله تعالى وحبه، وهي أفضل على الإطلاق.
ونسبته إلى غيره من العلوم: أنه أصل لها، وشرط فيها ؛ إذ لا علم ولا عمل إلا بقصد التوجه إلى الله، فنسبته لها كالروح للجسد.
وواضعه: الله -تبارك تعالى-، أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله ؛ فإنه روح الشرائع والأديان المنزلة كلها..
واسمه: علم التصوف، مأخوذ من الصفاء، والصوفي: مَن صفا قلبُه من الكدر، وامتلأ من العِبَر، واستوى عنده الذهبُ والمَدَر..
واستمداده: من الكتاب والسنة والآثار الثابتة عن خواص الأمّة.
وحكم الشارع فيه: الوجوب العيني ؛ إذ لا يخلوأحد من عيب أومرض قلبي، إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام..
ومسائله: قضاياه الباحثة عن صفات القلوب، ويتبع ذلك شرح الكلمات التي تُتَداول بين القوم (كالزهد والورع والمحبة والفناء والبقاء).
# الشيخ رشيد رضا -رحمه الله-.
(هو محمد رشيد بن علي رضا ولد سنة١٢٨٢ هـ/ ١٨٦٥م في قرية "القلمون (لبنان)"، وتوفي بمصر في سنة ١٣٥٤ هـ/ ١٩٣٥م).
يقول : (لقد انفرد الصوفية بركن عظيم من أركان الدين، لا يطاولهم فيه مطاول، وهو التهذيب علماً وتخلقاً وتحققاً، ثم لما دونت العلوم في الملة، كتب شيوخ هذه الطائفة في الأخلاق ومحاسبة النفس.. ) .
# محمد أحمد مصطفى أحمد المعروف بأبي زهرة (١٣١٦- ١٣٩٤ هـ / ١٨٩٨- ١٩٧٤ م)
يقول:
(نحن في عصرنا هذا أشد الناس حاجة إلى متصوف بنظام التصوف الحقيقي ؛ وذلك لأن شبابنا قد استهوته الأهواء وسيطرت على قلبه الشهوات..، وإذا سيطرت الأهواء والشهوات على جيل من الأجيال أصبحت خطب الخطباء لا تجدي، وكتابة الكتاب لا تجدي، ومواعظ الوعاظ لا تجدي، وحكم العلماء لا تجدي، وأصبحت كل وسائل الهداية لا تجدي شيئا.
إذا لا بد لنا من طريق آخر للإصلاح، هذا الطريق أن نتجه إلى الاستيلاء على نفوس الشباب، وهذا الاستيلاء يكون بطريق الشيخ ومريديه، بحيث يكون في كل قرية وفي كل حي من أحياء المدن وفي كل بيئة علمية أو اجتماعية رجال يقفون موقف الشيخ الصوفي من مريديه)
# الأستاذ عبد الباري الندوي (توفي ١٣٩٦ هـ / ١٩٧٦ م) هو كاتب ومتصوف، من أهل الهند.
شغل منصب أستاذ الفلسفة الحديثة في الجامعة العثمانية ، من آثاره: «بين التصوف والحياة» - تعريب محمد الرابع الندوي و«الدين والعلوم العقلية» - تعريب واضح رشيد الندوي.
يقول في كتابه (بين التصوف والحياة)، في عدة صفحات متفرقة من كتابه:
( يجب أن يعرف المسلمون أنه لا حظ لهم من الدنيا إذا لم يتمكن في أعماق نفوسهم الإيمان الخالص، ومن الظلم والجور العظيمين أن تنفق في تحصيل العلم الظاهر سنوات عديدة ولا تبذل لإصلاح الباطن عدة شهور، إن التصوف أو العلم الباطني بالغ فيه الناس مبالغة عظيمة، وصوروه تصويرا شائها، وشرحوه شرحا طبعه بطابع الضلالة إلا أنه قانون لأعمال القلب والباطن.. ونجد تفاصيل أحكام التصوف منصوصة في الكتاب والسنة مثل ما نجد أحكام الفقه تماما وتتبين أهمية أحكام التصوف وأفضليته من نصوص القرآن والحديث التي تصرح بها أو تلمح إليها.
فإن أبى شخص أن يعترف بالتصوف كعلم بعينه وفن بذاته فلم لا ينفر ويشمئز من المصطلحات الدينية الأخرى، من تفسير ومفسر، وتجويد ومجود، وكلام ومتكلم، وغيرها، أما أولئك الذين رأوا التصوف والطريقة والحقيقة والمعرفة ضدا للبشرية فهؤلاء الذين وقعوا في ضلالة أشد خطأ وأطم).
# أبوالفضل عبد الله الصّدّيق الغماري.
(عبد الله بن الصديق الغماري فقيه وعالم دين مسلم من المغرب ولد سنة ١٩١٠م وتوفي ١٩٩٣م).
يقول:( إن التصوف كبير قدره، جليل خطره، عظيم وقعه، عميق نفعه، أنواره لامعة، وأثماره يانعة، واديه قريع خصيب، وناديه يندو لقاصديه من كل خير بنصيب، يزكي النفس من الدنس، ويطهر الأنفاس من الأرجاس، ويرقي الأرواح إلى مراقي الفلاح، ويوصل الإنسان إلى مرضاة الرحمن، وهو إلى جانب هذا ركن من أركان الدين، وجزء متمم لمقامات اليقين.
خلاصته: تسليم الأمور كلها لله، والالتجاء في كل الشئون إليه، مع الرضا بالمقدور، من غير إهمال في واجب ولا مقاربة المحظور. كثرت أقوال العلماء في تعريفه، واختلفت أنظارهم في تحديده وتوصيفه، وذلك دليل على شرف اسمه ومسماه، ينبئ عن سمو غايته ومرماه..، وإنما عبر كل قائل بحسب مدركه ومشربه. وعلى نحواختلافهم في التصوف اختلفوا في معنى الصوفي واشتقاقه.
ثم: إن التصوف مبني على الكتاب والسنة، لا يخرج عنهما قيد أنملة.
والحاصل: أنهم أهل الله وخاصته، الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنا بهم.
ومن أوصاف هذه الطائفة: الرأفة، والرحمة، والعفو، والصفح، وعدم المؤاخذة).
أما تاريخ التصوف فيظهر في فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري- رحمه الله-، فقد سئل عن أول من أسس التصوف؟ وهل هو بوحيٍ سماوي؟ فأجاب: (أما أول من أسس الطريقة فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هوأحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم -بعد ما بينها واحدا واحدا ديناً بقوله: هذا جبريل -عليه السلام- أتاكم يعلمكم دينكم، وهوالإسلام والإيمان والإحسان.فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة، وأول من تسمى بالصوفي في أهل السنة أبوهاشم الصوفي المتوفي "سنة ١٥٠هـ" وكان من النساك، ويجيد الكلام، وينطق الشعر كما وصفه الحفاظ).
# الدكتور محمد أبو الوفا التفتازاني (١٤ إبريل، ١٩٣٠ - ٢٨ يونيو، ١٩٩٤) يقول:
في كتابه (مدخل إلى التصوف الإسلامي): ليس التصوف هروبا من واقع الحياة كما يقول خصومه، وإنما هو محاولة الإنسان للتسلح بقيم روحية جديدة، تعينه على مواجهة الحياة المادية، وتحقق له التوازن النفسي حتى يواجه مصاعبها ومشكلاتها.
وفي التصوف الإسلامي من المبادئ الإيجابية ما يحقق تطور المجتمع إلى الأمام فمن ذلك أنه يؤكد على محاسبة الإنسان لنفسه باستمرار ليصحح أخطاءها ويملها بالفضائل، ويجعل فطرته إلى الحياة معتدلة، فلا يتهالك على شهواتها وينغمس في أسبابها إلى الحد الذي ينسى فيه نفسه وربه، فيشقى شقاء لا حد له. والتصوف يجعل من هذه الحياة وسيلة لا غاية، وبذلك يتحرر تماما من شهواته وأهوائه بإرادة حرة.
# الاستاذ عباس محمود العقاد:
أديبٌ كبير، وشاعر، وفيلسوف، وسياسي، ومؤرخ، وصحفي، وراهبُ محرابِ الأدب. ذاع صِيتُه فملأ الدنيا بأدبه، ومثَّلَ حالةً فريدةً في الأدب العربي الحديث، ووصل فيه إلى مرتبةٍ فريدة.
وُلِد «عباس محمود العقاد» بمحافظة أسوان عام ١٨٨٩م،وتوفي ١٩٦٤م.
يقول عن التصوف في كتابه (الفلسفة القرآنية): (التصوف في الحقيقة غير دخيل في العقيدة الإسلامية كما قلنا في كتابنا عن أثر العرب في الحضارة الأوروبية، ومثبوت في آيات القرآن الكريم، مستكن بأصوله، في عقائد صريحة).
# الدكتور عبد الحليم محمود العالم الصوفي شيخ الأزهر سابقا( ١٣٢٨ -١٣٩٨ هـ / ١٩١٠ - ١٩٧٨ م)
يقول في كتابه (قضية التصوف): (التصوف لا يعدو أن يكون جهادا عنيفا ضد الرغبات ليصل الإنسان إلى السمو أو إلى الكمال الروحي، ليكون عارفا بالله، وإن الذين يربطون بين التصوف من جانب أو الكرامات وخوارق العادات من جانب آخر كثيرون، ولكن التصوف ليس كرامات ولا خوارق للعادات).
# الشيخ محمد الغزالي .
هو محمد الغزالي السقا (١٣٣٥- ١٤١٦ هـ / ١٩١٧-١٩٩٦ م) داعية ومفكر إسلامي مصري، يُعَد أحدَ كبار الدعاة ورجالات الفكر الإسلامي في العصر الحديث. عُرف عنه تجديدُه في الفكر الإسلامي، ومناهضته للتشدُّد والغلوِّ في الدين، واشتَهَر بأسلوبه الأدبي في الكتابة، ولقِّب بأديب الدعوة، يقول - رحمه الله تعالى - :
(عند التأمل وجدت التراث الصوفي يشبه منجماً مليئاً بنفائس كثيرة، وغثاء كثير، وأن الذي يدخل هذا المنجم قد يكون غبيا فلا يخرج إلا بقفف من التراب، وقد يكون ذكيا فيستطيع أن يستخرج بعض النفائس وينتفع بها!. وأشهد أن ابن القيم في كتابه "مدارج السالكين" كان منصفاً؛ لأنه ما وجد خيراً إلا التقطه ونمـَّاه، وما وجد خطأ إلا ورد عليه بالحسنى، واجتهد أن يعتذر لصاحبه إن كان له عذر؛ وكان متواضعاً لله، غمط نفسه ومكانته عندما قال: شيخ الإسلام (يعني الشيخ ابن تيمية)حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه. ثم قال: إذا كنت قد أصبت بعض الحقائق التي لم يرها شيخ الإسلام فأنا مع شيخ الإسلام كالهدهد مع سليمان عندما قال له (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) [النمل:22]، والهدهد هو الهدهد، وسليمان هو سليمان! في الحقيقة إن هذا اللون من البحث عن الحقيقة والأدب مع الخصوم يحتاج إليه الكثيرون في مصرنا، فإن أمتنا فقدت كثيراً من أدوات البحث، ومن حب الحق، ومن تزيينه للآخرين؛ حتى يكون حبيباً إليهم. وكثير من الذين عرفوا بعض الحقائق لم يحسنوا عرضها، وربما كانوا فتَّانين يصدُّون الناس عنها.
لقد قرأت- كما قلت- في الثقافة الصوفية شيئاً كثيراً فوجدت أن هناك أموراً ينبغي أن نأخذها في هذا التراث، وقد تكون موجودة ضمن علوم إسلامية أخرى، لا بأس؛ لكن التوسع فيها والحديث عنها كثر في التصوف، وتناوله أولئك العلماء بعاطفة حارة، ونفس ملتاعة، وأحيانا كنت أشعر -والكلمة تخرج من مُرب كبير في ميدان التصوف، أو من محب لله- أشعر كأن الكلمة فيها فعلا لذْع الأشواق، ونور الحب، والرغبة في مرضاة الله؛ عليها من قلب صاحبها رواء يجعلها تصل إلى القلوب.
التصوف من هذه الناحية يُقبل يقيناً. لماذا؟ لأنه تدريب على مقام الإحسان، الإحسان تعريفه: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"؛ هذا كلام نظري، لكن عند التطبيق كيف يتحول الإدراك النظري إلى حس حقيقي تشارك فيه المشاعر ويكاد الإنسان يلمس بيده ما يريد أن يوضحه للناس؟ لأضرب لكم مثلا: المدرس عندما يشرح للطلاب في الفصل حقيقة من الحقائق، إذا لم يكن هذا المدرس في دماغه من الوضوح والعمق، وفي لسانه من القدرة على الأداء ما ينقُل هذا الوضوح إلى القلوب والعقول؛ فإنه سيكون مدرساً فاشلاً.
وكذلك جعْل الناس يحسُّون بعظمة الله، وينبعِثُون إلى طاعته، بعزائمَ صلبةٍ، وشَوقٍ مِلحاح؛ إنَّ غَرْسَ هذه العقائد في النفوس لا يقدر عليه عالِمٌ نظَري، ولا عالم مرْتَزِق، ولا عالم من طُلَّاب الدنيا؛ إنما يقدر عليه رجل في قلبه حُبٌّ مضغوطٌ لله، فهو إذا تكلَّم تفجَّر هذا الحبُّ على لسانه، ووصل إلى القلوب. ومن هنا استطاع أولئك الصوفية الأقدمون أن يؤثروا في الجماهير).
# الشيخ محمد متولي الشعراوي ( ولد سنة ١٩١١م، بميت غمر- وتوفي في ١٩٩٨م بالقاهرة)
يقول فيما يرويه لنا كتاب (أصول الوصول) للشيخ زكي إبراهيم:
الصوفي يتقرب إلى الله بفروض الله، ثم يزيدها بسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، من جنس ما فرض الله، وأن يكون عنده صفاء في استقبال أقضية العبادة فيكون صافيا لله، والصفاء هو كونك تصافي الله فيصافيك الله. والتصوف رياضة روحية لأنها تلزم الإنسان بمنهج تعبدي لله ما فرضه، وهذه خطوة نحو الود مع الله، وهكذا يمن الله تعالى هؤلاء المتصوفين ببعض العطاءات التي تثبت لهم أنهم على الطريق الصحيح، تلك العطاءات هي طرق ناموس ما في الكون، ويكون ذلك على حسب قدر صفاء المؤمن، فقد يعطي الله صفحة من صفحات الكون لأي إنسان، فينبئه به أو يبشره به ليجذبه إلى جهته، وعندما يدخل الصوفي في مقامات متعددة وجئنا بمن لم يتريض ولم يدخل في مقامات الود وحدثناه بها، فلا شك أنه يكذبها ولكن تكذيبها دليل حلاوتها. والمتصوف الحقيقي يعطيه الله أشياء لا تصدقها عقول الآخرين، ولذلك فعليه أن يفرح بذلك ولا يغضب من تكذيب الآخرين له.
# الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي (١٣٤٧ - ١٤٣٤ هـ /١٩٢٩ - ٢٠١٣ م) هو عالم سوري متخصص في العلوم الإسلامية، ومن المرجعيات الدينية المهمة على مستوى العالم الإسلامي، حظي باحترام كبير من قبل العديد من كبار العلماء في العالم الإسلامي.
كان مما قاله وهو يجيب عن أسئلة السائلين:
الصوفية تعني العمل على تصفية النفس من أخلاقها الذميمة عن طريق كثرة الذكر، وكثرة الالتجاء إلى الله بالدعاء. أما تخلص الإنسان من ارتكاب المحرمات، فذلك لا يتحقق إلا للرسل والأنبياء ، أما غيرهم فيظلون معرضين للمعاصي ، وكل بني آدام خطاء وخير الخطائين التوابون.
كلمة (التصوف) تعني العمل على تطهير النفس من الصفات المذمومة، وهذا هو لب الإسلام وجوهره، وكلمة (التصوف) ككلمة (التزكية) الواردة في القرآن كلاهما بمعنى واحد. وعلى هذا فكل مسلم صادق في إسلامه مستجيب لأوامر الله الواردة في كتابه، لابدَّ أن يكون متصوفاً أو بتعبير آخر مهتماً بتزكية نفسه.
الصوفية المنضبطة بالكتاب والسنة لبّ الإسلام وجوهره.
علماء التصوف كعلماء الشريعة، وكعلماء الأدب واللغة العربية… إلخ، فكما أن في هؤلاء العلماء من يخطئ في الفتوى وفي التعليم، بل قد تجد فيهم من يدجّل، فكذلك في علماء التصوف من أخطؤوا في فهمه أو فهم جوانب منه، بل ربما تجد فيهم دجاجلة كاذبين. إذن التصوف من حيث هو ليس خطأ والمتصوفة ليسوا مخطئين ولكن كثيراً ما يتسرب إليهم جاهلون أو دجالون.
الطُّرق الصُّوفية يحكم لها أو عليها حسب موافقتها أو مخالفتها لأحكام الشريعة الإسلامية التي دلَّ عليها كتاب الله وسنّة رسوله. إن هذه الطُّرق، على تنوُّعها واختلافها، لا تخرج عن كونها مناهج متعددة ومختلفة إلى تربية النفس وتطهيرها من الرُّعونات والآفات.. ، ولا شكَّ أن هذا الهدف مشروع ومطلوب، كيف لا ومدار الشريعة الإسلامية كلها على تزكية النفس والسُّموّ بها إلى مكارم الأخلاق. ولكن لا يكفي أن يكون الهدف وحده نبيلاً ومشروعاً، بل لا بدَّ أن تكون السُّبل إليه مشروعة أيضاً.
ولا شكَّ أن كثيراً من المرشدين والقائمين على رعاية الطُّرق الصوفية يتجاوزون حدود الشريعة الإسلامية في كثير من مناهجهم وأساليبهم التَّربوية التي يأخذون بها مريديهم، إن بقصد أو دون قصد.. هذه الطرق تصبح باطلة غير مشروعة في هذه الحال، مهما قيل عن أهدافها المشروعة والنبيلة، بل كُن على يقين أن الهدف المشروع في ميزان الإسلام لا يتحقق إلاّ من خلال التَّمسُّك بميزان الإسلام ذاته.
ما نقل عن الجنيد البغدادي والشبلي مما ذكرت (في سؤالك) كذب عليهما. وقد كان كل منهما مضرب المثل في التمسك بالكتاب والسنة والتحذير من أفكار وحدة الوجود.
كما قال في كتابه (هذا والدي): كان أبي -رحمه الله - يجزم بأن التصوف النقي هو جوهر الإسلام ولبابه وكان يؤكد أن المسلم إذا لم يكن قد تشرب حقيقة التصوف فقد حبس نفسه في معاني الإسلام ولم يرق صعدا إلى حقيقة الإيمان.
وقال أيضاً : التصوف الحقيقي لا يمكن إلا أن يكون مأخوذا من كتاب الله وسنة رسوله، ذلك لأن السعي إلى الوصول إلى ثمرات الإيمان بالله في القلب واجب، رسمه القرآن وأكدته السنة، ولم يكن -رحمه الله- يقيم وزنا لتصوف لم ينهض على أساس من العلم السليم بكتاب الله وسنة رسوله، وكان يرى أن صدق الانفعال بثمرات الإيمان التي هي حقيقة التصوف ولبه لا يأتي إلا من سعة العلم بالله -عز وجل -وبرسوله -صلى الله عليهم وسلم - وبالشرائع والأحكام التي خاطب الله بها عباده.
وقال- رحمه الله -أيضا في كتاب (السلفية): التصوف بمعناه الحقيقي السليم هو لب الإسلام، وجوهره الكامن في أعماق فؤاد الإنسان المسلم وبدونه يغدو الإسلام مجرد رسوم ومظاهر وشعارات، يجامل بها الناس بعضهم بعضا وهذا اللباب يتمثل في الرغبة والرهبة إذ تهيمن على قلب المسلم حبا له ومخافة منه فيتطهر فؤاده من أدران الضغائن والأحقاد وحب الدنيا. ولا توقفنك إزاء هذه الحقيقة مشكلة الاسم، فلقد كان التحلي بهذا اللباب في صدر الإسلام مسمى لا اسم له إلا الإسلام، ثم سمي فيما بعد بـالتصوف. (بتصرف)
وغير ذلك من آراء للسادة العلماء الذين أجمعوا علي أن التصوف الحق هو ما كان وفق الكتاب والسنة،وأنه تصفية النفس وتخليصها من الأكدار حتي ترقي لأن تكون أهلا لمحبة الله تعالى وتسمو لمرتبة الإحسان.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والصفاء والنقاء وأن يبلغنا مرتبة الإحسان.