ads
الأربعاء 08 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

سمك الزرد.. ثورة علمية في تخصيص علاج السرطان

سمك الزرد
سمك الزرد

تنطلق في البرتغال تجربة سريرية مبتكرة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في طريقة اتخاذ القرارات العلاجية لمرضى السرطان، وذلك عبر استخدام الأسماك كوسيلة لتحديد العلاج الأنسب.

هذه الدراسة، التي تحت إشراف العالمة ريتا فيور من مؤسسة تشامباليمود، تُعد الأولى من نوعها في مجال الأبحاث الطبية، حيث تقوم باستخدام أجنة سمك الزرد المزروعة بالخلايا السرطانية لاختبار العلاجات المختلفة.

 

أهداف الدراسة العلمية

 

ووفقًا لموقع"Medical Xpress"، تهدف هذه الدراسة إلى توفير بديل أكثر دقة وفعالية لاختيار العلاجات المناسبة لمرضى السرطان، مما يعكس خطوة رائدة في مجال مكافحة هذا المرض.

وفي تعليق على التجربة، قال عالم الأحياء المتخصص في الخلايا الجذعية من جامعة هارفارد، ليونارد زون، الذي لم يشارك في البحث: "في المجتمع الطبي، يعمل العلماء جاهدين على إيجاد وسائل أكثر دقة للتنبؤ بتأثير العلاجات على الأورام السرطانية.

في السابق، استخدمنا الفئران والذباب كوسائل للتنبؤ بالعلاج الأنسب، لكن لكل منها محدودياته الخاصة.

وإذا تمكنت الأسماك من تقديم تنبؤات دقيقة حول العلاجات، فإن ذلك قد يشكل ثورة حقيقية في الطب والعلاج الطبي".

وبذلك، يعكس هذا البحث أملًا جديدًا في تحسين طرق علاج السرطان بشكل أكثر دقة.

تواجه أطباء الأورام تحديات كبيرة ومعقدة في تحديد العلاج الأنسب لكل مريض، حيث تختلف الأورام بين المرضى بناءً على عوامل عدة مثل الوراثة والتركيب الجيني لكل شخص، بالإضافة إلى التفاوت في العمليات الأيضية أو التمثيل الغذائي بين الأفراد.

نتيجة لذلك، يواجه الأطباء صعوبة في اختيار العلاج الأكثر فعالية، وفي بعض الأحيان قد يُضطر المرضى لتجربة عدة علاجات قبل الوصول إلى العلاج الأنسب، ما قد يعرضهم لتجارب غير مجدية أو قد تكون سامة، بالرغم من أن التحليل الجيني قد يساعد في تحديد بعض العلاجات المحتملة، إلا أنه لا يضمن دائمًا استجابة المريض بشكل إيجابي.

 

نتائج الدراسة 

 

منذ حوالي عشرة سنوات، بدأت العالمة فيور وفريقها البحثي في دراسة سمك الزرد كوسيلة للتنبؤ بالعلاج الأنسب للمرضى.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن أجنة سمك الزرد الشفافة، والتي تحتوي على خلايا سرطانية، قادرة على التفاعل مع الأدوية وتقديم تنبؤات دقيقة بشأن العلاجات الأكثر فعالية.

ويعتبر هذا التفاعل وسيلة لتحديد العلاجات الأكثر ملاءمة، مما يساعد في تجنب العلاجات السامة أو غير المؤثرة على صحة المرضى.

في دراسة سابقة أُجريت في عام 2024، أظهرت النتائج أن الأسماك كانت قادرة على التنبؤ بنجاح بالعلاج الأنسب لـ50 مريضًا من أصل 55، مما يعزز مصداقية هذه الطريقة في تحديد العلاجات.

 

مزايا سمك الزرد

 

ومن أبرز مزايا سمك الزرد هو القدرة على تقديم نتائج دقيقة وسريعة خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز العشرة أيام، مما يجعل هذه الطريقة مثالية للاستخدام في التجارب السريرية.

في هذه التجربة السريرية الجديدة، يهدف الفريق البحثي إلى قياس دقة تنبؤات سمك الزرد من خلال أخذ خلايا سرطانية مأخوذة من السائل البطني لمرضى سرطان الثدي والمبيض، وهو السائل الذي يتم تصريفه عادة أثناء العلاج الكيميائي أو العلاجات الأخرى.

ومن المهم أن نلاحظ أنه، وفقًا لفيور، لن يتم إجراء أي إجراءات إضافية على المرضى، بل سيتم استخدام الخلايا السرطانية التي يتم جمعها فقط لزرعها في أجنة الأسماك.

وبدلاً من اختبار أدوية جديدة، ستتركز هذه الدراسة على اختبار العلاجات المعتمدة التي أثبتت فعالية في الأسماك في دراسات سابقة.

سيتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين في هذه التجربة السريرية: المجموعة الأولى ستتلقى العلاج الذي يتم تحديده بناءً على نتائج التنبؤات التي تقدمها الأسماك، بينما ستتلقى المجموعة الثانية العلاج الذي يقرره الأطباء بناءً على التشخيص التقليدي والاختيارات السريرية المعتادة.

وسيتم مراقبة فعالية العلاجات في كلا المجموعتين بعناية فائقة لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة، وذلك بهدف تحسين استجابة المرضى للعلاج وتقليل احتمالية تعرضهم لعلاجات غير فعّالة أو ضارة.

تم نسخ الرابط