لم يعد سوى عدة أيام على شهر رمضان المبارك، الذي تتجلى فيه معالم الروحانيات الإلهية، وتنتشر فيه مكارم الأخلاق والخير، وعلى الرُغم من هذه السمات إلا أن العادات الرمضانية المصرية مازالت ترسم البهجة والفرح على وجه الجميع وعلى رأس هذه العادات الرمضانية.. فانوس رمضان.
يحكي الدكتور حسام شاكر في كتابة أصل الكلام.. المشهور قوله المجهول أصله، «سألت أحد الوافدين الدارسين بجامعة الأزهر عن احتفالهم برمضان فلم يذكر لى الفانوس، وقد كنت أحسب أن الفانوس دولى لكن اتضح أنه ماركة مصرية مسجلة وظل على مر الزمن أحد أهم مظاهر شهر رمضان وجزءاً لا يتجزأ من الاحتفال به، وللأطفال تحديداً، حيث يقومون بحمل الفوانيس، ويخرجون إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون فوانيسهم، مرددين "حالوا يا حالوا.. رمضان كريم يا حالوا" أو يقولون" وحوى يا وحوى إياحا"، وقد ظللت فترة طويلة أحاول فهم الأغنية فلم أتمكن، إلى أن علمت بأن أصلها من المصرية القديمة التى تعني "أشرقت أشرقت ياقمر".
استخدامات فانوس رمضان
وكانوا يقولونها في بداية كل شهر ميلادى فرحاً بقدوم الشهر، إلى أن ارتبطت بشهر رمضان، ويستخدمه البعض كتحفة فنية لتزيين المنازل والشوارع، كما استخدم قديماً في الإضاءة ليلاً.
أصل حكاية فانوس رمضان
ويرجع أصل حكايته إلى عصور الفاطميين، عندما خرج المصريون في مواكب من رجال و أطفال ونساء حاملين الفوانيس الملونة لاستقبال الخليفة الفاطمي.
وهنا بقيت الفوانيس تضىء الشوارع حتى آخر شهر رمضان، ومنذ ذلك الحين أصبح تعليق الفوانيس في رمضان عادة لدى المصريين، وأصبح الفانوس رمزاً للفرحة وتقليداً محبباً في شهر رمضان، وبعد ذلك انتقلت ثقافة اقتناء الفوانيس إلى الدول العربية والأجنبية، وهناك قصة أخرى تشير إلى أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تضاء بالشموع.
ويقال إن الحاكم بأمر الله سمح للنساء أن تخرج الصلاة التراويح في رمضان، فكن يخرجن ويتقدم كل امرأة غلام يحمل فانوسًا لينبه الرجال بوجود سيدة في الطريق حتى يبتعدوا مما يتيح لها الاستمتاع بالخروج ولا يراها الرجال في الوقت نفسه -ودا كان زمان- فلو حدث ذلك في هذا الوقت لترك الشباب كل شيء وترقبوا ظهور الفانوس للتعرف على الفتاة التي ستخرج للشارع معشوقة القوام.
الفانوس النمام
وبالبحث والتحرى عن الفانوس في اللغة العربية فإن أصله يعود إلى اللغة الإغريقية التي تعنى إحدى وسائل الإضاءة، وفي القاموس المحيط: الفيروز أبادي وفي معجم المعاني أصل معنى كلمة فانوس هو ( النمام ) لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام، توقفت عند الفانوس النمام فوجدت بينه وبين التليفزيون تشابهاً كبيراً، لأن مسلسلات التلفاز في رمضان ينم معظمها من تردى القيم الأخلاقية التي وصلنا إليها، وتذكرت كذلك الفانوس السحري النمام الذي مسح عليه صاحبه فإذا بمارد يخرج منه ويقول لك أمنية واحدة، ولا تقل لى أغلق التلفاز في رمضان، فقال صاحبه بعد أن أخرج من جيبه خريطة الشرق الأوسط ونظر إلى بلدانها أريد أن يعم السلام هذه المنطقة وهذه البلدان، فنظر المارد إلى الخريطة مدققا وأجاب مسرعاً إني منذ مئات السنين عندما دخلت الفلوس وهذه المنطقة مليئة بالحروب والنزاعات، ولا أعتقد أني استطيع أن ألبي لك هذه الأمنية إنها صعبة جداً لا أستطيع يا سيدي، هل لك أمنية أخرى؟ فكر الرجل كثيراً، ثم قال أمنيته البديلة: أريد امرأة جميلة غير مغرورة، بسيطة ولا تحب المناظر والموضة، لا تتكلم إلا قليلاً وبما هو مفيد ، بشوشة ولا تعرف النكد والجدال، تحب أمى كما تحب أمها، أنيقة غير مسرفة، غير غارقة في الأغاني والمسلسلات، أريدها ..... هنا قاطع الجنى كلام الرجل بسرعة وقال له بصوت عال، هااااااات أشوف الخريطة مرة ثانية.