الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الهدنة في غزة تبدأ الجمعة بما يشمل تبادل رهائن وأسرى

خلف الحدث

 ستبدأ هدنة إنسانية في غزّة صباح الجمعة على أن تليها عملية الإفراج عن دفعة أولى من الرهائن المدنيين لدى حركة حماس بعد الظهر، على ما أعلنت قطر الخميس، بينما أكدت حركة حماس تبادل رهائن مع أسرى فلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "ستبدأ الهدنة الإنسانية في تمام الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة (05,00 ت غ) (...) وسيتم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن المدنيين من قطاع غزة في تمام الساعة الرابعة مساء (14,00 ت غ) من يوم الجمعة".
وأشار إلى أن عدد المفرج عنهم سيكون 13 هم نساء وأطفال.
وأضاف الأنصاري "من الواضح أن كل يوم سيضم عددًا من المدنيين المفرج عنهم كما تم الاتفاق عليه ليصل الإجمالي إلى 50 على مدى أربعة أيام".
وتابع "هذه الأربعة أيام سيتم من خلالها جمع المعلومات حول بقية الرهائن للنظر في إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر من الرهائن يتم الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة".
من جانبها، أكدت كتائب عز الدين القسام أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحاً" مشيرة إلى أنها "تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية" من الجانبين. 
وسيتم خلال هذه الفترة "الإفراج عن 50 أسيراً صهيونياً من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً" وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن "3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال".
وقال باسم نعيم القيادي في حماس "اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدمية".
في إسرائيل، اعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان "تم استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين والجهات المختصة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات المختطفين".
وكان المجتمع الدولي رحب الأربعاء بالتوصل إلى اتفاق الهدنة مقابل الإفراج عن الأسرى. وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنها قالت إنه "لا يزال ينبغي القيام بالكثير".
شنّت حماس على الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.هجوما غير مسبوق تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وتختطف حماس وفصائل فلسطينية أخرى نحو 240 شخصا في قطاع غزة منذ الهجوم.
ومنذ ذلك الحين، تنفذ إسرائيل حملة قصف مدمّرة على قطاع غزة أوقعت  14532 قتيلا بينهم نحو 6000 طفل، وفق حكومة حماس.
- ضربات على خان يونس - 
وأعلن اتفاق الهدنة في اليوم السابع والأربعين من الحرب التي أطلقتها إسرائيل ردا على هجوم حماس.
كذلك، بدأت إسرائيل عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر. وتفرض "حصارا مطبقا" على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات بالوقود ولا مواد غذائية ولا مياه.
ويخضع القطاع أساسا لحصار بحري وجوي وبري منذ تولي حركة حماس السلطة فيه في 2007.
وتواصل القتال طوال الليل في قطاع غزة. 
أوردت وكالة "وفا" الفلسطينية للأنباء أن "طائرات الاحتلال شنت غارات عنيفة على منازل المواطنين في مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين".
وأشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى معارك في قلب مدينة غزة في شمال القطاع حيث يشن الجيش الإسرائيلي عمليات على الأرض. وفي الجنوب طالت ضربات خان يونس التي ارتفعت في سمائها سحب دخان أسود.
وافاد مراسلو وكالة فرانس برس في رفح إن هذه الضربات التي وقعت على بعد عدة كيلومترات منهم أدت إلى ارتجاج المنازل في هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.
ودفن عشرات الأشخاص مجهولي الهوية قتلوا قي مستشفيات في شمال قطاع غزة، الأربعاء في مقبرة جماعية في خان يونس. 
في مدينة غزة،  قال الطبيب في مستشفى الشفاء خالد أبو سمرة فجر الخميس، إنه تم اعتقال محمد أبو سلمية مدير المؤسسة الخاضعة حاليا لسيطرة الجيش الإسرائيلي فضلا عن كوادر آخرين فيه.
وقال المتحدث باسم الجيش أن حركة حماس "استخدمت المستشفى كمأوى للمخربين الذين شاركوا في الهجوم على اسرائيل بالاضافة الى نقل مختطفين اسرائيليين اليه في يوم الهجوم".
وعن اعتقال أبو سلمية قال أن "القرار بشأن مواصلة احتجازه سيتخذ بناء على نتائج التحقيق ومدى تورط مدير المستشفى في النشاطات الإرهابية".
"خيار صعب" - 
ووافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق الهدنة والتبادل رغم الخلافات الداخلية، إذ وصفه وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير اليميني المتطرف بأنه "خطأ تاريخي" لأنه سيسمح لحماس بتعزيز صفوفها.
وفقا للسلطات الإسرائيلية، قد تجري عمليات تبادل أخرى كجزء من تمديد للهدنة، تشمل 100 رهينة. ونشرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني من المحتمل أن يُطلق سراحهم بينهم 33 امرأة و123 أسيرا دون سنّ 18 عاما. وتظهر في القائمة أسماء 49 عضوا في حماس.
وأعربت الجمعية الرئيسية لعائلات الرهائن عن "سعادتها" للاتفاق.
ويتطلّع سكان غزة الذين نزح قرابة 1,7 مليون منهم من أصل 2,4 مليون بسبب الحرب، الى الهدنة في ظل صعوبة تأمين المأكل والمياه والملبس للشتاء.
واعتبرت الكثير من المنظمات غير الحكومية أن أربعة أيام لا تكفي لإدخال المساعدة المطلوبة، داعية الى وقف لإطلاق النار.
ورأت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل الأربعاء أمام مجلس الأمن الدولي أن قطاع غزة بات "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجيش سيستأنف العمليات "بكامل قوته" بعد الهدنة من أجل "القضاء" على حركة حماس و"تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين".
من جهتها، قالت حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد".
حزب الله والحوثيون - 
وتثير الحرب مخاوف من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وحلفائها من جهة و"محور المقاومة" الذي يضم مجموعات مسلحة مدعومة من إيران بما فيها حماس وحزب الله والحوثيون، من جهة أخرى.
في لبنان، شيع حزب الله الخميس ستة من مقاتليه، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمّد رعد، بعد مقتلهم بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان الذي يشهد تصعيداً متفاقماً منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وتزامن التشييع مع إعلان حزب الله شنّ أكثر من 15 عملية عبر الحدود مستهدفاً مواقع إسرائيلية، بينها عملية إطلاق 48 صاروخاً، هي الأكبر منذ بدء التصعيد.
وأكد الجيش الإسرئيلي في بيان أن طائراته ومروحياته ومسيراته ضربت منشآت لحزب الله في جنوب لبنان. 
واعترضت مدمّرة أميركية صباح الخميس أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرات مسيّرة مفخّخة عدة أُطلقت من اليمن من مناطق يسيطر عليها المتمرّدون الحوثيون الموالون لإيران، بحسب البنتاغون.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى "سنتكوم" في منشور على منصة إكس إنّ "الطائرات المسيّرة تمّ إسقاطها بينما كانت السفينة الحربية الأميركية يو إس إس توماس هودنر في دورية في البحر الأحمر. لم تتعرّض السفينة ولا طاقمها لأيّ ضرر أو إصابة".
وفي مكالمة هاتفية مع نتانياهو، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيواصل العمل لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، مشدّدا على أهمية الحفاظ على الهدوء على طول الحدود اللبنانية وكذلك في الضفة الغربية

تم نسخ الرابط