السودان بين فكي النار.. تحقيق دولي في جرائم حرب تهز العالم
![خلف الحدث](/UploadCache/libfiles/5/8/600x338o/122.jpg)
أعلنت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب عن ترتيبات لإرسال بعثة دولية مشتركة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتُكبت خلال الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.
الخسائر البشرية والنزوح الجماعي
أدى الصراع الدامي إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بالإضافة إلى نزوح نحو 15 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في البلاد.
اتهامات بارتكاب جرائم حرب
تشير التقارير الحقوقية إلى أن طرفي القتال، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ارتكبوا انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تضمنت عمليات إعدام ميداني، وقطع رؤوس، وبقر بطون، إلى جانب القصف الجوي والمدفعي العشوائي الذي تسبب في مقتل الآلاف من الأبرياء.
تصاعد وتيرة الانتهاكات
أعربت منظمات حقوقية ومهنية عن قلقها الشديد إزاء تزايد الانتهاكات ضد المدنيين، مع ارتفاع ملحوظ في حالات الاعتقال التعسفي والتصفية الجسدية والملاحقات. ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة "أسليد" المتخصصة في رصد النزاعات المسلحة، ارتفعت معدلات العنف ضد المدنيين في السودان بنسبة 89% خلال الفترة الأخيرة.
جرائم ذات طابع عرقي
حذر فولكر تورك، المفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من تصاعد الهجمات الانتقامية القائمة على الهوية العرقية، في ظل انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى مقتل أكثر من 200 شخص على أساس إثني في ولاية الجزيرة وسط السودان، ما دفع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للتحذير من تحول النزاع إلى منحى أكثر خطورة على المدنيين.
جهود للتحقيق والمحاسبة
أكد حاتم الصايم، رئيس بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان، أن مهمة البعثة ستركز على التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وخروقات القانون الإنساني منذ اندلاع النزاع، مشددًا على ضرورة السماح للبعثة بالوصول إلى المناطق المتضررة لجمع الأدلة والشهادات.
تحديات أمام التحقيق
رغم أهمية هذه البعثة في توثيق الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، يواجه عملها تحديات كبيرة، أبرزها عدم تعاون الأطراف المتحاربة والوضع الأمني المتدهور، مما قد يعرقل وصولها إلى المواقع المستهدفة وجمع الأدلة بشكل كامل.
ويظل التحقيق الدولي خطوة ضرورية لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة للضحايا، لكن نجاحه يعتمد على مدى التزام الأطراف المتحاربة بتسهيل مهمته، وسط مطالبات حقوقية بضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات المستمرة في السودان.