ads
الأربعاء 12 فبراير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة: "تحويل القبلة دروس وعبر"

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "تحويل القبلة دروس وعبر"، مشيرةً إلى أن الهدف من الخطبة هو التوعية بالدروس المستفادة من تحويل القبلة وأثرها في الإيمان، كما ستتناول الخطبة الثانية التحذير من خطورة الشائعات على الأفراد والمجتمعات.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة كما حددتها وزارة الأوقاف:


الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، حَمْدًا يَلِيقُ بِعَظَمَةِ جَلَالِهِ وَكَمَالِ أُلُوهِيَّتِهِ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَهَذِهِ نَفحَةٌ مِنْ نَفَحَاتِ الزَّمَانِ، وَيَوْمٌ عَظِيمٌ مِنْ أَيَّامِ الله تَعَالَى، حَيْثُ غَمَرَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ نَبِيَّهُ المُكَرَّمَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ بِجَزِيلِ نِعَمِهِ، وَوَهَبَهُ كَرِيمَ آلَائِهِ، فَجَبَر خَاطِرَهُ، وَحَقَّقَ لَهُ رَجَاءَهُ وَمُرَادَهُ الَّذِي لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانُهُ المُشَرَّفُ، وَحَوَّلَ لَهُ القِبْلَةَ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ زَادَهُ اللهُ بَرَكَةً وَكَرَامَةً إِلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ زَادَهُ اللهُ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا، فَكَانَتْ نَظْرَةُ الجَنَابِ الأَنْوَرِ إِلَى السَّمَاءِ وَتَعَلُّقُ قَلْبِهِ الشَّرِيفِ بِبَيْتِ اللهِ الحَرَامِ اسْتِجْلَابًا لِلْعَطَاءِ الرَّبَّانِيِّ وَالمَدَدِ الإِلَهِيِّ الَّذِي لَا نِهَايَةَ لَهُ وَلَا حُدُودَ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلُنَوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.

أَيُّهَا النَّاسُ، اجْبُرُوا خَوَاطِرَ خَلْقِ اللهِ يَجْبُر اللهُ خَوَاطِرَكُمْ وَيُحَقِّقْ آمَالَكُمْ، وَتَحَقَّقُوا بِمَقَامِ الرِّضَا عَنْ أَفْعَالِ اللهِ بِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ وَالإِذْعَانِ لِأَقْدَارِ اللهِ، لِتَتَلَقَّوْا أَوَامِرَ اللهِ تَعَالَى بِالقَبُولِ، وَعِيشُوا فِي مَقَامِ العُبُودِيَّةِ بِحَقٍّ كَمَا عَاشَهُ الجَنَابُ المُعَظَّمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَصَحْبُهُ الكِرَامُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

إِنَّ تَحْوِيلَ القِبْلَةِ دَرْسٌ فِي الطَّاعَةِ وَالانْقِيَادِ لِأَمْرِ اللهِ، وَدَرْسٌ فِي وُضُوحِ هُوِيَّةِ الأُمَّةِ وَتَمَيُّزِهَا، وَدَرْسٌ فِي الوَسَطِيَّةِ وَالاعْتِدَالِ. فَالإِسْلَامُ دِينٌ يُحَقِّقُ التَّوَازُنَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالمَادَّةِ، وَبَيْنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَبَيْنَ الفَرْدِ وَالمُجْتَمَعِ.

وَفِي الخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ: سَتَتَنَاوَلُ الخُطْبَةُ تَحْذِيرًا بَالِغًا مِنْ خُطُورَةِ الشَّائِعَاتِ وَآثَارِهَا السَّيِّئَةِ عَلَى الفَرْدِ وَالمُجْتَمَعِ، فَالشَّائِعَاتُ تُهَدِّدُ الاستِقْرَارَ وَتُفْسِدُ العَلاقَاتِ، وَقَدْ حَذَّرَ مِنْهَا الإِسْلَامُ، وَجَعَلَ الكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ مِنْ أَسَاسَاتِ التَّعَامُلِ فِي المُجْتَمَعِ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَسُوءٍ، وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

تم نسخ الرابط