نتائج العرب في أمم أفريقيا.. خيبة الأمل واحدة والأسباب متعددة
تشارك خمسة منتخبات عربية في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم فيساحل العاج بينهم أربعة أبطال سابقين، لكن جاءت نتائج العرب في الجولة الأولى من البطولة مخيبة لآمال جماهيرهم بشكل كبير باستثناء المغرب.
وفاز المغرب، رابع كأس العالم 2022 في قطر، 3-صفر على تنزانيافي افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة السادسة لينجو من خيبة أمل أصابت العرب في الجولة الأولى من البطولة التي تستمر حتى الشهر المقبل.
وتعادلت مصر، صاحبة الرقم القياسي للفوز باللقب سبع مرات، بصعوبة بالغة 2-2 مع موزامبيق واحتاجت لركلة جزاء عبر قائدها وهدافها محمد صلاح في الوقت المحتسب بدل الضائع لتخرج بنقطة فيماشكل إحباطا كبيرا للجماهير المصرية نظرا لأن موزامبيق أضعف منتخبات المجموعة الثانية التي تضم غانا والرأس الأخضر.
وتعادلت الجزائر، بطلة 2019، مع أنجولا 1-1 رغم أنها مرشحة بارزة للفوز باللقب بفضل تشكيلة تضم مجموعة كبيرة من المحترفين في أوروبا، بينما خسرت موريتانيا التي تشارك في البطولة للمرة الثالثة على التوالي 1-صفر أمام بوركينا فاسو ضمن المجموعة الرابعة أيضا.
وكان المنتخب التونسي صاحب نصيب الأسد من خيبة أمل جماهيره بعد هزيمته 1-صفر أمام ناميبيا المتواضعة التي حققت انتصارها الأول فيتاريخها بالبطولة.
وأرجع علي الكعبي نجم تونس في كأس العالم 1978 الهزيمة المخجلة إلى سوء توظيف اللاعبين في الملعب، وحمل المدرب جلال القادري مسؤولية الخسارة.
وقال الكعبي لرويترز إن "الجهاز الفني لم يأخذ العبرة من الصعوبات التي واجهت منتخبي مصر والجزائر في مباراتهما الأولى وإن الكرة الأفريقية تطورت بشكل لافت مقابل تراجع الكرة التونسية والعربية".
واعتبر الكعبي أن المنتخبات الأفريقية التي لا تمتلك تاريخا كبيرا بصدد إعطاء درس لعمالقة القارة.
وانتقد الدولي السابق بشدة بقاء عيسى العيدوني على مقاعد البدلاء أمام ناميبيا وأكد أن الهزيمة مخجلة وقاسية.
وتمنى أن تكون ردة فعل المنتخب التونسي قوية في المباراتين المقبلتين أمام مالي وجنوب أفريقيا رغم صعوبة ذلك.
وتعرض القادري لانتقادات شديدة خاصة بعد تصريحات القائد يوسفالمساكني بشأن منحه المدرب الحرية مع زميله إلياس العاشوري بشأن أيهما يلعب في الجانب الأيمن أو الأيسر والتبادل بينهما، وذلك في إشارة إلى عدم وجود دور خططي للمدرب.
*تغييرات فيتوريا
ألمح البرتغالي روي فيتوريا مدرب منتخب مصر إلى وجود تغييرات على التشكيلة التي ستواجه غانا في الجولة الثانية للمجموعة الثانية اليوم الخميس.
وقال فيتوريا "علينا الابتعاد عن الأخطاء التي ارتكبناها أمام موزامبيق.
كل مباراة لها ظروف مختلفة... اللاعبون يبذلون أقصى مالديهم. علينا التحسن دفاعيا لنكون أفضل في المباراة المقبلة... لن أقول كيف سنلعب لكن لكل مباراة قصة مختلفة.
سأختار العناصر المناسبة التي ستنفذ ما أريده في الملعب".
ولم يعلن فيتوريا، الذي كان قد فاز في كافة مبارياته الرسمية مع مصر، أي ملامح للتشكيلة الأساسية أمام غانا لكنه قال إن لك لمباراة ظروف خاصة.
وعلق مصطفى يونس قائد مصر في سبعينات القرن الماضي على التعادل مع موزامبيق قائلا إن "النتائج المخيبة للآمال للمنتخبات العربية في الجولة الأولى لها أسباب متعددة أهمها أنها باستثناء المغرب لمتدرس حالة الطقس في ساحل العاج ولذلك شاهدنا اللاعبين يتراجعون بدنيا في الشوط الثاني".
وأضاف مدافع الأهلي السابق لرويترز "أحمل لاعبي مصر مسؤولية التعادل مع موزامبيق لأنهم لعبوا بثقة مبالغ فيها وصلت إلى حد الغرور.
كما أن اللاعبين لم يكن لديهم رؤية في الملعب ولا ألوم (روي) فيتوريا لأن المدرب يضع الخطوط العريضة التي ينفذها اللاعبون في الملعب ويحب أن تكون لديهم رؤية حسب سير المباراة".
وانتقد يونس أداء صلاح قائلا "لا أعلم ماذا حدث لمحمد صلاح؟ هلهو خائف على قدميه، فلينظر إلى لاعبي المغرب يصولون ويجولون بلا خوف رغم أنهم يلعبون في أبرز الأندية الأوروبية".
* الحظ السيء
قال وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم إن الحظ لميحالف منتخب بلاده خلال التعادل مع أنجولا، مشيرا إلى "قسوة كرةالقدم أحيانا".
وأضاف "كرة القدم تكون قاسية أحيانا لكن علينا تدارك الأمر والفوز على بوركينا فاسو (في الجولة الثانية).
سيطرنا على الكرة أمام أنجولا منذ البداية للنهاية وكان يمكننا العودة لغرفة الملابس بنتيجة أفضل".
وقال الدولي الجزائري السابق حسين ياحي لرويترز "لا يمكن القولإن المنتخب الجزائري تعثر في المباراة الأولى لأنه لم تعد هناك منتخبات صغيرة وكبيرة في القارة السمراء وخير دليل نتائج الجولة الأولى التي شهدت تعادل مصر ونيجيريا والكاميرون وخسارة تونسوغانا.
"المنتخب الجزائري أدى الشوط الأول بشكل جيد وشاهدنا كل شيء منتمريرات قصيرة وفي العمق وعدة محاولات على المرمى، لكن الشوط الثاني كان مغايرا ووقع اللاعبون في فخ التساهل والتراجع البدني الرهيب".
وأوضح ياحي "خلال فترة تراجع المنتخب الجزائري، عادت أنجولا بقوة وعدلت النتيجة وشاهدنا قوة بدنية كبيرة للاعبيها في الشوط الثاني.
يجب الإشادة بتغييرات مدرب أنجولا سواء للاعبين أو الخطة مما سمح لمنتخبه بالعودة للمباراة والخروج بالتعادل".
وستكون أمام المنتخبات العربية فرصة كبيرة للتعويض في الجولة الثانية التي تبدأ اليوم، وربما نجد في النهاية منتخبا عربيا يحمل الكأس في 11 فبراير شباط المقبل