حيثيات إعدام نجار.. قتل جاره المرشد السياحي لسرقته
أودعت محكمة جنايات الجيزة حيثيات حكمها بمعاقبة نجار بالإعدام شنقا لقيامه بقتل جاره المسن الذي يعيش وحيدا وائتمنه وأعطاه مفاتيح شقته للاطمئنان عليه، إلا أنه خان الأمانة وعندما مر بضائقة مالية توجه إلى الشقة لسرقتها في غيابه، فكانت الصدمة عندما عاد المجني عليه فجأة، لتكن الطامة بالمواجهة التي انتهت بإزهاق روحه، وعندما حوال المتهم خداع الجميع ورجال الشرطة بابعاد الشبهة عنه، تمكن ضباط المباحث بعد إجراء التحريات اللازمة من الوصول إليه وتقديمه للعدالة ليصدر الحكم ضده بإجماع الآراء.
تفاصيل الجريمة
قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة القاضي أحمد عبد العزيز قتلان وعضوية القاضيين أسامة محمد أبو صافي و ياسر يوسف، أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أن المجني عليه مجدي محمد البالغ من العمر تسعة وستون عاماً ، وبعد أمضي أربعون عاما في العمل كمرشد سياحي بدولة الإمارات العربية المتحدة عاد منذ عامين ليقيم بمفرده بالعقار ۲۰ شارع الشريف حسن بترسا دائرة قسم الطالبية، لعدم سبق زواجه، وارتبط بعلاقات طيبة مع جيرانه من المقيمين بذات العقار وأهالي المنطقة واعتياده العطف عليهم ومد يد العون للمحتاجين منهم بالصدقات والقروض الحسنه وكان من بينهم المتهم محمد أسامة محمد البالغ من العمر واحد وعشرون عاماً ويعمل بورشة النجارة الخاصة بوالده والمقابلة للعقار الذي يقيم به المجني عليه، وقد حظي بثقة ورعاية المجني عليه وكان الأخير يعتبره ابنا له ويغدق عليه بالمال والهدايا ويعتمد عليه في قضاء احتياجاته، ونتيجة لهذه الثقة أعطاه مفتاح باب شقته لفتحها إذا ما ألم به طارئ لإقامته بمفرده، إلا أن المتهم أصابته ضائقة مالية واستدان من أصدقائه فسولت له نفسه خيانة الأمانة ودخول شقة المجني عليه في غيبته لسرقة ما بها من نقود، فانتهز فرصة ذهاب المجني عليه وأغلب أهالي المنطقة إلى عرس ابنة احد الجيران، وصعد الساعة الحادية عشر من مساء يوم 10 اغسطس 2023، إلى شقة المجني عليه وفتحها بالمفتاح المؤتمن عليه، وبينما هو منشغل بالبحث عما بها من نقود سمع صوت المجني عليه قادماً من الخارج فاختبأ في الحمام الصغير إلى أن دخل المجني عليه إلى غرفته فتوجه صوب باب الشقة للخروج ثم تراجع عن ذلك خشية سماع صوت باب الشقة وهو يُفتح ويُغلق، فعاد ليختبئ في المطبخ، وإذ بالمجني عليه يدخل عليه المطبخ عارياً من ملابسه، ففزع المجني عليه لرؤيته وصاح قائلاً له نصاً "أيه اللي جابك هنا يا محمد" واتجه صوب باب الشقة خوفاً من المتهم، إلا أن الأخير أمسك بيده ليمنعه من الخروج من المطبخ حتى لا يفتضح أمره، وإزاء مقاومة المجني عليه له ومحاولته الفكاك من يده استل المتهم سكيناً كانت على منضدة المطبخ وضرب بها يد المجني عليه عدة ضربات حتي لا يفلت من يده ، فناشده الأخير قائلاً "طب ليه كده يا محمد"، فعاجله المتهم بضربة واحدة بالسكين في الجانب الأيمن من البطن أحدثت قطعاً، وتعالى صراخ المجني عليه إثر ذلك، فسدد له المتهم أربع ضربات أخرى بالسكين في صدره قاصداً قتله حتى يتمكن من سرقة النقود دون أن يفتضح أمره، وقد نشأ عن هذه الضربات الأربع في إحداث نزيف توفى على أثره، بعد ان سقط أرضا ، وبعد أن أيقن المتهم وفاته أخذ يبحث عن ضالته من النقود فعثر علي حافظة نقود المجني عليه وجهاز تابلت وهاتف محمول فاستولى عليهم ووضعهم في حقيبته التي أعدها من قبل لهذا الغرض، وغادر المسكن ثم اصطنع محادثة من الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه إلى هاتفه ليدعي بأن المجني عليه طلب منه سحب مبلغ نقدي من حسابه، ثم اصطنع محادثة أخرى من هاتفه إلى هاتف المجني عليه غير مردود عليها ليوحي بأن الأخير لم يرد على محادثته، واصطنع رسالة من المجني عليه عبر برنامج واتس آب تتضمن مطالبة المجني عليه له بترك بطاقة الصراف الآلي والمبلغ أمام باب الشقة وعدم الاتصال به قاصداً من ذلك درء الشبهة عنه، وتوجه من بعد ذلك إلى شقة محمود عبد الصبور المشد الذي يقطن أسفل شقة المجني عليه ورد إليه مبلغ أربعمائة جنيه كان قد اقترضها منه قبل ذلك، واستغل دخول صاحب المسكن إلى الحمام والقي بالهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه أسفل أريكة بجوار باب المسكن، ثم انصرف متوجهاً الى ورشة النجارة الخاصة بوالده حيث أخفى بها جهاز التابلت والحافظة بعد أن أخذ ما بها من نقود وقدرها ثمانمائة جنية وبطاقة الصراف الآلي، واستخدم البطاقة الأخيرة في صرف مبلغ ستة الآف ومائة جنيه، ثم التقى بعد ذلك بأحد أصدقائه ورد إليه مبلغ سبعة الاف جنيه كان قد اقترضها منه وذلك من متحصلات جريمته فضلاً عن مائة جنية من ماله الخاص، وتخلص من السكين وبطاقة الصراف الآلي بإلقائها في صندوق القمامة، وفي الحادية عشر من مساء يوم 12 اغسطس 2023، طلب منه محمود عبد الصبور المشد الصعود معه إلى شقة المجني عليه لفتحها بالمفتاح الموجود لديه للاطمئنان عليه نظراً لاختفائه منذ يومين وعدم رده على المكالمات الهاتفية فصعد معه رفق جار آخر يدعي محمود عبد الحكم ولم يتمكنوا من فتح باب الشقة بمفتاحها لوجود مفتاح آخر بالباب من الداخل، فقام وجاره محمود عبد الحكم بدفع الباب عنوة حتى تم فتحه وشاهدوا جثة المجني عليه عارية منتفخة ومسجاه علي ظهرها بردهة المسكن، فأبلغت ياسمين شحات - جارة المجني عليه - الشرطة والتي أسفرت تحرياتها عن ارتكاب المتهم لجريمته، فأصدرت النيابة العامة أمرا بضبطه وإحضاره، ونفاذاً لهذا الأمر تمكن الرائد احمد فاروق- رئيس مباحث قسم الطالبية - من ضبطه وأقر له بارتكاب الجريمة، كما تمكن من ضبط الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه بمسكن محمود عبد الصبور والذي عثر عليه نجل الأخير - خالد محمود عبد الصبور - واحتفظ به بحسن نية ظناً منه بأنه مفقود من أحد الزائرين للمسكن .