تظن خلال رحلة حياتك بأن هناك قواعد و استثناءات ثابتة في هذه الحياة ثم تنطلق وتتعمق في الحياة بأحداثها وناسها لتكتشف أن لا هناك قواعد ثابتة او استثناء ثابت في هذه الحياة في جميع جوانب الحياة!ولكن القاعدة الوحيدة في الحياة أن على نياتكم ترزقون؛ فلا أحد ينجح في اي جانب من جوانب الحياة بذكائه ولكن بتوفيق من الله سواء أكان الأمر متعلق بالحياة العملية او العلمية او العاطفية او علاقاتك مع الناس!
ففي بداية الأمر حينما كنت استمع لقصة ما اخرج منها بقاعدة وعندما سمعت لقصة أخرى مشابهة ولكن النتيجة مختلفة علمت انها ليست بقاعدة ثابتة بل الأمر متعلق بالنوايا وبالرزق؛ فحقا يفوز أصحاب النوايا الطيبة في النهاية حتى ولو اتظلموا في البداية ويخسر أصحاب النوايا الخبيثة في النهاية حتى ولو نجحوا في البداية؛ قد تنجح في البداية بالخداع بالغش وتظن انك وصلت لهدفك بالمكر ولكن لا تستطيع الحفاظ عليه لتعلم أن العبرة بالنهاية والعبرة ليست الوصول للهدف بل في الحفاظ عليه!
فهناك أمثلة عديدة من الحياة؛ ففي مجال العمل عاصرت من يراعي الله في عمله ويجتهد ويسعى بدون اذية أحد لكي يصل لهدف وقد يتعرض لمكر ومكائد قد تعرقله عن الوصول لهدفه او يظن هؤلاء ضعفاء الإيمان ذلك ولا يعلموا بأن الله يسمع ويرى وقد يجعل ضرهم ومكرهم نفع له ليجدوا في النهاية ان المكر السيء لا يحيق الا بأهله فيفوز أصحاب النوايا الحسنة ويخسر أصحاب النوايا الخبيثة؛ وقد حدثنا الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف عن ذلك فقد ظنوا أخوة يوسف ان مكرهم بالقاء يوسف في البير سوف يخلصهم منه ولا يعلموا ان الله جعل من ضرهم نفع ليوسف فلولا مكرهم لما أصبح يوسف عزيز مصر!
وقد شاهدت في العلاقات العاطفية كثير من الرجال والنساء أصحاب النوايا الحسنة قد يتم المكر بهم في البداية ولكن ينجيهم الله بنواياهم الطيبة وعلى العكس قد ينجح أصحاب النوايا الخبيثة في خداع أصحاب النوايا الحسنة ويظنون في البداية الأمر انهم وصلوا لهدفهم واوقعوا بالفريسة في مصيدة الارتباط والزواج ليجدوا أنفسهم في النهاية خاسرين! فقد سمعت قصص من أرض الواقع فذلك الذي يحمل نوايا خبيثة يريد الزواج من فتاة بالمكر والخداع ولا يعلم بأنها أيضا تحمل نوايا خبيثة مثله وتم الزواج بهما ليعلم بعد عدة سنوات انه تزوج من تشبهه في النوايا! وشاهدت من تحمل نوايا حسنة ويحاول صاحب النوايا السيئة الزواج بها ليصل لهدفه الارتباط بها ولكن انقذها الله بسبب اختلاف النوايا بينهم فلا يعلم البعض بأن أصحاب النوايا الحسنة يلتقون مع بعضهم البعض وايضا أصحاب النوايا السيئة يلتقون مع بعضهما البعض وعندما تختلف النوايا تختلف الطرق ويكون الفراق من نصيبهم!
كتبت هذا المقال ليطمئن أصحاب النوايا الحسنة الطيبة بأن الله يسمع ويرى وقد يسمح الله لك بالتجربة ولكن حتما سينتشلك في الوقت المناسب لتتعلم بعضا من الدروس ولتغيير من طباعك وشخصيتك لتعلم بانك لن تنجح بالخداع والمكر وان النفوس الطيبة هي من ينجيها الله من شر الناس ومهما بلغت من الذكاء لن تنجح او تنجو بذكائك بل بتوفيق من الله.