ads
الإثنين 25 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

دكتوراة بالأزهر تؤكد النسبية الأخلاقية سبب ازدواجية المواقف الغربية تجاه القضايا الإسلامية والعربية

خلف الحدث

  نوقشت رسالة علمية بقسم  الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر . وقد حملت الرسالة التي قدمها الباحث حمدي محمد عثمان فرج أبو العز/ إمام وخطيب بوزارة الأوقاف لنيل درجة العالمية (الدكتوراة) عنوان : نظرية " نسبية الأخلاق" وأثرها على المجتمع" دراسة نقدية " وأجيزت الرسالة بتقدير مرتبة الشرف الأولى، وكان ذلك بحضور جمع نوعي من الأكاديميين والمعنيين بالبحث العلمي .

 

وقال الباحث: إن نسبية الأخلاق محل الدراسة تركز على  أن الإنسان هو مقياس كل شيء وأنه مصدر الأخلاق، وأنه ليس في جاحة إلى إله يوجهه أو ينظم له حياته فهو سيد قراراته، وأن هناك بعض المذاهب والنظريات كانت من الأسس التي قامت عليها هذه النظرية مثل: مذهب اللذة والمنفعة والمذهب الوجودي والمذهب الإجتماعي وكلها جعلت الأخلاق نسبية متغيرة من فرد لآخر ومن مجتمع لآخر  مما أدى إلى اضطراب في ميزان الأخلاق عند البشر ومن ثم إلى التنازع والتناحر لبحث كل واحد عن منفعته ومصلحته دون النظر للآخرين  .                                                                   
ومن ثم يتناول البحث بالدراسة نشأة هذه النظرية وأشهر القائلين بها قديما وحديثا والمبررات التي قالوا بها لتسويغها والأسس التي أقاموا عليها نظريتهم وقام بنقدها، ثم الحديث عن أثرها على المجتمع من الناحية الأخلاقية والإجتماعية والفكرية والإقتصادية والسياسية مع بيان موقف الإسلام من هذه النظرية .  

 

مكونات الدراسة 

 

وقد قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة. تتناول المقدمة خلفية عامة عن الموضوع، وتعرض مشكلة البحث وأهمية الدراسة وأسئلتها وأهدافها، فضلا عن المنهجية المتبعة فيها، وأيضا نطاق الدراسة وحدودها، كما تناقش الدراسات السابقة.         

  وقد جاء الباب الأول بعنوان: نظرية نسبية الأخلاق( المفهوم والجذور والمبررات والأسس ونقدها) واشتمل على ثلاثة فصول: الفصل الأول: مفهوم النسبية وجذورها التاريخية ومبرراتها عند القائلين بها، والفصل الثاني: الأسس العامة لنظرية نسبية الأخلاق ونقدها، والفصل الثالث: النسبي والمطلق في المنظور الإسلامي.                                                  
وقد جاء الباب الثاني بعنوان: أثر نسبية الأخلاق على المجتمع ونقدها، واشتمل على فصلين. الأول: الآثار الفكرية والأخلاقية والاجتماعية، و الثاني: الآثار الإقتصادية والسياسية.  

 

نتائج الدراسة 

 

خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج من أهمها: أن نظرية نسبية الأخلاق ليست وليدة العصر، إنما هي ضاربة في عمق التاريخ منذ نادى بها السوفسطائيون اليونانيون، وعلى رأسهم بروتاجوراس الذي قال بأن( الإنسان هو مقياس كل شيء) فما يراه خيراً فهو خير، وما يراه شراً فهو شر، فهو الذي يقرر أخلاقه، وليس في حاجة إلى إله يُشرع له. 
 

كما أكد على أن منظومة الأخلاق في الغرب قد اختلفوا في مصدرها، فقالوا بأنه عقل الإنسان، أو ضميره، أو المجتمع، أو اللذة، أو المنفعة، مما أدى إلى تضارب الفكر، وهي تفتقر إلى الشمولية والتوازن بين الجانب المادي من جهة، وبين الجانب الروحي من جهة ثانية.
 

 وأن منظومة الأخلاق في الإسلام ربانية المصدر، ثابتة المبادئ إلى يوم القيامة؛ وتتسم بالشمولية لكل مجالات الحياة، وقد وازنت بين تركيبة الإنسان الجسدية والروحية، وأشبعت حاجاتهما في اعتدال وتوازن لا نظير له، ضمن الحدود التي رسمها القرآن والسنة.   

 

   كما توصلت الدراسة إلى أن الغرب قد أهدر كرامة المرأة من خلال( الجندر) الذي ينادي بالمساواة التامة والمطلقة بينها وبين الرجل، ودون أي اعتبار للفوارق الطبيعية في الخلقة والفطرة، وقام بهدم الأسرة الطبيعية المكونة من رجل وامرأة في ظل زواج طبيعي، واعترف بنظام الأسر الشاذة التي تتكون من رجل ورجل، أو امرأة وامرأة، أو رجل وامرأة من غير زواج صحيح.

 

مكانة المرأة في الإسلام 


   أما الإسلام فقد كَرَّم المرأة، ورفع قدرها، وأعطاها حقوقها الضائعة بعد أن كانت في الجاهلية تقتل حية، وتمنع من الميراث، وجعل لها ذمة مالية مستقلة عن الرجل، وكفل لها معيشة كريمة في بيت أبيها، ثم في بيت زوجها، في حياتهما، وبعد موتهما، وجعل للأسرة القائمة على زواج صحيح قداستها ومنزلتها التي رفعها الله بها، فهي منبع المودة والأمن والأمان، وأساس تربية وبناء الأجيال.

 

  وتؤكد الدراسة على أن الإسلام يرفض مذهب اللذة وهو من الأسس التي قامت عليها نسبية الأخلاق؛ لأنه يقوم على أن الخير للإنسان يكون في تحقيق اللذة، وأن الشر يكون في الألم من عدم تحقيقها؛ ولأنه في ظله لا يوجد ثبات للأخلاق. يرفض الإسلام المذهب النفعي وهو أحد أسس النسبية ويرفض كذلك المذهب النفعي الذي يقوم يقوم على أن المنفعة هي معيار الصواب والخطأ، فتكون أفعال الإنسان محمودة كلما حقق أكبر قدر من المنافع، ومذمومة كلما أخفق في تحقيقها، لأن الشريعة هي التي تحدد ذلك، فيكون الضرر والنفع هو ما يقدره الشرع. ويرفض المذهب الوجودي الذي يقوم على الالحاد وانشر الإباحية والفوضى .

 

 

 ويرفض المذهب الإجتماعي الذي يجعل المجتمع مصدر الأخلاق يشرع لنفسه ما يشاء دو ن حاجة إلى إله حكيم يشرع له.             

 

كما توصلت الدراسة إلى أن النسبية الأخلاقية لها أثرها البين الواضح على السياسة الغربية التي تقوم على الازدواجية السياسية مع قضايا المسلمين. وكذلك كان لها أثرها الواضح على النظام الإقتصادي الغربي الذي يقوم على البحث عن منفعته ومصلحته فقط عن طريق التحكم في مصادر التمويل وصندوق النقد الدولي وغيره كي تتحكم الدول الكبرى في أقوات العالم .                                          

مبادئ الأخلاق في الإسلام 

 

 وتؤكد الدراسة على أن مبادئ الأخلاق في الإسلام ثابتة مطلقة؛ لأن مصدرها الوحي، وأن النسبي يكون في السلوكيات والعادات والأمور المتغيرة بتغير الزمان والمكان، والتي تركها الإسلام لاجتهاد أهل العلم والخبرة، وأن المقياس الأخلاقي الذي يجب أن يتبعه الإنسان هو المعيار الذي جاء به الإسلام جامعا بين الدنيا والآخرة، وعدم الإعتماد على المعايير البشرية الوضعية. 

 

لجنة المناقشة 

 

وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من  الدكتور/ طلعت محمد عفيفي سالم، أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة، وعميد الكلية الأسبق، ووزير الأوقاف الأسبق “مشرفاً رئيسيا  والدكتور محمود رشاد محمد عبدالنبي، أستاذ الثقافة الإسلامية، بكلية الدعوة، “مشرفا مشاركا "و الدكتور/ أحمد أحمد غلوش أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية، والعميد الأول للكلية "مناقشا داخلياً، والدكتور مصفى إبراهيم مصفى الدميري،الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الطب جامعة الأزهر( مناقشا خارجيا).

تم نسخ الرابط