ads
الأربعاء 15 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

إجلاء.. عذبها والدها حتى الموت بعدما انتزع اسنانها.. والمحكمة تعاقبه بالمؤبد

جنايات الجيزة برئاسة
جنايات الجيزة برئاسة المستشار عصام أبو العلا

في جريمة مروعة، تجرد فيها أب من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، أقدم سباك بمنطقة كرداسة على تعذيب ابنته القاصر بوحشية، بعدما جردها من ملابسها وقيدها داخل مرحاض منزله بالجنزير الحديدي لعدة أشهر، لم يكتف الأب الجاني بضربها بوحشية باستخدام أدوات حادة، بل انتزع أسنانها ليمنعها من تناول الطعام، وظل يعذبها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وبعد قتلها خطط لإخفاء جثتها بمساعدة نجله، معتقدا أن جريمته لم تكتشف، لكن ما خفي لم يدم طويلا، وسرعان ما كشف الاجهزة الأمنية تفاصيل الجريمة التي هزت المجتمع وأحيل المتهمان إلى محكمة جنايات الجيزة، التي أودعت  حيثيات حكمها بمعاقبة أب بالسجن المؤبد لقيامه بانهاء حياة ابنته.

قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار عصام ابو العلا وعضوية المستشارين حسام باز ود. شريف الكلحي بحضور منذر هاني وكيل النيابة بامانة سر سعيد برغش، أنها بعد تلاوة أمرالإحالة وسماع طلبات النيابة العامة وسماع المرافعة الشفوية والإطلاع على الأوراق والمداولة  إن وقائع الدعوى وفق ما استقر فى يقين المحكمة واطمأن إليها ضميرها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل فى أن  المتهم الأول ـ محمود إبراهيم البالغ من العمر ثلاثه واربعين عاماًـ أب لا يعرف للأبوة معنى ـ  لا يدرك ما اختصه به ربه وأولى ـ  بأن وهب له من الأبناء أنثى  ـ فهي ذخائر من رحمة مهداه ـ  كنوز حب صادق من أعماق القلب مبتداه ـ عطاء بلا مقابل ولاقصاهـ هدية الله إلي من أحب من خلقه وأصطفاه، استوصوا بالنساء خيرا وصية رسولنا الكريم وقد نعاهم بفلذات الأكباد ـ  من أجلهم تحل البركات ـ فقال صلى الله عليه وسلم " نعم الولد البنات ـ ملطفات ، مجهزات ، مؤنسات ، باكيات، مباركات " وقد قدمهن علي الذكور ووصفهن بالحبور ـ   إلا أن المتهم أبي إلا أن يكون بتلك الأنعم كفورا  ـ وبما حباه الله من خير منوعا ـ انتزعت من قلبه الرحمة فصار جزوعا ـ قسي قلبه فصار كالحجارة أو أشد قسوة ـ بئس العبد إنه كان جهولا ـ  إنفصل عن زوجته والدة المجني عليها الطفلة  كريمته ـ إجلال ـ والتي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً ميلادية ـ  منذ ردحاً من الزمان مكثه مع سالفة الذكر وأشقائها الثلاثة وقد كان يعمل في حرفة  "السباكة "  بالأجرة اليومية ـ   إلى أن تزوج من أخرى وأنجب منها ثلاثة أطفال ثم دبت بينهم الخلافات العائلية  ـ لقلة الدخل ولسوء حالتهم الاقتصادية ـ فكان المتهم دائم التعدي على المجني عليها الطفلة بالضرب دوماً وبمرات متتالية ـ  لكونها كانت تترك المنزل وتذهب في ضيافة والدتها التي تسكن في مكان آخر هربًا من سوء معاملته ونهرها بطريقة وحشية  ـ وإزاء تلك المعاملة اللا إنسانية ـ توالى تغيب المجني عليها الطفلة عن المنزل هرباً من تلك المعاملة القاسية ـ  فقرر المتهم وبكل نفس راضية  حبسها واحتجازها  وتعذيبها وارتضى وقوع الإيذاء بها أياً كانت درجته وجسامته ونتيجته الإجرامية  ـ  فقام بحبسها داخل مرحاض"الضيوف" بشقته بشارع المنشية بجوار فيلا صلاح أبو حسين ـ منشأه البكاري ـ الدور السادس ـ دائرة قسم شرطة كرداسة ـ  بعد أن جردها من ملابسها حتى صارت عارية ـ   وقيدها مستخدماً أداة " جنزير حديد "  ـ أحكم وثاقه بأقفال حديدية  ـ وتجاوزت مدة حبسها  وحجزها داخل مسكنه سبعة أشهر ميلادية ـ كرر خلالها  التعدي عليها  بصفة دورية مستخدماً أدوات " شوم ، مطرقة ،  عصا حديدية ، سيخ حديدي ، خرطوم ، ذرادية ، بأن كال لها العديد من الضربات استقرت بمختلف أنحاء جسدها محدثاً بها  إصابات ظاهرية ـ ثم كان ينقلها إلى مرحاض أكبر بذات المنزل ويغرق جسدها بمياه باردة ويعيدها مرة أخرى إلى المرحاض المحتجزة به ـ ثم يعيد الكرة مرة ثانية   ـ يالها من قسوة متناهية ـ  تجرد المتهم من أدنى معاني الإنسانية ـ بل إن من الحيوان ما فاقت رحمته رحمة المتهم ودون جدال ـ  تجلت فيها الموعظة وعظم فيه الإجلال ـ فقد كان المتهم يأكل وينام ويمارس حياته بكل اطمئنان  تاركاً نجلته المجني عليها بالثلاثة أيام دون إطعام ـ  وإن اشتد عليها الجوع وطلبت الزاد ـ أتى بأداة " ذردية "  وقام بتقليع أسنانها من جذورها حتى لا تستطيع تذوق لذة الطعام "ثبت من معاينة النيابة العامة لرفات جثمان المجني عليها إزالة عدة أسنان من فمها"  ـ ثم يقوم بتصويرها ويعرض عليها صورتها مبتسماً وقائلاً " بصي بقا شكلك وحش إزاي وأنتِ من غير أسنان"، بينما يعرض الحيوان نفسه للهلاك لسد جوع صغاره وحتي تحقيق ذلك لا يستطيع أن تغفل له عين أو ينام  ـ فحقاً إن بعضا من الحيوان أرحم علي صغاره من بني الإنسان ـ فأبت المجني عليها إلا التحرر من ذل العبودية ـ وتلك المعاملة غيرالآدمية  ـ  ظلت تنادي وتصرخ من خلف باب المرحاض علي أشقائها علها تجد منهم أذان صاغية ـ لم يلقَ تجرؤ المجني عليها من المتهم إلا نفورا وعتيا ـ قرر آنذاك التخلص منها بصفة أبدية ـ لم يوقفه عن تلك النية  ـ  أنه في شهر رمضان الذي من خشيته تدمع الأعين وتصير باكيه ـ  وتولدت في نفسه نية قتلها وأضمرها في نفسه بطريقة خفية ـ دلت عليها طريقة قتلها بأن أخذ يرطم باب المرحاض بجسدها  بكل ما آتاه الله من قوة ضارية ـ وهي تقف ما بين باب المرحاض وجداره  أخذ يصطدم  رأسها بالجدار مرات متتالية ـ وظل هكذا لمدة عشر دقائق كاملة  دون هوادة وبلا رحمة ولم يوقفه توسلات المجني عليها وكان جبارا عتيا  ـ وما كانت المجني عليها  امرأة سوءٍ وما كانت بغيا ـ  وقصد من تعديه قتلها متسانداً إلي توالي التعدي عليها وقوة رطم الباب برأسها واصطدامه بجدار الغرفة وتوقع نتيجة فعلته الإجرامية  "فقد أقر بتحقيقات النيابة العامة بقوله .. توقعت وفاة المجني عليها إثر التعدي عليها وموتها .. "  ـ ولو لم يرد قتلها ما ظل يرطم الباب برأسها "وهو مكان قاتل"  بكل ما أتاه الله من قوة لمدة عشر دقائق حتي فارقت الحياة بصفة يقينيه ـ لا سيما وأن المجني عليها لم تقاوم فقد كانت مقيده بقيود حديدية ـ ولم تتلفظ بأى لفظ يثير مشاعر المتهم ويجعله في حاله هياج أو عصبية ـ ويكون معه اعتداء المتهم علي المجني عليها بقصد القتل وهو ما دلت عليه وأكدته تلك المظاهر الخارجية ـ فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية ـ" يجوز وفاة المتهمة من مثل التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة"  ثم تظاهر المتهم أمام أبنائه بمحاولة إفاقة المجني عليها بعكس ما يضمره في نفسه من تأكده من تمام قتلها وإزهاق روحها الطاهرة البريئة ـ راح يضع فمه علي فمها وكأنها قبلة الحياة الواهية ـ ثم أخذ يتلذذ بوضع المياه المغلية علي جسدها موهماً أبنائه بمحاولة إفاقتها وإكمالاً لفصول المسرحية ـ وضعها علي أحد الأسرة بمنزله وسلط عليها مروحة وتركها لمده يومين حتي لاتتعفن جثتها وتفوح رائحتها وتنكشف القضية ـ قام بإلباس جثة المجني عليها بملابسها ثم لفها بقطعة من  القماش وأحكم لفها بسجادة وحملها رفقة نجله المتهم الثاني ـ أدهم محمود إبراهيم عبد المنعم  ـ ووضعاها في سيارته الملاكي  الرقمية " رن / 3112  " وسارا بها  من شارع المنشية إلي طريق المريوطية ثم انتهي بهما الأمر بطريق صفط كرداسة ـ ووجدا ضالتهما في مكان خالي من الماره والسكان ـ  وقد استغرقت تلك المسافة ثلت من الساعة ووصلا ساعة المغرب وتحديداً مع الاذان  ـ حيث وجدا أعمال حفر وردم في ذلك الشارع فوضعاها بأحد الحفر الكبيره وأوريا عليها التراب حتي حجبت عن الانظار ـ  مستغلين انشغال الصائمين بساعة الافطار في شهر رمضان المبارك وظنا انه قد اسدل الستار علي جريمة قتل المجني عليها اجلال ـ باخفاء جثتها تحت التراب ـ سافر المتهم رفقة أبنائه إلي مدينة الإسماعيلية واستمر قرابة الشهر والنصف ـ متيقناً انه لن ينكشف أمره ولن ينال العقاب ـ ونسي ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وكل شئ عنده بمقدار ـ أبلغ نجلي المتهم شاهدي الاثبات الأولي والثاني عن الواقعة وسردا أحداثها وتفاصيلها علي النحو الذي صار ـ تم القبض علي المتهمين ـ بمنطقة عرب ابو ختيرش ـ دائرة مركز شرطة ابو النمرس وارشدا عن  السيارة المستخدمة في الحادث وعن مكان جثة المجني عليها  وأجرت النيابة العامة معاينة لمكان الواقعة" شقه المتهم " وعثرت علي أدوات  " ثلاث أجزاء من قطع زجاجية "مرايا" علي كل منهم تلوثات ، عمله ورقية فئة العشرة جنيه علي شكل أسطواني (شداد) كل منهما تحوي جوهر الهيروين المخدر، زجاجة بلاستيك فارغة مولي بها من أعلى قطعة زجاجية وموصل بها من الجانب قطعة بلاستيك عليها لاصق لتكون أداة أقرب " للشيشة " ، كيس بلاستيك صغير شفاف به تلوثات، قطعة بلاستيك مستديرة مثبت بها جزء من أنبوبة زجاجية  ثبت أن غسالتهم جميعاً  تحوي علي الميثامفيتامين ـ واسلحة بيضاء سكين وثلاث مطواي  ـ  وأقر المتهم الأول  بارتكاب الواقعة بطريقة تفصيلية وأقر بتعاطية المواد المخدرة وبعرضه من قبل النيابة العامة علي الطب الشرعي ثبت إيجابية عينة البول المأخوذة منه لجوهري " الامفيتامين ، الميثامامفيتامين " المخدرين ـ وأقر المتهم الثاني بمساعدة المتهم الأول في إخفاء جثمان المجني عليها.

تم نسخ الرابط