حين يصبح الألم تجارة: مأساة امرأة بين أيدي تجار الأعضاء
في لحظات الألم واليأس، يتمسك الإنسان بأي أمل قد يمنحه حياة جديدة، لكن عندما يتحول ذلك الأمل إلى تجارة في سوق مظلم لا يعرف الرحمة، يصبح الضحية مجرد رقم في معادلة جشع لا حدود له.
هذا ما حدث لإلهام سمير السيد، امرأة كانت تحلم بالخلاص من معاناتها مع الفشل الكلوي، لكنها وجدت نفسها في قبضة شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار بالأعضاء البشرية، حيث لم تكن حياتها سوى صفقة في نظر المتهمين.
اليوم، وبعد كشف خيوط هذه الجريمة البشعة، أيدت محكمة جنايات مستأنف الجيزة الحكم الصادر من محكمة أول درجة بمعاقبة طبيب وعدد من معاونيه بالسجن ثلاث سنوات، بعد أن أثبتت التحقيقات أنهم شكلوا جماعة إجرامية منظمة لاستقطاب المحتاجين ماليًا وبيع أعضائهم مقابل مبالغ طائلة، مستغلين ضعفهم وحاجتهم.
لكن ما يزيد هذه القضية مأساوية، أن الضحية التي كانت تأمل في الحياة، خرجت من غرفة العمليات جثة هامدة، نتيجة خطأ طبي فادح.
صدر الحكم برئاسة المستشار صلاح محجوب وعضوية المستشارين هشام عبد المعطي وايهاب الطنطاوي بحضور هاني السعيد وكيل النيابة بأمانة سر صلاح مصطفى و محمد سليمان.
حيثيات الحكم: شبكة إجرامية منظمة
قالت محكمة جنايات أول درجة في حيثيات حكمها أن واقعات الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من مطالعة سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة - تتحصل في أن المتهمين كونوا فيما بينهم جماعة إجرامية منظمة تخصصت في الإتجار بالأعضاء البشرية (الكلى) بمقابل مادي يتزعمها الطبيب المتهم الأول محمد عمرو عياد ويعاونه المتهمة الثانية هبه باغه - وهي إحدى وسطاء تجارة الأعضاء البشرية (الكلى) - والمتهمة الثالثة نهى يحيى - والتي تعمل أيضا كوسيطة في مجال تجارة الأعضاء البشرية (الكلي) تحت مسمى منار السلاموني وتضطلعا باستقطاب المتبرعين من ذوي الضوائق المالية فضلا عن مرافقة هؤلاء المتبرعين والمتلقين حال إجرائهم كافة الفحوصات الطبية اللازمة بمعمل جراند لاب فرع المهندسين - وعلى إثر معاناة زوجة الشاهد الثاني أحمد حنفي المتوفاة إلى رحمة مولاها إلهام سمير من مرض الفشل الكلوي المزمن خضعت للكشف الطبي لدى الطبيب المتهم الأول محمد عمرو سعد محمد عياد الذي أبلغ ذويها بأن حالتها الصحية تتطلب زراعة كلى فورًا وأرشدهم بالتعامل مع المتهمة الثانية ونفاذا لذلك التكليف رافقت المتهمة المتوفاة وذويها حال قيامهم بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة بمعمل جراند لاب فرع المهندسين محل عمل من يدعى أحمد مصطفى ثم أبلغتهم بعثورها على متبرع - الشاهد الأول وائل سعيد نظير مبلغ مالي قدره مائتي ألف جنيه الذي تم استقطابه بمعرفة المتهمة الثالثة عبر موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) بناء على تكليف شخص مجهول لها يدعى أحمد وجهه الطبيب المتهم الأول بالعثور على متبرع لحالة زوجة الشاهد الثاني وعرضت على الشاهد الأول شراء عضوه البشري (الكلية اليمني) نظير مبلغ مالي قدره أربعين ألف جنيه مستغلة في ذلك إحتياجه وعوزه المادي وهو ما دفعه للموافقة والسير في الإجراءات الطبية والقانونية ثم خضع للكشف الطبي لدى الطبيب المتهم الأول وما أن تيقن من توافق فحوصاته الطبية مع فحوصات المتلقية وتمام الإجراءات القانونية حتى ضرب موعدًا للعملية الجراحية وبتاريخ ۲۰۲۳/۹/۲۵ وقبيل إجراء الجراحة مباشرة تحصل من المتهمة الثالثة على المبلغ المالي المتفق عليه وبناء على ما أخبرهم به الطبيب المتهم الأول سدد ذوي المتلقية مبلغ مالي قدره مائة ألف جنيه في حساب مستشفى مصر الدولي ومبلغ مالي آخر قدره ثمانون ألف جنيه وذلك بخلاف مبلغ المائتي ألف جنيه التي تسلمتهم المتهمة الثانية سالفة الذكر قبيل إتمام الجراحة نظير إيجاد متبرع حيث أجريت الجراحة وتم استئصال الكلية اليمنى للشاهد الأول وزرعت للمتلقية إلا أنه نتيجة لخطأ طبي حدث أثناء الجراحة تدهورت الحالة الصحية لها وفارقت الحياة وإثر بلاغ الشاهد الثاني أسفرت تحريات العقيد محمد إلهامي- بالإدارة العامة للهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر - عن صحة الواقعة.
- مصر
- المحكمة
- المحاكم
- المستشار صلاح محجوب
- الاتجار بالأعضاء البشرية
- مستأنف الجيزة
- محكمة جنايات
- الاتجار بالأعضاء البشرية في مصر
- جريمة بيع الك لى
- حكم محكمة جنايات الجيزة
- وفاة مريضة بسبب خطأ طبي
- شبكات تجارة الأعضاء
- عملية زراعة الكلى
- وسائل التواصل الاجتماعي والاتجار بالأعضاء
- القوانين المصرية لمكافحة الاتجار بالبشر