"ديب سيك" يُحدث ثورة في الاستثمار: تأثيرات كبرى على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
![خلف الحدث](/UploadCache/libfiles/5/7/600x338o/871.jpg)
كشف محللو بنك "جيه بي مورجان" أن نموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في استراتيجيات الإنفاق الرأسمالي وأنماط الاستثمار التقليدية.
ووفقًا لتقرير نشره موقع (إنفستنج) الأمريكي، أوضح المحللون أن قدرة "ديب سيك" على خفض تكاليف التدريب والاستدلال قد تؤثر بشكل ملحوظ على شركات التكنولوجيا، خاصة تلك العاملة في تطوير الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به.
فرص استفادة الشركات من التحول الجديد
الشركات التي تعمل في طبقة التطبيقات، حيث يتم نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة للمستخدمين، قد تستفيد من هذا التحول. على سبيل المثال، من المتوقع أن تحقق "سيلزفورس" مكاسب كبيرة بفضل زيادة التركيز على تطبيقات البرمجيات الأكثر كفاءة من حيث التكلفة وسهولة الوصول. كما أن "سنوفليك"، المتخصصة في تخزين وتحليل البيانات السحابية، قد تستفيد من الطلب المتزايد على البنية التحتية الحديثة للبيانات مع توسع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
مخاطر محتملة للشركات القائمة على البنية التحتية
على الجانب الآخر، قد تواجه الشركات التي استثمرت بكثافة في مراكز بيانات ضخمة لتدريب الذكاء الاصطناعي تحديات كبيرة. على سبيل المثال، قد تجد "أوراكل"، التي وسعت بنيتها السحابية بشكل كبير، نفسها أمام مخاطر فائض القدرة إذا تحول الاستثمار نحو تقنيات الاستدلال بدلاً من التدريب.
تأثير محتمل على عمالقة التكنولوجيا وأشباه الموصلات
ورغم أن "مايكروسوفت" و"أمازون" و"جوجل" تواصل الاستثمار في العتاد المخصص للذكاء الاصطناعي، إلا أن المحللين يشيرون إلى أن ديناميكيات الإنفاق على الذكاء الاصطناعي قد تتغير مع تزايد تبني تقنيات "ديب سيك" منخفضة التكلفة.
أما في قطاع أشباه الموصلات، فقد تستفيد شركات مثل "إنفيديا"، و"برودكوم"، و"مارفيل تكنولوجي" من توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستدلال. ومع ذلك، قد تواجه "إنتل" تحديات، حيث لا تزال تعتمد بشكل كبير على مبيعات وحدات المعالجة المركزية التقليدية، بينما يتحول عبء العمل الحسابي نحو المعجلات المتخصصة.
التحولات في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر
يشير التقرير إلى أن شركات الحوسبة السحابية مثل "أمازون" و"جوجل" قد بدأت بالفعل بدمج نموذج "ديب سيك-آر1" في خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مما يعزز إمكانية الوصول إلى هذه التقنيات على نطاق أوسع. كما أن "ميتا"، التي تدعم نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر، قد تستفيد من إدماج تقنيات "ديب سيك" في إطار عمل "لاما"، مما يعزز مكانتها في هذا المجال.
تأثير أوسع على مختلف القطاعات
يمتد تأثير "ديب سيك" إلى قطاعات أخرى خارج التكنولوجيا. فمن المتوقع أن تشهد شركات الأمن السيبراني مثل "كراودسترايك" و"بالو ألتو نتوركس" زيادة في الطلب مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات. كما قد تستفيد شركات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية، مثل "شوبيفاي"، من أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة في تحسين الأتمتة وتخصيص تجربة العملاء.
أما في قطاع الطاقة، فقد أدى ظهور "ديب سيك" إلى بعض المخاوف بين المستثمرين بشأن تقديرات الطلب على الطاقة، مما انعكس على أسهم شركات مثل "كونستليشن إنيرجي" و"فيسترا". لكن التقرير يوضح أن هذه المخاوف قد تكون مبالغًا فيها، حيث لا تزال الاتجاهات طويلة الأجل لاعتماد الذكاء الاصطناعي تدعم الطلب المستمر على بنية تحتية طاقوية موثوقة.
رغم الفرص الكبيرة التي يوفرها "ديب سيك"، يشير التقرير إلى أن المنافسة بين مقدمي نماذج الذكاء الاصطناعي تظل شديدة، كما أن التدقيق التنظيمي في استخدام البيانات قد يضيف عنصرًا من عدم اليقين إلى المشهد. ومع ذلك، فإن الشركات التي تستطيع التكيف مع هذه التغييرات قد تكون في وضع يسمح لها بالاستفادة من التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التكنولوجيا والاستثمار.