إن مصر التي نفخر بالانتماء إليها، لكونها ضاربة في عمق التاريخ مما جعلها القلب النابض للأمة العربية والأمة الإسلامية، حتي أن الجميع ظل يردد مقولة (مصر قالت ) إشارة إلي قيمة وقامة مصر .
إن تاريخ مصر في مجال الرياضة تاريخ عريض يدعونا جميعا للفخر بمصر مع رفع علم مصر في كل بطولة عربية أو أفريقية أو دولية أو أولمبية .
غير أن ما لحق بمصر من عار وفضيحة في أولمبياد باريس يجعلنا نطرح من جديد مبدأ
المساءلة للمسئول المقصر أيًا كان موقعه، الذي قاد تقصيره الي إهانة دولة بقيمة وقامة مصر وتاريخها وبطولاتها في المجال الرياضي وعلي مرأى ومسمع من ٨ مليار نسمة في أولمبياد باريس .
وقبل الحديث عن مساءلة المسئول المقصر بدءًا من وزير الشباب ورئيس اللجنة الأوليمبية وحتي أعضاء مجالس إدارات الألعاب الفردية والجماعية التي شاركت في أولمبياد باريس ، وفي قلب المسئولية مجلس إدارة كرة القدم "الذين الحقوا العار بتاريخ كرة القدم المصرية"، ألا يمتلك هؤلاء الفشلة حمرة الخجل .. ويتقدموا باستقالاتهم الجماعية ويضعون أنفسهم قيد التحقيق أمام جهات التحقيق في ظل مبدأ تعادل السلطة والمسئولية ؟ .
إن وزير الشباب ورئيس اللجنة الأوليمبية وأعضاء مجالس إدارات الألعاب الفردية والجماعية ..جميعهم مسئولون مسئولية شخصية وتضامنية غير محدودة عن إهدار مليار وربع مليار جنيه مصري في وقت العوز والحاجة وفي وقت ترشيد الإنفاق العام، لأن مصر تستحق الكثير .. ولا تستحق هؤلاء المسئولين الذين خدعوا الشعب قبل أن يخدعوا أنفسهم ..لذا وجب مساءلتهم قانونيا.
كما يجب علي أعضاء مجلس النواب المصري والبالغ عددهم ٥٩٦ نائبا تحمل المسئولية البرلمانية في مواجهة وزير الشباب والرياضة باعتباره أعلى مسئول عن النشاط الرياضي في مصر، ولديهم أدوات رقابية قوية من بينها الاستجواب وتشكيل لجان تقصي الحقائق وسحب الثقة من الوزير،، هذه المرة يجب علي تكتل حزب الأغلبية استشعار المسئولية تجاه مصر بعيدا عن التوازنات والموائمات السياسية كحزب للحكومة .
واختم مقالي بتوجيه نداء للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نطالبك بسرعة التدخل في ملف اخفاق المسئولين عن الرياضة في مصر والإساءة الي اسم مصر في أولمبياد باريس .
حيث أنه سبق وأن أعلنت فخامتك منذ أيام قلائل بإحالة أوراق قضية الراحل لاعب منتخب مصر أحمد رفعت إلي النيابة في ظل تباطؤ عدة مسئولين في محاسبة المسئوليين عن الاغتيال المعنوي للراحل سواء من قبل مسئوليين سياسيين وحزبيين ورياضيين .
إن من يهتم بالجزء، من المؤكد أنه سيكون أكثر اهتماما بالكل ما دام الكل أساء إلى اسم مصر علنًا وأمام ٨ مليار نسمة .
—————————————-
أ . د / محمد حجازي
استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة سلمان