الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

هم مجموعة أصدقاء رجالاً وسيدات متحدو الرؤي والافكار، مختلفو المواهب والاعمار، أصغرهم سناً علي مشارف الأربعين، وكبيرهم تجاوز السبعين وبينهم اندس جيل من الشباب.

هم «جروب»من المحترفين والهواه في فنون الشعر والأدب والطرب والموسيقي أداء واستماع، ألسنتهم فصيحة وأذانهم صاغية، قلوبهم نقية، ونفوسهم تقية، يلتقون مساء كل خميس في جلسة دائرية علي «كافيه الهناجر» عند مدخل دار الأوبرا المصرية في جلسة ثقافية أطلقوا عليها «الملتقي»..«شعارهم نلتقي لنرتقي».

إلتقيتهم ذات مساء قبل حوالي عام، وجلست إليهم وتذكرت ما قرأته في بدايات الشباب عن زمن فات، عندما كانت مقاهي المثقفين، وندوات المبدعين في الزمن الجميل رغم اختلاف الزمان والمكان والشخوص وفارق الزمن واختلاف الإبداعات ونوعياتها.. أعادوني لما قرأته عن مقاهي «ريش» و«الحرافيش» و«كتكوت و«التكعيبة» و«الحرية»و «وادي النيل«» و«سوق الحميدية» و«زهرة البستان» و«الفيشاوي» وغيرها من المقاهي وأماكن المنتديات التي لا تسعفني بها الذاكرة، ولا تكفي مساحة المقال لحصرها في القاهرة القديمة والمحافظات، تلك المقاهي التي كانت مصدر إلهام الكتاب والشعراء والمبدعين، وكانت بعضها عناوين لمؤلفاتهم كما فعل الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني في مؤلفه «حكايات قهوة كتكوت»، و«الحرافيش» أشهر روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ وغيرها من قصص وروايات خالدة تزخر بها المكتبات.

تذكرت بلدياتي الشاعر الراحل أمل دنقل والشاعر والمؤلف الغنائي الراحل عبدالرحمن الابنودي، وغيرهم من الشعراء ممن كانوا من رواد هذه المقاهي والمنتديات.

كل هذه الذكريات لاحت أمامي وأنا استمع لقصائد الشعراء محمود السواح وهشام محجوب وخالد الترامسي وسلوي العيني وعبدالله مغازي وسمر جلال ومني الزغبي وغيرهم، وأنا استمع للمطرب والملحن خالد جاه الرسول وحازم مصطفي الملقب بـ«الكينج » والذي حاز علي هذا اللقب لجمال صوته ورقة احساسه وروعة أدائه لما يحظي به من صوت وأداء «صورة طبق الأصل» من المطرب الشهير «الكنج» محمد منير، وغيره من مطربي الملتقي أمثال: أحمد علي وأمير دياب ورانيا رزق ومصطفي يوسف وغيرهم.

لم أغادر المكان  قبل أن اعرف تاريخه وعلمت أن مؤسسة الأديب الراحل إبراهيم تغيان والملحن المطرب خالد جاه الرسول والشاعر الغنائي  نبيل بسيوني- أطال الله عمرهما - قبل 12 عاماً ومنذ ذلك التاريخ وهم يلتقون، وحرصت أن أكون بينهم أسبوعياً.

مصر ولادة.. معين لا ينضب ..حبلي برجالاتها في مختلف الفنون جيل بعد جيل.

تم نسخ الرابط