الأربعاء 16 أكتوبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في يوم الصحة النفسية.. رسائل منظمة الصحة العالمية و مركز الأزهر يعلق

خلف الحدث

في يوم الصحة النفسية.. أبرز رسائل منظمة الصحة العالمية و مركز الأزهر يعلق.. تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر من كل عام، حيث تؤكد المنظمة أن هناك علاقة وثيقة بين العمل والصحة النفسية.

وأشارت المنظمة  أن بيئات العمل الآمنة والصحية تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من مشاكل الصحة النفسية، بينما تشكل الظروف غير الصحية، مثل التمييز والتحرش وظروف العمل المتردية، مخاطر جسيمة تؤثر على الصحة النفسية للعاملين تؤدي هذه الظروف إلى تدهور نوعية الحياة والإنتاجية في العمل، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين هذه البيئات.

وأضافت أن التقارير تشير بأن حوالي 60% من سكان العالم يمارسون عملاً ما، مما يعني أن صحة هؤلاء العمال وتأثير بيئة العمل على صحتهم النفسية تتطلب اهتمامًا بالغًا وتعتبر الصحة النفسية مرتبطة بشكل وثيق بمكان العمل، حيث تساهم البيئة الداعمة في تعزيز الصحة النفسية وتوفير الاستقرار والتحفيز للعاملين وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي تردي ظروف العمل إلى مشكلات نفسية خطيرة، مما يقلل من الرضا الوظيفي والإنتاجية.

 

المخاطر النفسية للعاملين

 

وأشارت أن  العاملون يواجهون مخاطر متنوعة تؤثر على صحتهم النفسية، تشمل التمييز، وظروف العمل المتردية، والافتقار إلى الاستقلالية غالبًا ما يكون العاملون في الوظائف ذات الأجور المتدنية أو غير المأمونة أكثر عرضة لهذه المخاطر، نظرًا لعدم توفر تدابير الحماية الكافية وهذه الظروف تساهم في تفاقم المشكلات النفسية، مما يؤدي إلى زعزعة الثقة بالنفس وتقليل الاستمتاع بالعمل.

وقالت: من المهم أن نأخذ في الاعتبار التأثير السلبي لاضطرابات الصحة النفسية على الأفراد فبدون الحصول على الدعم الكافي، يمكن أن تتسبب هذه الاضطرابات في مشكلات تتعلق بالثقة بالنفس وتقليل القدرة على العمل وهذا لا يؤثر فقط على الأفراد، بل يمتد تأثيره إلى أسرهم ومقدمي الرعاية لهم.

 

التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية

 

وتابعت: تُظهر البيانات العالمية أن تدهور الصحة النفسية يؤدي إلى انخفاض الأداء وزيادة التغيب عن العمل، مما يشجع على تغير الموظفين وفقًا للإحصائيات، فإن الاكتئاب والقلق يساهمان في فقدان حوالي 12 مليار يوم عمل سنويًا، مما ينتج عنه تكاليف اجتماعية واقتصادية باهظة هذه التحديات تتطلب استجابة فعالة من الحكومات وأرباب العمل ومنظمات المجتمع المدني.

 

محاربة الوصم والتمييز

 

وأكملت: تشير الدراسات إلى أن الوصم والتمييز يُعدان عائقين كبيرين أمام الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية إذ تمنع هذه العوامل الأفراد من طلب المساعدة أو الحفاظ على وظائفهم، وللتغلب على هذه الحواجز، يُنصح بأن يعمل أرباب العمل على توفير التدريب والتوعية اللازمة حول الصحة النفسية، والتواصل مع الأفراد الذين لديهم تجارب حية مع هذه التحديات.

 

دعم العاملين لتحقيق الازدهار

 

وأضافت ينبغي على أرباب العمل اتخاذ خطوات فعالة لدعم العاملين الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية، من بين هذه الخطوات توفير ترتيبات تيسيرية معقولة، مثل ساعات العمل المرنة، واجتماعات الدعم المنتظمة، وأماكن آمنة لحفظالأدوية هذه الترتيبات يمكن أن تساعد العاملين على الحفاظ على إنتاجيتهم ومشاركتهم في العمل.

 

تدريب المديرين على دعم الصحة النفسية

 

وأعلنت أن تدريب يعتبر المديرين جزءًا أساسيًا من تحسين الصحة النفسية في مكان العمل. يجب على أرباب العمل توفير التدريب اللازم للمديرين لتحديد ومعالجة ضغوط العمل يمكن للمديرين المدربين بشكل جيد تقديم الدعم الفعال لفريقهم وتعزيز بيئة عمل صحية وداعمة.

 

التعاون الحكومي وأرباب العمل

 

وأكدت أن جهود التعاون بين الحكومات وأرباب العمل والمنظمات التمثيلية ضرورية لوضع سياسات تحمي من مخاطر الصحة النفسية وتعزز رفاهية العاملين يتطلب ذلك وضع سياسات تهدف إلى تحسين بيئات العمل، بحيث تعطي الأولوية للصحة النفسية وتوفير الدعم اللازم للعاملين.

 

الاهتمام بالصحة النفسية الفردية

 

وقالت: على الرغم من أن الحكومات وأرباب العمل يتحملون المسؤولية الأساسية عن حماية الصحة النفسية وتعزيزها في مكان العمل، فإنه يمكن لكل فرد اتخاذ خطوات لدعم رفاهيته وينصح بتعلم تقنيات إدارة الإجهاد والانتباه للتغيرات التي تطرأ على الصحة النفسية إذا لزم الأمر، يجب التواصل مع صديق موثوق به، أو أحد أفراد الأسرة، أو زميل، أو مشرفأو أخصائي صحي للحصول على الدعم.

 

دور الأسرة والمجتمع

 

وفي سياق متصل، أكد مركز الأزهر على أهمية دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تعزيز الصحة النفسية، وقد نشر المرصد عبر صفحته على فيسبوك، التأكيد على أهمية تكامل الجهود بين المجتمع والمدرسة والمسجد والعائلة لبناء صحة نفسية أفضل حيث تساهم المدرسة في التعليم والتربية والتطور، بينما توفر الأسرة الثقة والأمان والحب.

وأضح أن المسجد يساعد على تعزيز العلاقة بالله وتزكية الأخلاق وتوفير الصحبة الصالحة، مما يسهم في بناء مجتمع مترابط ومتراحم.

واختتم، يتطلب تعزيز الصحة النفسيةفي بيئات العمل جهودًا شاملة وتعاونية من جميع الأطراف المعنية. فالتعاون بين الحكومات، أرباب العمل، والمجتمع المدني هو السبيل لضمان بيئات عمل صحية وآمنة للجميع، مما يساهم في تحقيق مستقبل أوفر صحة ورفاهية.

تم نسخ الرابط