ads
السبت 16 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

من المعلوم ان هناك أسلحة للدراما شاملة سواء تمثلت في فيلم ام مسلسل ام برنامج او إعلان؛ وكيف كانت الدراما بالأمس مصدر من مصادر التشريع؛ وكيف القانون تم تعديله من فيلم كفيلم أريد حلا وكيف أيضا تم تعديل القانون لصالح المتهم كفيلم جعلوني مجرما؛ وكيف ألقت الدراما الضوء علي مشاكل مجتمعية وظواهر اجرامية مستحدثة حتى نبحث عن حل لها؛ ومؤخرا تم تسليط الضوء على المشاكل الأسرية حتى يعيش المشاهد الأحداث حقيقة ويتذوقوا مرارة ما تذوقوه الضحية وخاصة قبل تعديل قانون الأحوال الشخصية كمسلسل فاتن أمل حربي ومسلسل تحت الوصاية والمسلسل المعروض حاليا برغم القانون ليتطرقوا لمشاكل أسرية قد تؤدي الي كارثة وأيضا توعية للمقبلين علي الزواج؛ فمسلسل برغم القانون تطرق لقضية هامة بخلاف القضية الأساسية وهي الطفولة التي توثر على الشخص وتجعله مريضا نفسيا؛ فالمخرج القى الضوء علي سبب رئيسي لتصرفات الزوج المريضة والذي يتعامل أنه ضحية دائما سبب ما وصل له الطفولة؛ فشعور الغيرة لديه من أخيه المعاق واهتمام أبيه عنه جعل منه شخص مريضا نفسيا فهو لم يستوعب ان ذلك الاهتمام ناتج عن كون أخيه مريض وبحاجة إلى رعاية مضاعفة فبداية خطأ الأب في انه لم يستوعب انه طفل فهو لم يستوعب ان أخيه مريض ويحتاج لرعاية بل هو ظن ان ابيه يحبه أكثر وقد حدثنا القرآن الكريم في سورة يوسف عن ذلك وكيف تسببت الغيرة في التخلص من اخيهم الطفل؛ وبالفعل تخلص من أخيه وبدأ يتحول الي طفل مريض وبدأ في قتل عمه ومن ثم أبيه وتوالت أحداث المسلسل في سلسلة من الاجرام! فبدأ في إحداث عاهة مستديمة لابن عمه افقده بصره وترك زوجته وتزوج بامرأة اخرى باسم مزور وبالتالي شهادات ميلاد لابنائه مزورة!
لم اتطرق في هذا المقال عن القضية الأصلية للمسلسل بل سأتطرق للقضية الفرعية التي تسببت في القضية الأصلية! فالبعض يتزوج وهو غير مؤهل للزواج والبعض ينجب وهو غير مؤهل للانجاب وشتان بين الزواج والانجاب! فقد يكون الشخص مؤهل للزواج ولكن غير مؤهل للانجاب وقد يكون غير مؤهل لكلاهما! وينتج عن عدم التأهيل مشاكل لا حصر لها ولا تنتهي الا بانفصال ام بكارثة! وهذه القضية يجب ان يتطرق لها المجتمع ويعيها جيدا فالزواج من اكثر المخاطر التي قد يتعرض لها المجتمع اذا كان خاطيء واكبر المخاطر الطلاق! فيجب علي كل اثنين مقبلين على الزواج ان يتمعنوا جيدا في الاختيار وفي مرحلة التعارف والخطوبة يدرسوا جيدا شخصية وطفولة شريكهم لان من خلال الماضي ستعي كيف يكون الحاضر والمستقبل ولا تتجاهل ذلك؛ فمن أفتقدت الحب والحنان منذ صغرها ولم تجده في ابيها اما تكون امرأة ذات مشاعر جافة اما امرأة تبحث عن حب مضاعف من شريكها وإذا لم تجده فتصبح امرأة قاسية وحياتها اشبه بالجحيم! والراجل المفتقد الحب في طفولته وشعر بالتمييز بينه وبين اخوته وتربى تربية قاسية من جانب الأب او بلا تربية من أمه بحيث تركت له الحرية بلا حجام فسينتج عن ذلك راجل أناني سليط القلب واللسان شخص مريضا نفسيا لا يرى الا نفسه وبالتالي تتحول الحياة معه الي جحيم! ناهيك عن عدم تأهيل الشريكين للانجاب فسينتج عن ذلك عدم معرفة كيفية التعامل مع الأطفال! فهناك من يظن ان الإنجاز في الإنجاب فهذا ليس بصحيح الإنجاز في التربية السوية للطفل! طفل مليء بالحب والحنان؛ طفل يعرف أبويه تجنب مشاعر الغيرة من اخوته وكيفية تحويل مشاعر الغيرة لحب واحتواء؛ بخلاف اذا حدث انفصال وشيء متوقع من لم يمتلك ثقافة الزواج وفن التعامل مع الشريك سيصبح مفتقد ثقافة الطلاق وفن التعامل مع الانفصال! فنجد كل طرف يحاول الانتقام من الطرف الآخر وسلاحه الطفل؛ فيبدأ كل منهما يعلن الحرب وتبدأ الأم بتهديد الأب بعدم رؤية الأطفال وتبدأ بزرع مشاعر الكراهية بداخل الطفل تجاه أبيهم مما ينتج عن ذلك أطفال مرضى نفسيين لا يحبون الأب وعندما يكبروا يكرهون الأم؛ فخلال مرحلة الطفولة يتعامل الأطفال طبقا للمصلحة وذلك بسبب رغبة كل طرف في جذب الأطفال لديهم فالأم تبدأ بالاهتمام الزائد بالطفل حتي يحبها زيادة عن أبيهم والأب عند رؤيته لاطفاله يبدأ أيضا بالتعبير عن حبه الزائد لمحو أي آثار سلبية من كلام الأم ويبدأ الأطفال بالتعامل الذكي مع الأبوين من اجل المصلحة! وعندما يكبروا تكبر معاهم تلك المشاعر فيتحول الحب الي حب مصلحة من الأبوين بخلاف الأمراض النفسية التي تكبر معهم ويتحولوا الي أشخاص نرجسية معقدة!
فالأمر كارثي تطرق له المسلسل وهذا جزء بسيط من الواقع يجب ان ينتبه المجتمع الي ذلك بداية من الأسرة بعدم دفع الأبناء الى الزواج رغما عنهم بمن لا يريدونهم وعدم زواج المرأة او الراجل بمن لا يرغبون في الزواج منهم بدافع انهم يتزوجون من أجل الإنجاب! فلا يتتزوج من اجل المجتمع او خوفا من العنوسة او من اجل نظرات المجتمع بل تزوج شريك حياة سوي تجد فيه الحب الصادق البعيد عن المصالح تجد فيه الأمان والمودة والرحمة والاحتواء ولا تنجب الا وانت قادر علي احتواء الأطفال واشباعهم بالحب فالعبرة ليس بالزواج المبكر بل بالزواج الناجح والاستمرار فيه والعبرة ليس بالإنجاب من اجل طفل يحمل اسمك! او من أجل العزوة! بل من أجل اطفال اسوياء قادرين علي بناء مجتمع سوي.
فمبناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية يجب علي المجتمع بكل طوائفه ان يهتموا بالصحة النفسية للطفل لان بناء مجتمع قوي يبدأ من بناء طفل قوي وسوي نفسيا وتلعب الأسرة دورا قويا في ذلك متمثلة أولا في الاب والام فإذا كانوا هم من الأساس بحاجة لعلاج نفسي كان لابد من ادراكه قبل الشروع في الزواج والانجاب فيجب معالجته حتي لا يصبح لدينا جيلا غير سوي نفسيا فما بني علي باطل فهو باطل؛ فيجب علي كل اب وام ان ينتبهوا الي الصحة النفسية لاولادهم ولا ينجبوا من اجل الإنجاب فقط ويركزوا في عملهم وحياتهم الشخصية وانانيتهم ليجدوا في نهاية الأمر أطفال معقدين ومرضى نفسيين.

تم نسخ الرابط