باحث بالعلاقات الدولية: تركيا تعتبر ليبيا بوابة لدخول القارة السمراء

قال الباحث في العلاقات الدولية، حامد عارف، إنه قد بدأ التواجد التركي في ليبيا قبل سنوات طويلة لكنه كان محدودًا، وتطور مع الوقت، ليأخذ أبعادا اقتصادية وعسكرية كبيرة، خاصة منذ عام 2020، عندما وقعت أنقرة اتفاقيات الدفاع المشترك والتعاون الأمني مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في الغرب آنذاك بقيادة، فايز السراج.

وتابع عارف أن تركيا توغلت عسكريا في ليبيا بشكل كبير، وتمثل هذا التوغل في الاتفاقيات العسكرية الجديدة التي وقعتها أنقرة.

وأوضح عارف أنه على هامش معرض ساها إكسبو 2024، تمكنت تركيا من الحصول على توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع حكومة الوحدة الوطنية بمجال التعاون في تدريب قوات الأمن، وإمكانية إتاحة اختبار أنظمة الدفاع التركي في ليبيا.

وأكد عارف أن هناك أسباب وراء رغبة تركيا في التواصل مع شرق ليبيا وزيادة وجودها العسكري في البلاد، موضحا أن تركيا لها أسباب كثيرة للتواجد في ليبيا، والاتجاه نحو معسكر الشرق أيضًا، فهي ترغب في أن تكون ليبيا بوابة للنفوذ إلى أفريقيا، لتحقق أهدافها في القارة السمراء فهي لها تواجد في أفريقيا وتسعى لتثبيت وتوسع تواجدها أكثر.

وشدد على أن ليبيا بوابة مناسبة لدخول القارة الأفريقية، كذلك فهي تطمح في استغلال الثروات الليبية الكبيرة والتواجد في شرق المتوسط، فالنفط والغاز الطبيعي الليبي مطمع للعديد من الدول ومنها تركيا التي ترغب في الاستفادة من هذه الثروات الضخمة.

وأكد عارف أن ليبيا دولة صراع، فأنقرة لديها تصنيع عسكري كبير، فضلا عن توجه تركيا للاستفادة الاقتصادية من المشاركة في عملية إعادة الإعمار التي يقودها صندوق إعادة إعمار ليبيا في الشرق، حيث وقعت الشركات التركية عقود للاستثمار والبناء في لشرق ليبيا، والشركات التركية متميزة في هذا الأمر.

وأوضح عارف أن تركيا استفادت من تموضوعها في ليبيا بأنها استطاعت أن يكون لها تمركز حقيقي ومشروع في منطقة شمال إفريقيا ومن ثم نفوذها أيضا في منطقة الساحل والصحراء واستطاعت أن يكون تواجدها في ليبيا هو قاعدة مركزية يمكن الإنطلاق منها إلى القارة السمراء وهو ما شاهدناه من تحركات تركيا سواء في دول الساحل والصحراء أو حتى نفوذها إلى شرق إفريقيا مع إثيوبيا وجيبوتي والعلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

وقال إن تركيا استطاعت خلال هذه الفترة أن تقوم بتدريب الجنود، ومن ثم وجود اتفاقيات استطاعت من خلالها تفويج العديد من الصفقات الخاصة بها وخاصة المسيرات البيرقدار التي تتميز بها تركيا، وكذلك أن يكون لها قدم في منتدى غاز شرق المتوسط وأن تكون من ضمن هذه الكوتة التي من الممكن أن تصنع تاريخا جديدا في الطاقة النظيفة.

أسباب عدم وجود قوة ليبية موحدة

وأوضح أن أحد الأسباب الاقتصادية هي السبب الأول والرئيسي في تواجد تركيا في ليبيا، فمن ناحية تريد أنقرة دومًا المحافظة على مصالحها الاقتصادية في ليبيا والتي كانت موجودة منذ فترة، لا سيما تلك الاستثمارات التركية الضخمة في مجال البناء، ومن ناحية ثانية يحتوي شرق ليبيا على موارد طبيعية هائلة خاصة النفط والغاز، وتعزيز العلاقات التركية الليبية قد يتيح لأنقرة استغلال هذه الموارد خاصة مع صراعها على الغاز في شرق المتوسط، ومن ناحية ثالثة، فإن الوجود لتركيا في ليبيا، يجعل تركيا تفرض نفسها كلاعب إقليمي في المنطقة.   

وأشار إلى أن التواجد التركي في ليبيا غربا والتوجه شرقا، ربما يدفعها للتفكير في هذه الخطوة الضخمة، رغم صعوبتها، وذلك بفضل الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تحصل عليها بمرور الوقت.

ولفت إلى أن الثقل التركي في ليبيا هو في الغرب الليبي، والعمق الاستراتيجي للغرب الليبي لا يسمح له بتنفيذ التجارب.

وأكد أن أمر إجراء التجارب بعيد المنال لأن هذه التجارب تستخدم في مناطق النزاع الساخنة، وحتى الآن لا تتواجد في ليبيا إلا مجموعات من المرتزقة صحيح أنهم بسيطي أيديهم على بعض الجغرافيا السياسية داخل ليبيا وهذا بسبب عدم وجود قوة عسكرية موحدة في ليبيا.

وأشار عارف، إلى أن تركيا قد تفكر في أن تصبح ليبيا حقل تجارب للصواريخ البالستية التركية، لكن دون وجود دلالات رسمية تركية تشير إلى هذا الأمر، في حين أن التواجد العسكري التركي في ليبيا غربا والتوجه شرقا، ربما يدفعها للتفكير في هذه الخطوة الضخمة، رغم صعوبتها، وذلك بفضل الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تحصل عليها بمرور الوقت، لافتا إلى أن الثقل العسكري التركي في ليبيا هو في الغرب الليبي، والعمق الاستراتيجي للغرب الليبي لا يسمح له بتنفيذ تجارب الصواريخ البالستية بعيدة المدى، لذلك إذا أراد تنفيذها  فلابد أن يكون في الشرق الليبي.

واختتم عارف حديثه، قائلاً: "أما على مستوى القوى الدولية، فقد تغض القوى الغربية الطرف عن إجراء تجارب صاروخية بالستية لتركيا في ليبيا..  وأعتقد أن أمر إجراء التجارب البالستية بعيد المنال لأن هذه التجارب تستخدم في مناطق النزاع الساخنة".