• حاسة الحب السابعة هي مجموعة قصصية للروائية والقاصة والشاعرة ( زيزيت سالم)؛ تتكون من 20 قصة وصادرة عن الهيئة العامة للكتاب.
•يخلو الكتاب من الاهداء ولكنه يحتوي على تمهيد يبدو كجزء مجتزء من ديوان شعري للكاتبة.
• وفقت الكاتبة في اختيارها لعنوان المجموعة القصصية "حاسة الحب السابعة" ، لكن جاء الغلاف فقيرًا من حيث التصميم والطبعة.
قراءة في المجموعة القصصية:
1.توصيف المجموعة القصصية:
مجموعة قصصية اجتماعية، يغلب عليها الرومانسية؛ تتمحور حول العلاقات "خاصة الأسرية" و المشاعر الانسانية منها؛ فكرة الموت، التواصل مع الآخر، حي مصر الجديدة، الحب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الرومانسية، ندوات الأدب، أزمة الكورونا، التصالح مع الزمن وفكرة الخوف منه، العلاقات داخل الأسرة الواحدة، تضحيات الأم تجاه أولادها.. وعليه قد القارئ يلمح شخص الكاتبة بين السطور، حيث تبدو الكثير من القصص كتجارب ذاتية أو حياتية حقيقية، واقعية في أجزاء عديدة، مما يعطي انطباع قوي بأننا أمام مشاهد ولقطات في حياة الكاتبة، سجلتها بعدستها أو لنقل بقلمها وشخصها الحساس عبر الورق؛ مثل " نافذة الذكريات" الأم التي كادت أن تفقد ابنها في ملاهي السندباد.
2.عرض دلالات وقصص المجموعة :
• فكرة الموت :
في قصة "العزف على أوتار الحياة" مزحت بين الانسانية والرومانسية من خلال علاقة الجد وحفيدته والتي تتقاطع مع الخط الرومانسي المتمثل في الحب المفقود الذي عايشه الجد مع جارته الأجنبية، ومنه خلقت علاقات إنسانية أخرى مثل علاقة الجارة المسيحية "مادلين" والتي تصوم رمضان مع أسرة الحفيدة نانا، ثم عالم الحفيدة الخاص بها وذكرياتها في المدرسة.. تنتهي القصة بموت الجد حيث نجد أن الموت ليس النهاية الوحيدة لتلك القصة بل كان يخيم على القصة الثانية "حاسة الحب السابعة" عندما تنبات البطلة بموت الجد، ووفاة الزوج أو الأب في قصة "بالأحضان" وفي قصة "صورتان لوجه واحد" مونولوج تنعي فيه البطلة وفاة الأم ثم الأب وهي تتساءل أيهما تشبه، وكذلك وفاة الزوج في "منتصف الليل"، وفي قصة " على حافة المستحيل" لم يمت شخص أو طائر بل مات حلم الكاتبة والتي كانت في انتظار معرض الكتاب لتعرض أول أعمالها ولكن تم تأجيل المعرض.
• فكرة التخاطرأو التنبؤ:
في قصة "حاسة الحب السابعة" والتي تحمل اسم المجموعة القصصية؛ تجسد القصة علاقة تخاطر قوية بين ابنة وأمها تعاني سكرات الموت، حيث تشاهد الابنة حلما يتعلق بوفاة الأم وهو ما يحدث بالفعل، وفي قصة "مقعد في السحاب" البطلة تمتلك نفس المهارة، حيث يتجسد لها مقعد في السحاب في أحلامها، والذي يحمل دلالات تحققت على أرض الواقع أربعة مرات؛ وفاة الجدة، العريس، حصولها على مكافأة، وكانت النهاية في سرقة اللص الصغير للسلسلة التي تعتز بها، ومن ثم فقدت رؤية المقعد أو القدرة على الحُلم ثانية.
•التصالح مع الذات والتعايش مع الألم والحب يشفي الأمراض وهذه الدلالات جاءت في القصص الآتية:
قصة "الحلوة .. الحلوة عينيك" عندما تعبر لون عين البطلة عن اصابتها بالكوليسترول فتتعايش البطلة مع المرض وتراه تجميل رباني، قصة " شفرة موسى زادتني جمالا" تصاب الفتاة بقطع في الوجه أثناء اللعب مع أخيها، وعندما يمر الزمن تلاحظ البطلة اختفاء الندبة بعد أن سامحت أخاها الذي تحبه، وأيضا قصة "الشفق الوردي" تصالح سيدة التي تبلغ الخمسين من عمرها وحمل الأسلوب الدعوة للتفاؤل والأمل وأيرا قصة " أتوجراف" وهي لسيدة ترفض حقن التجميل وتتذكر أن تجاعيد وجهها هي من صنعت ذكرياتها.
3.اللغة والأسلوب :
الكثير من القصص كُتبت بأسلوب شاعري وعذب كما في قصة " التفاحة الشهية وأيقونة الجنة" وهي مونولوج لفتاة تستعرض فيه مواصفات شريك حياتها، وكذلك قصة "بصحبة الملائكة" والتي تمثل رحلة صناعة الجنين حيث اختفت البطلة لكن الرحلة تمت داخل جسد الأنثى، أما الأسلوب فجاء سلس وبسيط بدون تعقيدات لغوية والتي تتناسب مع طبيعة قصص المجموعة.
4.الشخوص:
• تطغى المرأة على قصص المجموعة فهي البطلة لجميع الحكايات، كانت الحفيدة في "العزف على أوتار الحياة" والأم في عدة قصص أخرى، وهي أيضا الابنة والجدة والكاتبة والطبيبة، حتى في قصتها "بصمة الملائكة" ورحلة صناعة الجنين، كان الحدث داخل جسد الأنثى.
* ظهر التناقض الوحيد في تركيبة الشخصية في قصة "ليس في كل مرة تسلم الجرة" حيث عرضت نموذج لامرأة ناجحة تعالج أي مشكلة أو صعوبة تواجهها، لكنها تفشل في ركن سيارتها، حتى تأتي النهاية لتعاقب البطلة على عدم علاجها تلك المشكلة، قد نواجه بالحياة شخصيات ناجحة ومتميزة ولكنها تاي خللا لا تعمل على اصلاحه، ولكن ذلك لم يناسب الملامح الشخصية للبطلة.
* لا تظهر أية تعقيدات في رسم شخوص المجموعة القصصية، فغلبت علاقة الأم بالابن أو الابنة أو الحفيدة على معظم قصص المجموعة.
5. توظيف المكان:
ظهر توظيف المكان واضحا ومحددا في عدة قصص حيث تشاركت تلك القصص مكان واحد وهو "معرض الكتاب" ففي قصة " الحلوة .. الحلوة عنيك" كان المعرض هو الملتقة الذي نبهت فيه الصديقة صديقتها بتغير لون عينيها، كما يعطى انطباع بأنه حدث حقيقي ربما لم يحدث للكاتبة ولكن لشخصية مقربة منها، وفي قصة " على حافة المستحيل" البطلة تنتظر المعرض لعرض أول أعمالها ولكن يتم تأجيل المعرض، وفي قصة "خفايا القلب" وهو عالم الصداقة والغيرة بين الكاتبات والمحبة بعد عداوة.
ظهر أيضا المكان محددا في قصة نافذة الذكريات حيث تدور الأحداث في حي مصر الجديدةو في ملاهي السندباد على وجه التحديد.. ومما سبق يظهر الارتباط الوثيق للمكان بالتجارب الذاتية للكاتبة، فتبدو القصص وكأنها سيرة ذاتية شديدة الاختصار.
بينما في قصة " بصمة الملائكة" كان المكان مختلفا وهو جسد الأنثى، حيث أبدعت الكاتبة وصف رحلة صناعة الجنين بشكل يخلو من التوصيفات الفجة بل جاءت الرحلة مكتوبة بأسلوب راقي إنسيابي.
6. توظيف الحدث:
والمقصود به أن الكاتبة قد وظفت حدث ما وجعلته محورا رئيسيا تدور حوله قصتها، حيث جاءت "الكورونا" كعنصر مشترك بين عدة قصص مثل: حلم البطلة الي مات في "على حافة المستحيل"، فقدان الأم لزوجها وحرمانها من أحفادها بسبب الكورونا وابنتها التي تعمل طبيبة وتواجه حالات المرضى وذلك في قصة " بالأحضان".
السلبيات:
• اختفت الدلالات العميقة داخل المجموعة القصصية كما أن بعض القصص لم تحمل أية دلالات، بحيث يتساءل القارئ؛ ما الغرض من هذه القصة؛ مثال قصة " في منتصف الليل" حيث خلقت الكاتبة حالة من التشويق "الساسبنس" فبعد وفاة الزوج، تنتاب الزوجة حالة من الرعب حول طبيعة الشبح الذي يحوم في الشقة، ليتضح في النهاية إنه لص، ورغم إن النهاية جاءت عكس توقعات القارئ بأن الشبح ليس روح المرحوم، لكن القصة لا تحمل أي دلالة تُذكر.
• تكرار بعض الأفكار بشكل ما.. مثال؛ قلق وخوف الأم على ابنها كما في قصة "نافذة الذكريات"؛ كادت الأم أن تفقد ابنها في ملاهي السندباد، وفي قصة " الغرق في شبر ماء" تصيب البطلة عقدة من السباحة نتيجة حادث تعرضت له وهي صغيرة حيث كادت تغرق بأحد الحفر العميقة في البحر وهي من تنسى كل مشاعر الخوف عندما يتعرض ابنها للغرق فاندفعت نحو حمام السباحة لتنقذ ابنها.. ونلاحظ التشابه بين القصتين وإن اختلفت التفاصيل وهو خوف الأم على ابنها وانقاذها له.
•بعض النهايات كانت تتسم بالتطويل وتحتاج للاختصار مثال؛ قصة " شفرة موسى زادتني جمالا" رغم المعاني الانسانية الايجابية التي حملتها تلك القصة