**إنه يوم بتوقيت -لو تعلمون- مبارك وعظيم ، أول شهر رجب الذي ينبه المؤمنين إلى قرب رمضان -شهر الصوم العظيم- حيث تفتح السماء أبوابها مع قدومه تستقبل الدعوات الصالحات والأمنيات النافعات ومعها بالتأكيد أرواح طاهرة انتهت مهمة أصحابها الأعزاء على الأرض ، وقاموا برسالتهم على خير ما يرام ، ثم أدركهم الموت ليصعدوا في رحاب الرحمن ، تصحبهم دعواتنا وشهادتنا لهم بالخير والإيثار، وتبقى أعمالهم الصالحات ذخرا للأجيال.
**في هذا اليوم المبارك، ودعنا الأخت الغالية والزميلة الفاضلة نجوى أحمد بسيوني مدير تحرير الجمهورية التي تشرفت أولا بمعرفة والدها الصحفي القدير الأستاذ أحمد بسيوني -رئيس قسم المراجعة الصحفية بجريدة الجمهورية (الديسك الآن)- الذي كان من بين الأساتذة الذين استقبلوني وعلموني من الفن الصحفي الكثير، ثم جاءت ابنته نجوى للتدريب بعد حصولها على شهادتها الجامعية وبدأت في قسم المرأة تحت رئاسة الراحلة العظيمة نوال مدكور، وبعدها شقت طريقها بنجاح بين أقسام الجريدة، في تنافس شريف وسباق نزيه مع الزملاء الآخرين، إلى أن استقرت في القسم القضائي وأسند إليها الأستاذ علاء الوكيل -رئيس القسم الراحل- مهمة تغطية القضايا الكبرى التي يطلق عليها (قضايا الرأي العام) في ساحة دار القضاء العالي والمحاكم المختلفة، كما كان لها اهتمام مشكور بقضايا الأسرة بصورة موضوعية لفتت الأنظار، واستقرت موهبتها في النهاية في التغطية الصحفية لأعلى المحاكم المصرية (المحكمة الدستورية العليا) وظلت تتابعها حتى وقت قريب.
**وفي نفس الوقت نجحت ماما نجوى في مهمة الأمومة بتربية وتأهيل ابنيها المحترمين: عصام وطارق ليكونا من أشهر الأطباء البارزين، اللذين عادا إلى الوطن لينضما إلى الجيش الأبيض -ملائكة الرحمة- ويتمتعان بكل الحب والتقدير.
**بالنسبة لي، أعتز بصداقتنا الجميلة وأعترف بأفضالها الكثيرة خاصة ما قامت به من جهد مشكور لإتمام ارتباطي بسحابتي الممطرة، وكانت بالفعل حمامة السلام التي كانت أكثرها فرحا في حضور حفل قراننا المحدود، بعدها أصبحت صديقة لزوجتي حتى رحلت منذ سنوات -رحمها الله- وحرصت بعدها ماما نجوى على الاطمئنان على أحوالنا من حين إلى حين.
**اليوم نودع إنسانة طيبة وروح طيبة بكل المقاييس، تستحق منا الدعوات الصادقات لله -سبحانه وتعالى- أن يسكنها فسيح الجنات وان يلهمنا وأهلها جميل الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه لراجعون