ads
الإثنين 06 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

النفط لواشنطن والمياه لتل أبيب.. الطموحات الأمريكية والإسرائيلية في سوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل تصاعد الأحداث العسكرية في سوريا والمنطقة، تتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي في توسيع وجودها العسكري على الأرض، مستهدفة مناطق استراتيجية تمثل أهمية حيوية للأمن والمصادر الطبيعية في سوريا.

فقد أقدمت مؤخراً قوات الاحتلال على توغلات جديدة في الأراضي السورية المحتلة، وركزت على مناطق في الجولان السوري، حيث أعلن التلفزيون السوري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في ريف القنيطرة جنوب غرب سوريا، بالقرب من "سد المنطرة"، وهو أحد المصادر الرئيسة للمياه في المنطقة الجنوبية، وفقًا لما ذكرته قناة القاهرة الإخبارية.

يعد "سد المنطرة" من أكبر السدود المائية في سوريا، ويُعتبر المزود الأساسي بالمياه لمدينة القنيطرة وأريافها، إضافة إلى توفير المياه لمناطق أخرى في محافظة درعا.

ومع احتلالها لهذا السد، تسعى إسرائيل للسيطرة على مصادر المياه في الجنوب السوري بشكل كامل.

ويُظهر ذلك تصاعد التوترات الإسرائيلية في المنطقة، حيث قامت قوات الاحتلال بتثبيت نقاط عسكرية حول السد ورفع سواتر ترابية حوله، مع تحديد أوقات معينة لدخول وخروج المدنيين في المنطقة.

هذا التوغل يأتي في وقت حساس، حيث تتزامن هذه الإجراءات مع تزايد التصعيد العسكري الإسرائيلي في مختلف أنحاء الجنوب السوري.

وفي تطور متزامن في شمال شرق سوريا، حيث تتواجد حقول النفط، عزز التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من وجوده العسكري في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

يهدف التحالف، من خلال دعم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلى تعزيز سيطرتها على مناطق غنية بالموارد الطبيعية، وخاصة حقول النفط في شمال سوريا، والتي تمثل 60% من إجمالي النفط السوري.

حيث وصل إلى المنطقة تعزيزات لوجستية ضخمة عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق، شملت أكثر من 400 شاحنة و18 طائرة شحن عسكرية.

تأتي هذه الخطوة في إطار خطة أمريكية لفرض هيمنتها على حقول النفط في شمال سوريا، وهي منطقة تتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة للتحالف الدولي.

وفي الوقت نفسه، يعاني القطاع النفطي في سوريا من تراجع كبير في الإنتاج، حيث انخفض إنتاج النفط من 383 ألف برميل يوميًا قبل عام 2011 إلى 40 ألف برميل يوميًا حاليًا، نتيجة للدمار الهائل الذي لحق بالقطاع بسبب الحرب المستمرة.

في هذه الأثناء، تستمر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تموضعها حول حقول النفط في مناطق دير الزور والحسكة، مستفيدة من الدعم الأمريكي لحماية تلك الحقول من هجمات الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.

أما في الجولان السوري المحتل، تواصل إسرائيل توسيع مستوطناتها، حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته ستواصل تعزيز وجودها في مرتفعات الجولان، مشيرًا إلى أن هذا التوسع يعتبر من الأولويات الأمنية لإسرائيل.

ويأتي هذا في وقت يتزايد فيه الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، خاصة في جبل الشيخ الذي يمتاز بموقعه الاستراتيجي كونه يطل على أربعة دول عربية، وهي سوريا ولبنان والعراق والأردن، وهو ما يتيح لإسرائيل مراقبة تحركات قوات سوريا والحلفاء في المنطقة.

ومن جانب آخر، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية عبر شن غارات جوية على مواقع للجيش السوري، في إطار سياسة استهداف قدرات الجيش السوري وتدمير بنية النظام العسكري.

وقد تم استهداف مواقع عدة، منها "تل الشحم العسكري" و"اللواء 90" في ريف دمشق، حيث أعلنت وسائل الإعلام السورية عن وقوع انفجارات قوية إثر الغارات الإسرائيلية.

فيما يتعلق بالحدود بين سوريا والأردن، يشهد حوض اليرموك توغلات عسكرية إسرائيلية في محيط "سد الوحدة"، الذي يُعد من أكبر المشاريع المائية المشتركة بين سوريا والأردن.

تحاول إسرائيل تعزيز السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية التي تعتبر مصدراً رئيسياً للمياه في الأردن وسوريا على حد سواء، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع في هذه المنطقة.

من خلال هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية، يبدو أن التنافس على السيطرة على الموارد الطبيعية، سواء كانت النفطية أو المائية، هو العامل الرئيسي الذي يحدد مسار الصراع في سوريا، في وقت يعاني فيه الشعب السوري من نتائج هذا التدمير الممنهج على كافة الأصعدة.

تم نسخ الرابط