أخي وشقيقي الأصغر، أبو أمين (عزيز) يقولون: أن مرور الزمن يُسلي، وقد يُنسي، ولكن (ياحبيبي) كلما مر يوم تفجرت في قلبي ينابيع من الشوق إليك؛ لأن كل شيء جميل في حياتي منك وإليك، فلا أستطيع أبد أن أسلاك، أو أنساك.
لا يمكن أبدا أن أنسى في كل مرة أعود من غربتي الحتمية في قاهرة الدنيا والمعز إلى بيتي، مثوى الآباء والأجداد، فأجدك تنتظرني في لهفة وشوق، وكنت معك كلما تلفت في كل اتجاهاتي أجدك فيها، كأني بك تتلفت إلى الأم الشفيقة، والأب الحاني الرؤوم، ثم ما تلبث أن تغرق في أحضاني فأشتم فيك رائحة الابن الغالي البار، ويحتضنك قلبي حضنا لازلت أبحث عنه بعد رحيلك عند أعز من أحب - إن بقي لي من أحب- لعلي أجد شيئا يعوضني- ولكن هيهات هيهات أن يعود شوقي بشيء مما فات.
شقيقي!
لا أنسى لك حفاظك على كل شيء مني ولي، كنت تحب أبنائي أكثر من حبك لأولادك، كنت تصون مالي وتحافظ عليه أكثر من محافظتي عليه، كنت عفيف النفس عزيزا - اسما على مسمى- .
أخي - حبة قلبي.
عندما افتقدتك، لم يعد لي بعد فقدك شيء أبكي عليه، ويوم ودعتك إلى مثواك الأخير، ودعت معك كل ملذات الدنيا ومتعها، لأنك كنت الدنيا بمتعتها وملذتها.
شقيقي
كلما فكرت في عودتي من غربتي الأبدية إلى مثوى الآباء والأجداد، عندما تأزني إليها الأشواق أزا، ويجذبني الحنين جذبا، أحجمت قدماي عن السير بعد أن يسألني القلب والعقل: إلى أين أنت ذاهب، ومن هناك ينتظرك؟ ولمن هذا الشوق الذي يهزك، والحنين الذي يستفزك؟ وكأني بي أريد أن أجيبهما، قائلا: إليه، إلى (عزيز ) فقلبي يكاد إليه يطير، ولكن يا أسفاه !! تأتي الفكرة بعد سكرة الأمل في اللقيا، لتقول لي: إنه لم يعد هناك لينتظرك كما تعودت وتعود قلبك، ألا تدري- وما أنا دارٍ- أنه قد ترقَّى حتى ارتقى إلى مجالس الأصفياء الأنقياء الأطهار؟؟.
إنه قد صار هناك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
فارتد إليَّ خفق قلبي خاسئا وهو حسير.
اللهم اسق قبره من غيث رحمتك، وتجلى عليه بشآبيب عفوك ومغفرتك.
وتتقبل من كل من دعا له بالرحمة
وجزاكم الله خيرا