ads
الأربعاء 15 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

مأساة مصحة أبو النمرس.. عندما تتحول الأخوة إلى عداء قاتل

محكمة جنايات الجيزة
محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محروس عبد الهادي

في ظلمة الحياة، تتحول الروابط العائلية من حصن الأمان إلى ساحة مأساة، حين تتبدد الثقة بين الأخوة، وينقلب الحب إلى عداوة قاتلة، مأساة مصحة أبو النمرس، ليست مجرد جريمة عابرة، بل هي حكاية صراع بين الإدمان والغدر، وبين قلب أم مكلوم وأبناء ضلوا الطريق، هي قصة أخ أسلم شقيقه إلى مصير قاس في مصحة بلا ضمير، حيث انتهت الرحلة بدماء بريئة وأوراح محطمة، في تلك اللحظة، انكسرت كل معاني الرحمة، وتحول الأمان إلى فزع، ليبقى السؤال: كيف تتحول القربى إلى خيانة قاتلة؟!.. هذا ما كشفت عنه أسباب الحكم الصادر من محكمة الجنايات.

أودعت محكمة جنايات أول درجة الجيزة، حيثيات حكمها بمعاقبة مدمن وعاملين بمصحة لعلاج الإدمان وبراءة الأم في مأساة مصحة علاج الادمان بأبو النمرس

قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار محروس عبد الهادي آدم وعضوية المستشارين خالد مصطفى وأحمد عبد الجواد بحضور محمد عمر وكيل النيابة بأمانة سر شنودة فوزي، إن واقعات  الدعوى حسبما أستقرت فى يقين المحكمة وأطمأن إليه وجدانها مستخلصة من مطالعة سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها  بجلسات المحاكمة تتحصل فى أن خلفِ وبغض وضغينة قد دب بين المتهم وليد صلاح محمد عبد الله وشقيقة المجنى عليه محمد استحكمت حلقاته بينهما، مما أوغر صدر المتهم على أخيه وبات حانقاً عليه ، فوسوس له شيطانه وزين له السبيل المعوج ليضر بأخيه فأنتوى إيذائه بدنياً بإيداعه إحدى الدور غير المٌرخصة والتى تدعى كذباً علاجها للمرضى المدمنين والتى قد أودع المتهم ذاته فيها من قبل للعلاج من دائِة المزرى وذاق من القائمين عليها أطيافاً من العذاب البدنى الذى كان يتجدد وقوعه عليه بتجدد أيام تواجده فى ذلك المكان وهو عذاب ابتدعه العاملين بتلك الدور غير المٌرخصة فى سبيل عزل المدمنين وإيذاء أبدانهم وهى جرائم ترتكب وأعراض تنتهك تحت زعم كاذب هو تقديم العلاج فى غيبة من الرقابة الطبية المختصة أو الترخيص القانونى، فأوعز له شيطانه أن يلحق بأخيه ما أصابه وأن ينزله تلك الدار وهو العالم بما سيؤول إليه تواجده فيها من أذى بدنى ومعاملة سيئة تتجافى مع الناموسين الإنسانى والطبى، فهاتف المتهم مالك تلك الدار المشئومة وزف إليه نبأ رغبته المحمومة فى إلحاق شقيقة المجنى عليه بها وطلب إليه إيداعه الدار على زعم من أنه قد أصابته لعنة الإدمان فاستجاب له طمعاً فيما سيعود عليه من مالِ منه لقاء ذلك وأوصله بالمتهم محمد سيد السيد محمد الذى اتفق معه على اصطحاب أخيه وإيداعه فى تلك الدار، وفى عصبة آثمة تحت مسمى أطلقوه على أنفسهم ( فريق الشحن ) توجه المتهم محمد سيد رفقة المتهَمين أحمد هشام فيشار و محمد أحمد خليل وآخرمجهول ويدعى ميدو قاصدين مسكن المتهم وشقيقة والتقوا بالمتهم على مقربة منه ليعدوا عدتهم ويجمعوا أدواتهم من لاصق من البلاستيك ومحقن وقاموا بشراء عبوة حقن (كيتولاك ) وتوجهوا لمسكن المجنى عليه مجمعين فيما بينهم على توثيقة باللاصق الذى أعدوه وحقنة والإعتداء عليه ضرباً لإنهاكه وشل مقاومته حتى يسهل اقتياده للمكان الذى قصدوه، ولما بلغوا مسكن المجنى عليه استقبلهم المتهم شقيق المجنى عليه ومكنهم من الدخول ومكثوا غير بعيد حتى أرشدهم عن مرقد المجنى عليه مستلقياً على فراشة يغط  فى نوم عميق وأمهما بين ولداها حائرة ليست مستفطنة لما يجرى غير أنها مكلومة فى ولديها مريضهما يطلب العلاج لمن أدعى مرضه وبينهما هى حائرة لا تملك الرفض حرصاً عليه، فاِنسَلوا إليه صامتين حتى بلغوا فراشه وتحسسوا مخدعه فألفوه آمناً بفراشه مستكيناُ ولم يفطن للأذى المحاك له ممن كان آمناً له ولم يحذر منه فلما استشعر بوجودهم استيقظ مذعوراً فباغتوه وضربوه وبلاصق شفاف قيدوه من ساقيه وذراعيه بإحكام فضاقت به الدنيا بما رحبت وصرخ فنادى فأبصر أخيه وقد ظن فيه الخير ولم يكن يدرى أنه هو من تحجر قلبه ودبر العدوان عليه وبمشاعر ملؤها قسوة وبقلب لا يخفق لرحمه أسكته وسد فاه بقطعة قماش ( كساء وسادة ) واضعاً إياها بفمة وطوق عليها بلاصق، وفى تلك اللحظة التى أخترقت فيها يد الغدر جدار القربى لتمتد على من كان يوماً شريكاً فى الضحك واللعب كان القلب يخفق بين الضلوع لا يصدق أن من يترصده لإيقاع الأذى به هو ذاته من تشارك معه المهد وتقاسم معه الزاد وضحكات الطفولة فخارت قواه وضاق نفسه وأزرق وجهه وتهدبت عيناه خوفا، واستكمالاً لعملهم الدنىء وحلقات الإعتداء سدد له المتهم محمد أحمد خليل ضربات عده استقرت بوجهه كما توالى عليه باقى المتهمين ضرباً بالأيدى وحقنوه بالمحقن الذى أعدوه حتى انهزمت قواه بتعديهم عليه واقتادوه عنوه لخارج المسكن مضرجاً فى دماه متجهين مقصدهم إلا أن روحه قد فاضت وسلمت لبارئها متأثراً بإصاباته التى أحدثوها به والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والذى عزى وفاة المجنى عليه لإصابته الرضية بخلفية الرأس وما أحدثته من نزيف دموى إصابى بالمخ أدى إلى حدوث توقف بمراكزه الحيوية إنتهت بالوفاة وأن الكدمات المتسحجة أسفل خلفية الساعدين يجوز تحلفها عن قيد وأنه بفحص عينة دماء المجنى عٌثر على ( آثار ضئيلة ) لمخدر الترامادول ، وبإبلاغ الشرطة بوجود الجثة بالمستشفى أجرت تحرياتها التى أكدت إرتكاب المتهَمين من الأول للرابع للواقعة وحددت أدوارهم وتمكنت من ضبط المتهمين بدائرة الجيزة وأقروا بإرتكاب الواقعة والتى لم يقصدوا منها قتلاً ولكن ضربهم له قد أفضى إلى موته .   

تم نسخ الرابط