ads
الخميس 13 فبراير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

نحن الآن في منتصف شهر شعبان، أيام قليلة تفصلنا عن استقبال شهر رمضان، ذلك الشهر الذي ننتظره بشوق كل عام. لكن مع اقتراب الهلال، يخطر ببالي سؤال يتكرر كل عام: هل اختلفت أجواء رمضان بين زمان والأيام اللي بنعيشها الآن؟ هل فقدنا سحر هذا الشهر الكريم مع مرور الوقت؟

الإجابة ليست سهلة، لكنها بالتأكيد مثيرة للتفكير. لنتوقف لحظة ونراجع في ذكرياتنا الرمضانية القديمة، لنعرف كيف كانت الأجواء، وكيف تبدو اليوم.

من الشوارع المضيئة إلى الشاشات اللامعة

زمان، كانت الشوارع تتزين بالفوانيس اليدوية، وكان الأطفال ينتظرون المسحراتي علشان يصحيهم للسحور وصلاة الفجر، وكانت روح رمضان تملأ الأجواء وتزين الشوارع. كانت الأسرة تجتمع حول مائدة بسيطة بعد يوم طويل من الصيام.

أما اليوم، فقد تراجعت هذه المشاهد. رمضان أصبح موسمًا يملأ الشاشات بدلًا من الشوارع، والمسلسلات الرمضانية باتت تسرق الأضواء أكثر من أي وقت مضى. التكنولوجيا قد تكون جعلت الحياة أسهل، لكن هل أضاعت منا لحظات التواصل العميقة التي كانت تميز رمضان؟

الصيام بين البساطة والإسراف

كان رمضان زمان يتسم بالبسطاء، وجبة الإفطار لم تكن مليئة بالإغراءات التي نراها اليوم. كانت الأسر تتشارك في إعداد الطعام، وكل طبق يحمل طعمًا خاصًا مليئًا بالمحبة والقناعة.

أما اليوم، فقد أصبح الطعام جزءًا من الاستهلاك المبالغ فيه، والعروض الرمضانية تلاحقنا من كل زاوية. الأسعار ترتفع بلا سبب، والوجبات السريعة باتت تنافس الأكلات التقليدية. بعض الناس لم يعودوا يتذكرون مواعيد الإفطار إلا من خلال إشعارات الهاتف. أين اختفت تلك اللحظات الحقيقية؟

العبادة بين التقاليد والسرعة

زمان، كانت المساجد تمتلئ بالمصلين، وصلاة التراويح كانت تجمع الجميع بروح واحدة. أما اليوم، فمع أن التكنولوجيا سهلت الوصول إلى الدروس الدينية والقرآن، إلا أن البعض لم يعد يخصص الوقت الكافي للعبادة. أصبح الركوع والسجود أمام الله أمرًا ثانويًا للبعض وسط زحام الحياة الحديثة.

التواصل الاجتماعي.. من الزيارة إلى الرسالة

رمضان كان فرصة للقاء العائلة، والجيران كانوا يتشاركون الطعام دون تكلف. أما اليوم، فقد استبدلنا الزيارات برسائل واتساب، وأصبح التفاعل الاجتماعي رقميًا أكثر من كونه حقيقيًا. فهل يمكن للتكنولوجيا أن تعوض دفء اللقاءات الرمضانية؟

رمضان... هل تغير للأفضل أم للأسوأ؟

هل أصبح رمضان أفضل بفضل التكنولوجيا؟ أم أن ما فقدناه من البساطة والروحانيات لا يمكن تعويضه؟

ربما تبقى الإجابة بين يديك، أنت من يختار كيف يجعل رمضان مختلفًا. السحر الحقيقي لم يختفِ، لكنه في داخلنا، ينتظر من يُعيد إحياءه. فإذا كنت تشعر أن رمضان اليوم فقد بريقه، فتذكر أن التغيير يبدأ منك أنت.

تم نسخ الرابط