الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

معالج روحاني.. خانته زوجته.. فاستقطب الفتيات لاشباع رغبته

عماد للروحانيات
عماد للروحانيات

أفكار شيطانية وحيل خبيثة لجأ لها موظف سابق بالمعاش بعد بلوغه سن التقاعد ؛ لكي يستقطب بها فتيات في مقتبل العمر لإجبارهن علي إشباع رغباته وشهواته.. استغل الذئب عدم خبرتهن في الحياة، وأوهمهن بقدرته علي معالجتهن من حالات الاكتئاب والملل، وبدأ في استدراجهن عن طريق المحادثات الصوتية لعلاجهن، ثم تعمقت العلاقة، وبدء التحدث فيديو «صوت وصورة»، وطلب منهن إقامة علاقات غير شرعية مع اقاربهن؛ لتكوين شبكة للمثلية، وركز المتهم علي المحافظات النائية؛ لاستقطاب ضحايا، حتى أبلغت فتاة رجال المباحث الذين نجحوا في القبض عليه، وأحالته النيابة إلي محكمة الجنايات.

عماد موظف بالمعاش يبلغ من العمر 56 سنة يعمل أمين مخازن بشركة أدوية، متزوج من اثنتين، الأولى انفصل عنها بعد خيانتها له، والثانية كانت له المعين والسند، رزقه الله بالبنين والبنات، فلديه ثلاثة أولاد وفتاة، أصغرهم في سن الشباب 18 سنة، ولأن عماد يجلس بلا عمل، عاطل ففكر في إشباع رغباته الدنيئة، وانساق خلف نفسه الشريرة، وفكر ودبر في استقطاب الفتيات، وكيف تأمنت له الفتيات، فما كان منه إلا أن أدعى أنه معالج روحاني، ولديه خبرة أكثر من 30 عاما، فأنشأ حسابا على الفيس بوك وبدأ في نشر بوستاته لاصطياد الفتيات، مدعيا قدرته على علاج أكثر من 100 حالة شديدة التعقيد.

ولأن عماد يعلم أن الجروبات هي أكبر منتدى لتجميع الفتيات، أنشأ ثلاثة جروبات على الفيسبوك سماهم " روحانيات نورانية، وعماد للروحانيات، ونور الهدي"، وبدأ في دعوة الجميع للانضمام لتلك الجروبات، حتى أصبح رواد هذه الجروبات بالآلاف، ارتدى عماد ثوب الداعية، ونشر بوستاته عن العلاج القرآني وفك العقد، وتفاعل المواطنين مع هذه البوستات اعتقادا منهم أنه عالم في مجال فك السحر والشعوذة.

وفي الثانية عشر ظهرا من يوم الثاني من يونيو 2023، شارك عماد جمهوره بمجموعة جديدة من البوستات عن الرقية الشرعية، حتى سقطت طالبة في براثن خيوطه، فقامت بالتعليق على البوست، وسط تفاعل الآخرين معه، ولكن كان لهذا التعليق أثره في نفس المتهم، وشعر بالوصول إلى رغبته، وبدأ في مراسلة الضحية عن طريق الشات «ماسنجر»، وأرسل إليها أيضا عدة أدعية دينية خاصة بالرقبة الشرعية، وطلب المتهم من الضحية التحدث «صوتا» عبر برنامج «الماسنجر»؛ لأنه يتعب من الكتابة، وتناقش خلال هذه المكالمة عن كيفية الرقية الشرعية بالقرآن، مدعيا حفظه لكتاب الله ، وقارئ كتب ومطلع، وأنه قادر علي علاج أي حالات اكتئاب بفضل علمه.

أوهم المتهم الضحية بأنه من الصالحين، وادعى أن علمه نابع من كونه من نسل الأخيار، واستمر في سؤاله ضحيته عن عباداتها وصلاتها وتدينها، فأجابته أنها متكاسلة في العبادة، فما كان منه إلا أن خدعها بأن هذا يرجع لتمكن جن عاشق من السيطرة عليها، وأنه يمكنه إخراجه والسيطرة عليه عندما يعاشرها معاشرة الأزواج، بل وإخراجه خلال ساعات، بل أنه طالبها بسرعة العلاج على يديه لإخراج الجن العاشق حتي تتمكن الضحية من أداء فريضة الصلاة، ووعدها خلال أربع جلسات بأنها ستكون أفضل من الأول، ومرت الأيام، وكل يوم يتحدث معها فيديو بحجة المعالجة، وطلب منها عدم قراءة القرآن، ومنعها من قول الأذكار؛ مدعيا أن كل ذكر له خادم، ومنعها من التحدث مع أهلها في المنزل في أي أمور تتعلق بالدين، حتي لا يتمكن الجن من البقاء في جسدها، وهو في عقله خلاف ما يظهر في الحقيقة، فكل الذي كان يشغله في ذلك الوقت هو الانفراد بالفتاة وارضاء رغباته ونزواته.

وفي يوم تحدث إليها عقب صلاة العشاء، وسألها هل قامت بأداء صلاة العشاء، فكانت الإجابة: «لسة»، فنصحها بسرعة أداء صلاة العشاء، والبعد عن قراءة القرآن والاذكار، وبدء في الحديث معها عن نفسه وعن الدين والخلوة التي يقرأ فيها، وعن الستات التي تأتي إليها من كافة البلاد العربية لعلاجها، فطلبت منه الضحية أنها تغلق الخط؛ لأنها تعبانة وتريد الاسترخاء، فأكد لها أن الجن العاشق يريد أن يخلو بها، وطلب منها أن تضع يدها علي صدرها وأسفل ظهرها، وأن تقوم بشراء مسك أسود، وزيت زيتون وملح وخل في أسرع وقت ممكن.

اتصل المتهم بالضحية علي تطبيق «الماسنجر»، وسألها عن تجهيز الطلبات التي طالبها منها، ولكنها لم تكون قد جهزت الطلبات، فترك لها رسالة مفادها «براحتك»، وفي اليوم التالي تحدث إليها وسألها عن الحاجة، وكانت قد جهزتها، وترك لها رقم هاتفه المحمول، وطلب منها الاتصال به؛ لأنه في محل عمله ممنوع «النت»، وفي اليوم الثالث تحدث إليها وطلب منها تجهيز طلباته ، وترديد جملة «عالجني بالتي كانت هي ليا الداء»، وطلب منها وضع الملح وخلع ثيابها في غرفة النوم حتي يقضي علي الطاقة السلبية، أما المسك الأسود وزيت الزيتون يتم وضعهما في أماكن حساسة في الجسم.

وفي اليوم الرابع تحدث المتهم الي الضحية وطلب منها الاستعداد لأولي جلسات العلاج، وأنه مستعد بطاقته، وبدء يقرأ، وينطق اشياء غير مفهومة، وطلب منها فتح «الكاميرا »، وبدأ دهان الزيت بجسدها  في صمت تام، وفي نهاية المكالمة قال لها:« هذا الأسلوب مش هينفع»، وطلب منها ارسال صورة لها، وعلم عليها علامة حمراء في منطقة العين، وأكد لها أن الجن العاشق مسيطر عليها سيطرة تامة، وطلب منها سرعة فتح الكاميرا فيديو، وبدأ يطلب منها خلع ملابسها ويتصرف تصرفات غير أخلاقية بحجة العلاج، حتي تمكن من الحصول علي صور وفيديوهات خاصة للضحية بملابس النوم وغيرها، ثم بدأ يبتزها ويهددها في حالة عدم الرضوخ لطلبه يتم نشر الفيديوهات الخاصة بها علي مواقع التواصل الاجتماعي، وإرسالها إلى أهلها، كما طلب منها إقامة علاقة غير أخلاقية مع أحد اقاربها وإرسال فيديوهات له، من أجل تكوين شبكة المثلية.

فاض الكيل بالمجني عليها، وقامت بتحرير محضر بالواقعة في الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية بالواقعة، وتم إحالته إلى النيابة، وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهم، وتم تحديد مكان إقامة  المتهم ونجحت الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض عليه أسفل منزله بمنطقة بولاق الدكرور، وبحوزته هاتفه المحمول، وبتفتشه عثر على صور عارية للمجني عليها، وغير من الفيديوهات لمجموعة من الفتيات، وبمواجهته اعترف بارتكابه للواقعة، وتم إحالته إلى محكمة الجنايات بالجيزة التي قضت بمعاقبته بالسجن المشدد 10 سنوات، صدر الحكم برئاسة المستشار علاء الدين كمال البيلي، وعضوية المستشارين منتصر احمد كحك، وأيها طلعت يوسف، وأمانة سر أيمن عبد اللطيف، وهاني حمودة.

تم نسخ الرابط