حيثيات الإعدام لقاتل صديقه بالطالبية.. والسبب خطيبته
أودعت محكمة جنايات الجيزة، حيثيات حكمها بمعاقبة محمد المهاب الشريف بالإعدام شنقا، لقيامه بقتل صديقه لإساءته إلى خطيبته وذكرها بالسوء.
قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار الدكتور محمد الجنزوري وعضوية المستشارين محمد أبو سحلي و بهاء عطيه بحضور أحمد السيسي وكيل النيابة بأمانة سر أحمد رفعت وماجد منير، في قضية النيابة العامة رقم 10513 لسنة 2023 جنايات الطالبية المقيدة برقم 5041 لسنة 2023 كلى جنوب الجيزة، حيث اتهمته النيابة العامة لأنه في يوم ۲۰٢٣/٦/٢٠ بدائرة قسم شرطة الطالبية محافظة الجيزة.
** قتل المجني عليه خباب حسن عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتله علي اثر خلف نشب بينهما فانطق لمحل الواقعة وهو يعلم سلفا بتواجده وما ان ظفر به حتي طعنه بسلاح أبيض - سكين - قد اعده مسبقا لذلك الفرض فأحدث إصابته الموصوفة بتقرير الصفه التشريحية والتي أودت بحياته قاصدا ازهاق روحه.
** أحرز سلاحا ابيضا (سكينا) بغير مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية .
تفاصيل الواقعة
قالت المحكمة في حيثيات حكمها أن الواقعة حسبما استقرت في يقينها واطمأن لها ضميرها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أنه وبتاريخ ٢٠ / ٦ / ٢٠٢٣ الساعة الثامنة مساءً ولما كان المتهم تربطه بالمجنى عليه صداقه أفلت جذوتها فقد اجتمعا سويا بمنزل أحد أصدقائهما لتجاذب أطراف الحديث حول أمورهما الخاصة وتطور الأمر إلى الحديث عن خطيبة المتهم وهنا تدخل الشيطان الذي كان ثالثهما والذي نجح في إزكاء روح الشحناء والبغضاء بينهما حيث قام المجنى عليه بذكرها بسوء وتطرق إلى سمعتها وشرفها وذكرها بكلمات"مسيئة" وهنا ثار ثائرة المتهم وأخذ في الشجار مع المجنى عليه وتطور الأمر بعد أن حمية لهيبه الى قيام المتهم بإخراج سلاح أبيض من بين طيات ملابسه وضرب المجنى عليه به في رقبته أعلى الترقوة اليمنى ثم انصرف مما دعى المجنى عليه إلى الإنصراف واتصل بصديقيه أكرم على و غازی اسامه ( الشاهدين الثاني والثالث) وتقابل معهما وقص عليهما القصة وما كان من أمر تعدى المتهم عليه ومن ثم قام بالاتصال بالمتهم ودعاه للحضور ومقابلته بشارع رمزى فرج من شارع ترسا الهرم دائرة قسم الطالبية في تمام الساعة العاشرة مساءً وهو الأمر الذي قابله المتهم بارتياح شديد ووجدها فرصة سانحة للخلاص من المجنى عليه وفقاً للفكره التي سيطرت عليه من قبل وأن في ذلك شفاء لغليله وانتقاماً لكرامته الجريحة ومن ثم أعد العدة لقتل المجنى عليه في هدوء وروية وتحصل على أداة القتل التي وجدها مناسبه وهى سكين صغير مدبب مصمماً على قتل المجنى عليه إذا ظفر به في المكان والزمان الذي ضربه المجنى عليه دون أن يعلم أن فيه نهاية شبابه ومصرع أماله وطموحاته وبالفعل توجه الى المكان والزمان المار ذكرهما يمشي الهوينه هادئاً مطمئناً عالماً بعواقب فعله إذا قتل المجنى عليه غدراً وغيله مستغلاً في ذلك كون المجنى عليه لم يكن يعلم هذا الشر المستطير الذي ينتظره ونية القتل المصمم عليه في ذهن المتهم وبأنه حضر خصيصاً لشيئ واحد وهو قتله وإزهاق روحه ظناً منه أنه سوف يجرح المتهم بضربه في عنقه ويحدث به إصابه كالتي أحدثها به المتهم وبالفعل وما قام المجنى عليه بضرب المتهم في عنقه بكتر حتى قام الأخير بإنفاذ ما سبق وصمم عليه من قتل المجنى عليه فقام بإخراج سلاحه الأبيض (السكين) والذي أعده سلفاً لقتل المجنى عليه وسدد طعنه قاتله بكل ما أوتي من قوة في بطنه من الناحية اليسرى محدثاً حال ذلك ومن شدة تلك الضربه وما حملته من غل وحقداً شديدين قطعاً بالغشاء البلوري والرئه اليسرى وانخماص بنسيج الرئة وقطع بنسيج الكلى اليسرى وفى النهاية نزيف دموي إصابي ونتيجة تلك الإصابات التي أحدثتها تلك الطعنة الغادرة أسرع المجنى عليه في مكان الحادث يترنح ولم يلبث أن وقع على بعد أمتار قليله مدرجاً في دمائه حيث تم نقله إلى المستشفى المحاولة إسعافه حيث أجريت له الإسعافات اللازمة إلا أن تلك الطعنه وما أحدثته من إصابات قادت الى وفاة المجنى عليه وأثبتت التحريات صحة الواقعة على نحو ما سلف وأن المتهم كان يقصد من طعنه للمجنى عليه إزهاق روحه نتيجة الخلافات التي استعرت بينهما .
تحقيقات النيابة العامة
أنه قام بطعن المجنى عليه في بطنه حال تواجهه معه وأنه إستحضر معه وأنه استحضر السكين التي استخدمها في الاعتداء من منزل أحد أصدقائه وأنه كان يخفيها في كمر بنطاله.
شهود الواقعة
وشهد عمر محمد أنه وبتاريخ الواقعة نشب خلاف بين المتهم والمجنى عليه أثناء تواجدهما في مسكنه حيث تعدي المتهم على المجنى عليه محدثاً إصابته وعقب ذلك غادر المجنى عليه الى حال سبيله وبعد فترة من الوقت قام المجنى عليه بالاتصال بالمتهم كي يقابله ومن ثم أذعن له المتهم وخرج الى موعد ومكان اللقاء السالف ذكره وكان هناك آخران مع المجنى عليه وأنه وحال ذلك أبصر المتهم يخرج سلاح أبيض عبارة عن سكين وأخذها من مسكنه دون علمه و مغافلة منه وقام بطعن المجنى عليه بها في بطنه محدثاً إصابته التي أودت بحياته.
وشهد غازي اسامه صديق المجني عليه، أنه وبتاريخ الحادث تلقى مكالمه هاتفيه من المجنى عليه قص عليه فيها ما كان من خلاف بينه وبين المتهم وحدد موعداً للقاء ومكانه حيث وقعت الجريمة والتقى مع الشاهد الثالث وحال ذلك أبصر المتهم والذي ما أن أبصره المجنى عليه حتى قام بإحداث إصابه به في وجهه وأنه عقب ذلك أبصر المتهم يخرج سكيناً من بين طيات ملابسه ويطعن به المجنى عليه في بطنه محدثاً إصابته التي أودت بحياته .
وتوصلت تحريات الرائد محمد نجيب رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية إلى صحة الواقعة على نحو ما سلف وأنه على إثر خلاف استعر بين المتهم وبين المجنى عليه سببها تعرض الأخير لسمعة خطيبة المتهم وذكرها بسوء الأمر الذى آثار حفيظة الأخير فبادر المجنى عليه بإحداث إصابته في رقبته ثم استمر الخلاف المستعر بين المتهم والمجنى عليه حتى تقابلا وقام المتهم بإخراج سلاح أبيض سبق وأن أعده سلفاً وطعن به المجنى عليه في بطنه فحدثت إصابته والتي أودت بحياته.
مناظرة النيابة العامة
وأثبتت مناظرة النيابة وجود جرح طعني نافذ بالناحية اليسرى من الجانب الأيسر واثبتت معاينة الطبيب الشرعي لجثة المجنى عليه وجود جرح مخيط بغرز جراحية طوله ٣ سم يقع أعلى الوحشيه اليسرى للبطن أسفل الأبط بحوالي ٢٣ سم ويبعد عن المنتصف الأمامي بحوالي ١٦ سم وجرح قطعی سطحی طوله حوالي ٢ سم يقع أعلى الترقوة وسحج خطى رفيع طوله ١ / ٢ سم يقع بخلفية اليد اليسرى.
تقرير الصفة التشريحية
واثبت تقرير الصفة التشريحيه أنه بالشق على الأنسجة الرخوة والعضلات للصدر والبطن تبين أن الجرح المشاهد والموصوف بالكشف الظاهري بالوحشية اليسرى للبطن نافذا للتجويف من خلال المسافة الضلعية الثامنة اليسرى ومحدثاً قطع بالغشاء البلورى وانخماص بنسيج الرئة اليسرى وقطع بنسيج الكلى اليسرى وانسكابات دمويه غزيرة محيطه وتجلطات دمويه بتجويف البطن كما أثبت تقرير الصفة التشريحية للمجنى عليه أن وفاته تعزى إلى الإصابة الطعنيه بالبطن وما أحدثته من قطع بالغشاء البلوري للرئة اليسرى وانخماص بنسيج الرئه وقطع بنسيج الكلى اليسرى وما أحدثه ذلك من نزيف دموى إصابي غزير.
نية القتل العمد
- تخير المتهم سكين مديب وهي أداة قاتلة بطبيعتها.
-اختياره المكان الملائم لتوجيه وتسديد طعنته القاتله وهو الطعن في منتصف البطن من ناحية اليسرى حيث توجد الكثير من الأجهزة الحيوية لجسد المجنى عليه والتي يكفى المساس بإحداها لإحداث القتل . توجيه ضربة شديدة البأس لجسد المجنى عليه نتج عنها قطع بالغشاء البلوري وانخماص بنسيج الرئة اليسرى وقطع بنسيج الكلى اليسرى وانسكابات دموية غزيرة محيطه وتجلطات دمويه بتجويف البطن وتريف نموى إصابي غزير
ومن جماع ما تقدم تكون نية إزهاق الروح والقتل العمد متوافره في الواقعة.
ظرف سبق الإصرار
والذي هو حالة ذهنية تقوم في نفس الجاني ويستنتج من ظروف الدعوى وعناصرها فهو ثابت في الدعوى وآية ذلك التقريرات القضائية الآتية:
أنه ليست العبره في توافر ظرف سبق الإصرار بمضى الزمن ذاته بين التصميم على الجريمة ووقوعها طال الزمن أو قصر وبين الحالة التي دفعته إلى الإقدام على فعلته وبين ارتكاب الحادث بل العبره بما يقع في ذلك الزمن من التفكير والتدبير وما دام الجاني قد إنتهى بتفكيره إلى خطه معينه رسمها لنفسه قبل تنفيذ الجريمة وبعد البصر والسكون حتى يحكم العقل الهادئ والمتزن والمتروى فيما تتجه إليه الإرادة من الأعراض الإجرامية وحيث أن الواقعه حسبما تقدم قد ثبت من أوراقها وماشهد به الشهود والتحريات وما قرره المتهم أنه قد حدثت بين المتهم وبين المجنى عليه خلافات إستعرت حدتها عقب المتهم بإحداث إصابة المجنى في رقبته فانصرف مفكراً في عاقبة فعله بينما ظل المتهم يفكر ويتدبر في مزيد من الإنتقام من المجنى عليه ثاراً لكرامته الجريحة خاصة بعد أن ذكر خطيبته بسوء ومن ثم ظل نحو ساعتين يفكر ويتدبر في عاقبة ويتبصر في كل مجريات الأمور من حوله وأخيراً اهتدى الى ضرورة قتل المجنى عليه جزءاً وفاقاً لتعرضه الخطيبته بسوء وذلك في هدوء ورويه وواته الفرصه عندما إتصل به المجنى عليه محدداً زمان ومكان اللقاء دون أن يعلم أن في ذلك مصرعه فاستجمع المتهم جماع أمره ومضى في طريقه يسير الهوينه في الشارع الى حيث سيتقابل مع غريمه وينتقم لنفسه ويثأر لخطيبته بعد أن جهز سلاحه القاتل وأخفاه في جانبه بغية تحين الفرصه حال لقائه بالمجنى عليه وقتله وبالفعل ما أن تقابلا معا حتى قام المتهم بإنفاذ ماسبق واختمر في ذهنه فأخرج سلاحه الأبيض (السكين) الذي أعده سلفاً وسدد به وبكل ما أوتى من قوة طعنه قاتله في جانب المجنى عليه مصمماً على قتله والخلاص منه وهو ما يقود بالضرورة وباللزوم العقلى الى توافر ظرف سبق الإصرار في حق المتهم .
حالة الدفاع الشرعي
وعن الدفع بتوافر حالة الدفاع الشرعي في حق المتهم، فإن ظروف الحادث لا ترشح للذهن بأن المتهم كان في حالة دفاع شرعى عن النفس إذ أن التحقيقات التي جرت في الدعوى وجميع ظروفها تدل على أن المتهم قتل المجنى عليه وذلك عمداً وليس درءاً لخطر حال أو فعل يتخوف منه الموت أو الجرح جراحاً بالغه بل كان مبعثه هو الانتقام من المجنى عليه فهو من ذهب إليه حيث أيقن تواجده بعد أن استحضر سكيناً من مسكن صديقه وما أن ظفر به حتى أنفذ مخططه الشيطاني.
وحيث أنه من المقرر أن حق الدفاع الشرعي لم يشرع لمعاقبة معتدى على إعتدائه بل شرع لرد العدوان عن طريق الحيلولة بين من يباشر الإعتداء والاستمرار فيه. كما أن الثابت أن المتهم كان يضمر شراً مستطيراً بالمجنى عليه وكان ينوى قتله ولهذا أعد سكينه المستخدمة في الحادث وكان يغنيه عن كل ذلك العزوف عن هذا اللقاء الدموى إلا أنه سار في طريقه عالماً بعواقب فعلته مستبصراً بنتائجها ومن ثم قام بالتعدى على المجنى عليه بعد أن واجهه بالسكين المضبوطه والتي أعدها سلفاً ووجه طعنه قاتله في موضع قاتل بطبيعته اليه فسقط الأخير مدرجاً في دمائه الأمر الذي يكون معه الدفع بتوافر حالة الدفاع الشرعي في غير محله وحابط الأثر وترفضه المحكمة.
عقيدة المحكمة
عقيدة المحكمة التي اقتنع وجدانها بما خلصت إليه والتي قد انتهت إلى ثبوت ارتكاب المتهم لجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والمرتبطة بجريمة إحراز سلاح أبيض دون مسوغ من الضرورة المهنية والحرفية. وأن دفاع المتهم لم يلق ما يزعزع عقيدة المحكمة
فإنها أرسلت أوراق الدعوى بإجماع أراء أعضائها إلى فضيلة مفتى الجمهورية لتستدل على رأى فضيلته الشرعي الموافق للشريعة الإسلامية في أمر عقوبة الإعدام قبل المتهم فجاءت إجابة مفتي الجمهورية أنه من المقرر وقد أقيمت الدعوى بالطرق المعتبرة قانوناً قبل المتهم محمد المهاب ولم تظهر في الأوراق شبهة تدرء القصاص عنه كان جزاؤه الإعدام قصاصاً لقتله المجنى عليه خباب حسن عمداً جزاء وفاقاً.