بطلان من النظام العام.. نقض حكم الإعدام لأصدقاء السوء بنجع القطط بقنا
التحقيقات تكشف: تخلصوا من جارتهم وطفل ودفنوهما وسرقوها
قضت محكمة النقض برئاسة المستشار د. علي فرجاني نائب رئيس المحكمة، بقبول عرض النيابة العامة للقضية وطعن المحكوم عليهم، وفي الموضوع بنقض الحكم الصادر باعدام أصدقاء السوء بقنا، وإعادة القضية إلى محكمة جنايات قنا لتفصل فيها من جديد بهيئة أخرى، وذلك لأن الهيئة التي سمعت المرافعة في الدعوى وقررت إرسال أوراق القضية إلى فضيلة مفتى الجمهورية لأخذ رأيه في الدعوى كانت مشكلة من قضاة يتضمنهم عضو يسار الدائرة القاضي احمد محمد فنجري، في حين أن الثابت من مطالعة الحكم أن الهيئة التي أصدرته لم يكن من بين أعضائها وحل محله قاض آخر هو إسماعيل محمد إيهاب، ولم يثبت بالحكم أن القاضي فنجري الذي سمع المرافعة اشترك في المداولة وفي الحكم في الدعوى كما لم يوقع على مسودة الحكم بالخلاف لما أوجبه القانون.
صدر الحكم بعضوية المستشارين محمد الخطيب ونادر خلف و حسام جمعة ود. محمد عطية بحضور أحمد يحيى رئيس النيابة بنيابة النقض، بأمانة سر يوسف عبد الفتاح واحمد عبد الفتاح.
تفاصيل الجريمة المروعة
تضمنت وقائع القضية أن المتهمين أحمد عدلي صابر عوض الله وشهرته حمادة، والطواب عبد الباسط محمد الطواب، وأحمد حسن محمد عبد السيد، وحماده حربي فريج عبد الباسط تجمعهم صداقة السوء وضيق ذات اليد وطيش الشباب ، وبدلا من أن يستغلوا طاقاتهم في عمل حلال يتكسبون منه ضل سعيهم وأغواهم شيطانهم إلي أن الطريق الأسهل والأسرع هو طريق السرقة والمال الحرام ، ولكن كيف يتسنى لهم ذلك وهم يقيمون بنجع صغير يدعي نجع الخرابيش أو نجع القطط فالعدد قليل والناس متعارفون ، فكيف لهم أن يستفيدوا بذلك ويحققوا ماربهم ، فاجتمعوا قبل الواقعة بأيام بحوش المتهم الأول ليخططوا بهدوء وروية في كيفية الوصول لمقصدهم ، فأوزع لهم شيطانهم وفكرهم الدنيء ضاربين بكل تقاليد الإنسانية والدين عرض الحائط أن للمتهم الأول جارة تدعي نجاح جابر وهي من الملاءة بمكان ، إذ ترتدي مصاغا ذهبيا وتعيش في رغد من العيش، وأنها إعتادت عصر كل يوم أن تمر من أمام الحوش الخاص به في طريقها من منزلها إلي حوش آخر يضع فيه زوجها بهائمة لتعيدهم للمنزل ، فتلك إذن فرصة سانحة أن يستدرجوها ويستولوا علي ما معها من مصاغ ، ولكن لن يتم ذلك إلا بقتلها وإخفاء جثتها عن الأعين كي لا يفتضح أمر جريمتهم فتلاقت إراداتهم واتحد فكرهم الهادئ المتروي علي تنفيذ عناصر خطتهم بقتل المجني عليها والإستيلاء علي مصاغها، فأعدوا حبالا ومطواة وقبل عصر يوم ۲۰۱٩/٦/١ كمنوا داخل سور الحوش الخاص بالمتهم الأول مختفين عن أعين الرقباء عاقدين العزم علي تنفيذ ما اتفقوا عليه من قتلهم المجني عليها وسرقة مصاغها وكالمعتاد بعد عصر ذلك اليوم مرت المجني عليها كعادتها من أمام الحوش وإذ بالمتهم الأول ينفذ أحد أدوار الجريمة وينتظرها أمام الحوش ليستدرجها داخله بحجة مساعدته في رفع أحد الأوعية مستغلا معرفتها السابقة له والجيرة التي تربطهما وما إحتسب لله حساب وما منعته النخوة والرجولة التي توجب عليه حماية جارته بدلا من إزهاق روحها طمعا في متاع زائل ومال لا يستحقه وشاءت إرادة الله أن كان بصحبتها الطفل عمر جبريل فدخل للحوش معها وما حسبت المجني عليها أن المروءة ستودي بحياتها وأن الأمان الذي تنشده من جارها إنما فيه هلاكها وما ظن الطفل أن رفقته لجارته هي آخر خطواته البريئة في الدنيا وأنه سائر إلي حتفه وما أن دخل المجني عليهما حوش المتهم الأول حتي سارع بغلق بابه وانقض المتهمون جميعا على المجني عليها كاتمين أنفاسها حتي سقطت أرضا مغشيا عليها وسارع المتهمان الثالث والرابع بكتم أنفاس الطفل لرؤيته لهم حال الإجهاز علي المجني عليها فسقط مغشيا عليه وخرج المتهم الأول يستطلع الطريق ويراقب حالته من المارة وبعد أن اطمأن أنه لا رقيب من بني الإنسان رآهم أو سمع بهم حتي إنضم للمتهمين داخل الحوش لتنفيذ باقي مخططهم فأتوا بالحبال السابق تجهيزها ولفوها حول رقبة المجني عليهما فكسروا أعناقهما وتأكد لهم مفارقتهما للحياة فأحدثوا بهما الإصابات التي أثبتها تقرير الصفة التشريحية لهما واستولي المتهم الأول على مصاغ المجني عليها وأعطاه للمتهم الرابع لبيعه واقتسام ثمنه فيما بعد بينهم ولم يكتفوا بذلك فبعد أن تمت جريمتهم وحصلوا على مبتغاهم لابد لهم إذن من إخفاء معالم جريمتهم، فكانت القسوة والبشاعة في أبهي صورها بأن جردوا المجني عليها من ملابسها وهتكوا سترها وأحضر المتهم الرابع مطواته سابقة التحضير وشق بها بطنها واستخرج بعضا من أحشائها ظنا منه أن في ذلك ما يمنع ظهور رائحة تعفنها ملقيا بهما فيما بعد بأحد المصارف المائية ثم حفروا للجثتين حفرة تتسع لهما بحجرة ملحقة بالحوش وهالوا على أجسامهما الطاهرة التراب ثم وضعوا فوق قبرهما ذاك أحد أقفاص الجريد ليخفوا معالمه ولاذوا بالفرار ، فأبلغ زوج المجني عليها سعد الدين ربيع ووالد الطفل عمر جبريل واقعة تغيبهما في اليوم التالي، إلا أن مشيئة الله دائما غالبة والحق كفلق الصبح لابد له من ظهور ظل أهل النجع الطيبين حائرين أين اختفي المجني عليهما فلا ضغينة بينهما وبين آخرين وهم أناس مسالمون لا أعداء لهم إذن هم بلا شك مبتلون بضعيف نفس بينهم أو نبتة سوء من أنفسهم شاء حظهم العثر أن تنبت بينهم فتعكر صفو حياتهم وتظهر أسوء ما في النفس البشرية من خسة ودناءة فكان قرارهم أن يبحثوا في كل مكان يحتمل أن تواري فيه الغائبين وفي صباح يوم ٢٠١٩/٨/٢٩ شاء قدر المولي عز وجل أن تكتشف الجريمة وأن يعثر الأهالي المكلومون علي جثتي المجني عليهما وقد واراهما التراب بحوش المتهم الأول وجثتيهما في أحد أدوار التعفن ملفوف حول رقبتيهما حبال والمجني عليها بلا مصاغها كما أثبتته معاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة ، وقد دلت تحريات الرائد شريف جميل - رئيس مباحث مركز نقاده - على صحة الواقعة ونسبتها للمتهمين على النحو المار بيانه وأن قصدهم منها قتل المجني عليها السرقة مصاغها وقتلهم الطفل الذي كان برفقتها لرؤيته لهم وخشية افتضاح أمر جريمتهم، ونفاذا لإذن النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم تمكن من ضبط المتهمين الأول والثاني وبمواجهتهما بما أسفرت عنه تحرياته أقرا بارتكاب الواقعة ورويا أدق تفصيلاتها له وبتحقيقات النيابة العامة وأجريا معاينة تصويرية لها بحضور النيابة العامة.